مي عبدالله: بارّاك فاجأ الجميع... هل أصبح إشراك إيران شرطًا لأي


لم تكن زيارة باراك وأورتاغوس إلى بيروت بروتوكولًا روتينيًا. إنها أشبه بصفارة إنذار تُعيد ترتيب الملعب: لم يعد الحديث محصورًا بلبنان وحده، بل إنّ إيران أُدخلت إلى القاعة بوصفها جارًا لا يمكن طرده من الجغرافيا، وشريكًا لا يمكن تجاهل أثره في أي تسوية. ما بدا ملفًا تقنيًا عن سلاح وانسحاب، يختزن في العمق محاولة لصياغة هندسة جديدة للمشرق.

في مقالة لافتة على موقع 180Post، التقط الصحافي والمحلّل السياسي *داوود رمال* ما غاب عن كثيرين: أن الأميركيين، للمرة الأولى، يُقرّون بأن لا سبيل إلى تسوية لبنانية من دون أن تكون طهران جزءًا منها. لم يقرأ رمال الزيارة كحدث بروتوكولي، بل كإعلان انتقال في قواعد اللعبة: من منطق الإملاء إلى منطق التبادلية.

وبرأيي

إذا كان رمال قد وضع الإصبع على الجرح، فإن السؤال يتجاوز اللحظة اللبنانية إلى المشهد الأوسع:

* في غزة، هدنة على حافة الانهيار.

* في سوريا، جبهة السويداء التي خمدت أخبارها إعلاميًا ولم تهدأ سياسيًا.

* في إسرائيل، شارع غاضب يهتف في وجه نتنياهو.

هنا يظهر أن إدماج إيران ليس منّةً ولا استثناءً، بل هو إقرار بواقع صارخ: المشرق يُعاد رسمه، ولبنان قلب هذه اللوحة.

وعليه نطرح تساؤلات عدة:

* هل إشراك إيران خطوة نحو تسوية أم غطاء لتجميد الأزمة بانتظار صفقات أكبر؟

* كيف ستتصرّف إسرائيل إذا شعرت أن "الشريك الإيراني" يُزاحمها على الطاولة؟

* وهل يستطيع لبنان الرسمي أن يحوّل المبادرة إلى مكسب سيادي، أم يبقى رهينة توازنات الآخرين؟

قد يُخدَع البعض ويظن أن الطريق فُتحت نحو نزع سلاح حزب الله. لكن القراءة الأعمق – التي لفت إليها داوود رمال – تكشف أن ما يُصاغ يتجاوز لبنان: تسوية مشروطة تعيد توزيع أدوار القوى في المشرق. بين رغبة أميركية في التهدئة، وضغط إسرائيلي لا يعرف الشبع، وهواجس لبنانية تبحث عن كيانٍ صامد، يبقى السؤال مفتوحًا:

هل يكون لبنان شريكًا فاعلًا في هذه المعادلة، أم مجرد ساحة تُختبر فيها إرادات الآخرين؟

تعليقات: