راشد شاتيلا: تحية من القلب إلى كل أمّ شهيد

تحية من القلب إلى كل أمّ شهيد، وكل أبٍ حمل نعش فلذة كبده شامخًا، وإلى كلّ بيت جنوبيّ كتب فصول التضحية بالحياة اليومية
تحية من القلب إلى كل أمّ شهيد، وكل أبٍ حمل نعش فلذة كبده شامخًا، وإلى كلّ بيت جنوبيّ كتب فصول التضحية بالحياة اليومية


في الجنوب اللبناني، حيث تعانق الأرض السماء برفعة عزّها، وتتماهى التضحيات مع الكرامة، كُتب التاريخ بمداد من دماء الأطهار. هناك، لم تكن الأرض مجرّد تراب، بل كانت ميثاقًا وعهدًا، وكان أهلها حراسًا للأمانة، لا يتراجعون ولا يتهاونون في الدفاع عن الحق. إن الجنوب، بسهوله وهضابه ووديانه، ما هو إلا مرآة نقيّة لوجه الوطن الصابر، وأيقونة شامخة من أيقونات الشرف والوفاء.

أمام آلة العدوان، لم ينحنِ أبناء الجنوب، بل وقفوا بثبات يُحاكي بطولات التاريخ، متمسّكين بحقهم المشروع، رافضين الذلّ، ومتشبثين بترابهم كما يتشبث المؤمن بإيمانه. كانوا رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فسقط منهم من سقط شهيدًا، وارتفعت أرواحهم إلى العلياء، تحمل رسالة سامية عنوانها: “هنا وطنٌ لا يُهان، وهنا شعبٌ لا يُكسر.”

وإنني، أنا كاتب هذه الكلمات، أتوجّه بتحية شخصية من القلب إلى كل أمّ شهيد، وكل أبٍ حمل نعش فلذة كبده شامخًا، وإلى كلّ بيت جنوبيّ كتب فصول التضحية بالحياة اليومية. رحم الله الشهداء، وأسكنهم فسيح جناته، وجزى أهلهم الصابرين خير الجزاء. أنتم تاج هذا الوطن، ووسام شرف على جبين الأمة.

     راشد شاتيلا

تعليقات: