راشد شاتيلا: المقاومة… عنوان للصمود وحماية الكرامة الوطنية

اشد شاتيلا: المقاومة ليست محصورة في العمل الميداني فقط، بل هي منظومة متكاملة تشمل الوعي، والثقافة، والعمل المجتمعي. فهي تعزز الانتماء الوطني
اشد شاتيلا: المقاومة ليست محصورة في العمل الميداني فقط، بل هي منظومة متكاملة تشمل الوعي، والثقافة، والعمل المجتمعي. فهي تعزز الانتماء الوطني


في مواجهة التحديات والضغوط التي تمر بها الشعوب، تبرز المقاومة كرمز للصمود وحماية للحقوق الوطنية. هي ليست حالة عابرة، بل نهج متواصل للدفاع عن الأرض والإنسان، وللحفاظ على مقومات الكرامة والسيادة. إن استمرارها يمثل ضمانة لعدم التفريط بالحقوق المشروعة، مهما تبدّلت الظروف.

نشأت المقاومة من الإيمان العميق بحق الشعوب في الدفاع عن نفسها وفق القوانين الدولية التي تكفل هذا الحق. وقد ارتبطت في الذاكرة الجماعية بقيم العزيمة والإرادة، حيث أظهرت أن التمسك بالحق يمكن أن يشكل قوة رادعة أمام أي محاولة لفرض الأمر الواقع بالقوة.

المقاومة ليست محصورة في العمل الميداني فقط، بل هي منظومة متكاملة تشمل الوعي، والثقافة، والعمل المجتمعي. فهي تعزز الانتماء الوطني، وتمنح الأجيال الشابة مثالًا على الالتزام بالمصلحة العامة، وترسيخ قيم التضحية من أجل الصالح المشترك.

التاريخ الحديث يقدم أمثلة كثيرة على أن الحفاظ على قوة الردع، بمختلف أشكالها، يحمي المجتمعات من فقدان حقوقها. كما أن الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات يمنح أي دولة أو شعب قدرة أكبر على الدفاع عن موقفه.

إن التضحيات التي تُقدم في سبيل الحفاظ على الحقوق والسيادة، تظل جزءًا من الذاكرة الوطنية، تذكّر الجميع بأهمية حماية المكتسبات وصون الكرامة. وهذا الوعي الجمعي يشكل حائط صد معنوي أمام أي محاولات للنيل من إرادة الشعوب.

وتبقى أرواح الشهداء منارات مضيئة في مسيرة الصمود، تُلهم الأحياء وتمنحهم العزم على مواصلة الطريق. فهم الذين قدّموا أغلى ما يملكون ليبقى الوطن مرفوع الرأس، ولتظل الحقوق أمانة في أعناق الأجيال. إن ذكراهم الحية تشكل قوة معنوية تدفع الجميع نحو الثبات على المبادئ وصون الأرض والإنسان.

استمرار المقاومة وصمودها يعني استمرار الأمل في مستقبل تسوده العدالة، ويضمن أن يبقى الحق حاضرًا في المعادلة، بعيدًا عن منطق القوة وحده. كما أنه يمنح المجتمعات ثقة أكبر في قدرتها على حماية نفسها والحفاظ على استقرارها.

في الختام، فإن المقاومة، بمفهومها الواسع والمشروع، هي عهد تتوارثه الأجيال، قائم على حماية الأرض، وصون الكرامة. وهي رسالة ثابتة بأن التمسك بالحق والدفاع عنه هو الطريق الأضمن نحو مستقبل أكثر أمنًا وعدالة.

     راشد خضر كمال شاتيلا

تعليقات: