راشد شاتيلا: فلسطين… الحقيقة التي لا تموت


في حضن الجغرافيا والتاريخ، تجلس فلسطين بثقلها الأخلاقي والروحي، شاهدةً على قرنٍ من التحدّي والكرامة. ليست فلسطين شعارًا يُرفع في المناسبات، بل هي اختبار دائم للضمير الإنساني، وقضية لم تخفت رغم تغيّر العناوين وتبدّل الخرائط. في كل حجر من أرضها، حكاية بطل، وفي كل زيتونة، دمعة أمّ تنتظر عودة ابنها من الغياب الطويل.

ليست مأساة فلسطين نتاج نزاعٍ عابر، بل نتيجة تراكمات ظلمٍ تاريخيٍّ فرض على شعبٍ أعزل أن يصنع من صبره درعًا، ومن أمله سلاحًا. أمام هذا الواقع، لم تنكسر الإرادة الفلسطينية، بل ازدادت رسوخًا، لتقول للعالم إن الكرامة لا تُشترى، وإن الوطن لا يُقايض، مهما طال الزمن أو كثر الصمت.

في زمن كثُر فيه الكلام وقلّ فيه الصدق، بقيت فلسطين تتكلم بلغة الأرض، بلغة الشهداء والأمهات والأسارى، بلغة الحقيقة التي لا تموت. إنها لا تحتاج إلى من يفاوض باسمها بقدر ما تحتاج إلى من يصون معناها، ويحفظ صورتها من التزوير، ويمنع سقوطها في فخ الاعتياد والنسيان.

ستبقى فلسطين بوصلتنا الأخلاقية، لا لأنها عنوان الماضي فحسب، بل لأنها امتحان الحاضر ورمز المستقبل.

راشد خضر كمال شاتيلا

تعليقات: