راشد شاتيلا: المقاومة حقّ مشروع في وجه العدوان على فلسطين ولبنان

منذ عام 1948، لم يتوقّف العدو الصهيوني عن انتهاك حقوق الفلسطينيين، وتوسيع استيطانه، وفرض الحصار، وارتكاب الاعتداءات المتكرّرة
منذ عام 1948، لم يتوقّف العدو الصهيوني عن انتهاك حقوق الفلسطينيين، وتوسيع استيطانه، وفرض الحصار، وارتكاب الاعتداءات المتكرّرة


في عالم تتغيّر فيه المفاهيم وتتشابك فيه المصالح، تظل بعض القضايا ثابتة في الضمير الإنساني، وعلى رأسها قضية فلسطين، بما تختزنه من معانٍ للظلم والكرامة والانتماء. ليست فلسطين مجرد أرض محتلة، بل قضية إنسانية تعكس معاناة شعب حُرم من حقوقه، وسُلبت منه دياره على يد العدو الصهيوني، دون أن يُمنح الحدّ الأدنى من العدالة الدولية.

منذ عام 1948، لم يتوقّف العدو الصهيوني عن انتهاك حقوق الفلسطينيين، وتوسيع استيطانه، وفرض الحصار، وارتكاب الاعتداءات المتكرّرة. وفي لبنان، وتحديدًا في الجنوب، شكّل العدوان المستمرّ وجهًا آخر لهذا المشروع التوسّعي، بدءًا من الاجتياح في 1982، وصولًا إلى حرب تموز 2006، وما تلاها من خروقات متكرّرة، قابلها الجنوب اللبناني بالصمود والثبات، رغم التضحيات الجسيمة.

في مواجهة هذا الواقع، تبقى المقاومة حقًا مشروعًا، أقرّته المواثيق الدولية، كالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تضمن الدفاع عن النفس في وجه أي اعتداء. والمقاومة هنا ليست فعلًا عدائيًا، بل وسيلة مشروعة للدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة، حين تغيب الحماية الدولية وتتراخى أدوات العدالة.

ولأنها كذلك، فإنّ المقاومة التي تنبع من ضمير الشعوب لا تُختصر بالبندقية وحدها، بل تشمل الكلمة والموقف والصمود. هي رفض للهيمنة، وإصرار على الحقّ، وتجسيد لإرادة الحياة في وجه الظلم. التحية لكل من قاوم المحتل، والرحمة لكل من ارتقى شهيدًا دفاعًا عن أرضه، والإجلال لكل من صمد في وجه العاصفة حاملًا قضيته بشرفٍ وعزّة.

راشد شاتيلا

الكاتب راشد شاتيلا
الكاتب راشد شاتيلا


تعليقات: