بعد 35 عاما من الانقطاع عن الدراسة.. سامر وهبي يعود وينجح بالامتحان الرسمي


بعد 35 عاما عاد الزميل الصحافي سامر وهبي الى مقاعد الدراسة، وخاض الامتحان الرسمي في نفس اليوم مع ابنته فرح التي كانت تتقدم لنيل شهادة البكالوريا -علوم الحياة ، فيما هو كان يجري امتحانه في الامتياز الفني -اختصاص اخراج ، ومعا نجحا بعد صدور النتائج بتقدير جيد جدا.

وبذلك اثبت الزميل وهبي ان الامتحان ليس مجرد شهادة… بل شهادة على أن العزيمة لا تشيخ، وأن الطموح لا يسقط بسنوات العمر .

فبعد انقطاع طويل دام ٣٥ عاماً عن مقاعد الدراسة، قرّر الزميل سامر وهبي أن يكسر حاجز الزمن ويعود إلى قاعة الامتحانات، لا كطالب عادي، بل كمقاتل مسلّح بالإرادة والإيمان بالنفس. سنوات العمل، والانشغالات، والظروف لم تكن عائقاً أمام حلم ظلّ حيًّا في قلبه، وورقة الامتحان لم تكن اختبارًا للمعلومات فحسب، بل كانت امتحانًا للثبات، للتحدي، وللقدرة على الوقوف مجددًا في وجه ما يعتقده البعض “مستحيلاً”.

يلفت الزميل وهبي الى انه احب اختصاص الاخراج القريب من عمله كصحافي ومراسل ميداني متمرس منذ سنوات ، وامضى عامه الدراسي بين عمله والمتابعة التعليمية والمشاغل اليومية بشكل طبيعي احيانا، وضاغط في كثير من الاحيان ، ويشير الى المفارقة التي جمعته اثناء تقديم الامتحان الرسمي في الايام ذاتها التي كانت تمتحن فيها ابنته فرح في احدى مدارس منطقة النبطية، كما كان ابنه هشام ينهي اخر ايام امتحانه الجامعي ، شعور "مفعم" بالقلق والعزيمة والتحدي ، بينما انت في قاعة الامتحان وبالك مشغول بابنتك ، المتوترة بطبيعة الحال ، وبعملك وما هو مطلوب منك من مهام، كل ذلك مع غياب الهاتف عنك لساعات طوال ، يزيد من عزيمتك وارادتك ، رغم من تحمل من قلق موزع هنا وهناك ، ولكن بالنتيجة ترى امامك مئات الطلاب الذين امتحنوا وكانت الغارات الجوية المعادية تلهب وتدمر محيط مراكز الامتحانات، ولم تردعهم او ترهبهم ، بل زادتهم اصرار على تحقيق نتائج باهرة وتفوق.

ويقول الزميل وهبي: هناك شخص اصر ان اعود الى مقاعد الدراسة ، وشجعني ودعمني هو مدير معهد المنار محمد عطوي ، الذي انتسبت اليه، فلا كلمات تُعبر عن مدى تميز شخصيته التربوية والتوجيهية ، له كل الشكر، كما ان الشكر اولا واخيرا لمديرة التعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري التي اشرفت وتابعت اجراء الامتحانات المهنية ووفرت للطلاب اجواء هادئة وخاصة في الجنوب ، بالرغم مما عانوه من اضطرابات جراء الاعتداءات الاسرائيلية اليومية ، والشكر ايضا للمدير التربوي نادر صبرا على تشجيعه الدائم .

بدورها ابنته فرح تحدثت عن هذه التجربة التي خاصتها مع والدها فقالت : كانت تجربة ليست متل كل التجارب، أنا وبابا قررنا نخوض معا تحدي الامتحان الرسمي، ودرسنا، شجعنا بعض، وتعبنا معا، كأنه كنا نعيش حلم مشترك، خطوة بخطوة ، بابا كان السند الحقيقي، ليس فقط بالكلام، بالفعل وبقلبه الكبير، فخورة إني ابنة هالبيت، وفخورة بوالدي ، اللي قرر يعيش حلمه بإحساس طالب، وبنظرة مخرج عم يوثّق كل لحظة حب وتعب.

وقالت : ماما، وغزل، وهشام… كانوا السند الحقيقي، كانوا الدعوة الطيبة، والأمان يلي بيكبرنا من جوّا.النجاح طعمه بيكون غير، لما بيجمع عيلة وحدة، قلبها واحد، وأنا اليوم بقولها بصوت عالي: أنا فخورة… إني بنت سامر وهبي.

الزميل سامر وهبي نجح... نعم، نجح في إثبات أن الوقت لا يسلب الأحلام، بل يمنحها قيمة أكبر حين تعود وتُروى من جديد.



تعليقات: