تقرير اسرائيلي: تلّة الحمامص محور خطة جديدة لضمان أمن الشمال

يبقى سكان الشمال قلقين من رايات حزب الله التي ترفع أحيانًا قرب الحدود (Getty
يبقى سكان الشمال قلقين من رايات حزب الله التي ترفع أحيانًا قرب الحدود (Getty


أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيليّة، في تقريرٍ بعنوان "تقريرٌ من تلّة الحمامص في الجنوب اللّبنانيّ: المخطّط الجديد للجيش الإسرائيليّ لضمان الأمن"، إلى أنّ أربعة كيلومتراتٍ تفصل بين بوّابة الحدود الإسرائيليّة–اللّبنانيّة وقلب الموقع العسكريّ القائم على رأس تلّة الحمامص في الجنوب اللّبنانيّ. ورغم أنّ الموقع لا تشاهده البلدات الإسرائيليّة، فإنّه من المفترض أن يراقب سكّانها ويحميهم ضمن المخطّط الأمنيّ الجديد لقيادة المنطقة الشّماليّة والفرقة 91.

تدعيمٌ متواصلٌ تحت شعار "ضمان الأمن"

وذكرت الصّحيفة أنّ العمل في الموقع يجري تحت شعار "لا نعمل من أجل تحقيق الهدوء، بل لضمان الأمن. وبهذه الطّريقة، سيتحقّق الهدوء تلقائيًّا". وبحسب التّقرير، يدعّم الموقع أسبوعيًّا بطبقاتٍ إضافيّةٍ من التّحصينات الخرسانيّة، فيما يعمل الجنود "بحرّيّةٍ تامّةٍ" خلفها، على الأرض ومن الجوّ.

ويقع الموقع فوق "محور المسيّرات" الّذي مرّت عبره طائرات حزب الله المسيّرة نحو بلدات الجليل الأعلى. وتضيف الصّحيفة أنّ مناطق واسعةً كانت قبل أقلّ من عامٍ ساحةً لنشاطاتٍ "إرهابيّةٍ" تهدّد حياة مئات الآلاف من سكّان الشّمال الإسرائيليّ، باتت اليوم تشهد نشاطًا لقوّات مشاةٍ إلى جانب وحدات دفاعٍ جوّيٍّ تابعةٍ لسلاح الجوّ كجزءٍ عضويٍّ من الفرقة 91.

زيارةٌ قياديّةٌ وأرقام العمليّات

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، زار رئيس الأركان اللّواء إيال زامير موقع الحمامص الأسبوع الماضي، برفقة قائد الفرقة العميد يوآف غاز وقائد اللّواء 769. ونقل عنه قوله: "إنّنا نعمل وفق رؤيةٍ استراتيجيّةٍ جديدةٍ، لن نسمح للتّهديدات بالظّهور من جديدٍ". وأضاف أنّ "الإنجازات الّتي حقّقناها في الجبهة الشّماليّة غير مسبوقةٍ، فمنذ وقف إطلاق النّار، تمّت تصفية أكثر من 240 مسلّحًا، ونفّذت نحو 600 غارةٍ جوّيّةٍ".

إحباط محاولاتٍ بعد وقف إطلاق النّار

وأفاد التّقرير بأنّ حزب الله حاول، عقب وقف إطلاق النّار مباشرةً، نشر عشرات الحاويات عبر "جمعيّاتٍ إنسانيّةٍ وهميّةٍ" لاستخدامها مكاتب ومستودعاتٍ غطاءً لنشاطاته، إلّا أنّ "الضّربات المكثّفة" أفشلت المشروع فتوقّف. كما فشلت محاولاته لإقامة نقاط مراقبةٍ جديدةٍ أو إعادة بنـاء مواقع قديمةٍ "بعد تصفية كلّ من حاول العودة إليها أو وضع كاميراتٍ"، وفق الصّحيفة.

غاراتٌ موضعيّةٌ وفرضٌ لوقف النّار

ومنذ "الانسحاب"، تقول الصّحيفة إنّ قوّات المشاة من الخدمة النّظاميّة والاحتياط نفّذت مئات الغارات الصّغيرة خلف الحدود، لفرض اتّفاق وقف إطلاق النّار. ويلقي الجيش الإسرائيليّ منشوراتٍ تحذيريّةً جوًّا وبرًّا في المواقع الّتي يرصد فيها نشاطٌ مشبوهٌ قبل استهدافها من الجوّ. وحتّى رعاة الأغنام الّذين اعتادوا المكوث قرب الحدود "لم يعودوا هناك"، إذ يشتبه بكلّ من يقترب في أنّه "عنصرٌ إرهابيٌّ" ويعمل على إبعاده. وتذكر أنّ القليلين الّذين عادوا إلى قرىً بعيدةٍ عن الحدود "يقرّون بتفوّق الجيش الإسرائيليّ"، فيما يرفع بعض أصحاب المنازل لافتاتٍ تعلن أنّهم لا ينتمون إلى أيّ تنظيمٍ مسلّحٍ.

يقظةٌ مستمرّةٌ وقلقٌ مدنيٌّ

وتشير "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ أصوات الغارات الجوّيّة الإسرائيليّة لم تعد تزعج راحة السّكّان والزّائرين العائدين إلى المستوطنات الشّماليّة "للمرّة الأولى منذ أعوامٍ". ومع ذلك، لا يستبعد الجيش محاولاتٍ جديدةً من حزب الله، ويؤكّد لرؤساء السّلطات المحلّيّة أنّه "يجب أن يظلّ يقظًا على الدّوام، حتّى يكون المواطنون مطمئنّين دائمًا". وعلى الرّغم من ذلك، يبقى سكّان الشّمال قلقين من رايات حزب الله الّتي ترفع أحيانًا قرب الحدود، لكنّ الجيش "لا يريد الانجرار إلى حرب راياتٍ"، ويظهر، بحسب التّقرير، أنّه "غير متأثّرٍ" بهذه المظاهر."

تعليقات: