كتاب مفتوح إلى معلمتي الفاضلة ردينا غصن

علي حمّود: شكراً معلمتي الفاضلة
علي حمّود: شكراً معلمتي الفاضلة


يصادف يوم 9 آذار من كل عام يوم الإحتفال بعيد المعلم، مع أن البعض قد يعتبر ذلك (أقصد تخصيص يوم في السنة و جعله عيداً للمعلم) شيئاً عظيماً وكافياً إلاّ أني أعتبره إجحافاً في حقّهم، لأنّنا لو احتفلنا كل يوم بعيدهم لن نوفهم ولو قليلاُ من ذلك الكثير الذي قدموه لنا!

و مهما فعلنا لأجلهم لن نردّ لهم سوى جزء صغير وصغير جداًّ من ذلك الجميل الكبير الذي قدّموه لنا!

لم أستطع، ولم أرد انتظار عيد المعلم القادم، لأتوجه بتحيتي الطيبة العطرة المملوءه حباًّ واحتراماً إلى معلمتي الفاضلة "ردينا غصن" لأقول لها: شكراً، شكراً، شكراً، سامحينا لأننا لم نفهمك في ذلك الوقت !

لم أنتظر لأني كما قلت لن أنتظر قدوم عيد المعلّم لأقف لمعلمتي لأوفّها التبجيلا، بل سأقف كل يوم وفي كل ساعه وكلما سنحت لي فرصه.

كنت تلميذاً في مدرسة "ليسيه دولا فينيس – الخيام" في الفتره ما بين 1991 و1994 وكانت الأستاذة الفاضلة الأخت "ردينا غصن " معلمتنا للغة العربية، وبحكم الجدول الأسبوعي وعلى ما أذكر كانت لدينا كل يوم حصة لمادة اللغة العربية، إن لم يكن أكثر ( بين نحوٍ و صرفٍ و قراءة و استظهار و غيره ...)، أي بكلام آخر كان يتوجب

علينا ان نرى معلمتنا الفاضله التي لن أخفى أننا كنّا نكرهها كرهاً شديداً لكثرة متطلباتها من ناحية تحضير الدروس وتعدد وتنوع الواجبات المنزلية.

حتى في أيام عطلتنا الأسبوعية، كانت لا تفارقنا فالواجبات المعطاة لإنجازها في العطلة كانت تجعلنا نشعر أنّنا ما زلنا في الفصل و تجعلنا نشعر أنها ما زالت معنا.

لم نكن نفهم سبب ذلك كلّه، و لم نكن نفهم ما كانت تقول وتنصحنا به أنّ كل ما تفعله هو لمصلحتنا، وأنه سيأتي اليوم الذي نَعي به ذلك...

أنا هنا اليوم لأقولها لك "معلمتي الفاضلة... لقد جاء ذلك اليوم...

مع كل موضوع إنشائيّ لا بل مع كلّ جملة وكل كلمة اختارها ياتي ذلك اليوم...

مع كل ضمة وفتحة وكسرة أستعملها يأتي ذلك اليوم...

في كل ظرف زمان و مكان يأتي ذلك اليوم...

ومع كل إعراب لجملة عجز عنها الكثيرون يأتي ذلك اليوم...

يأتي ذلك اليوم كل يوم مراراً و تكراراً...

ما عساي أقول سوى: "وفّقك الله و حماك أينما كنت وكيفما ذهبت، كلمات كثيراًً ما أرددها في صلواتي ودعواتي و كلّما تذكرتك".

وأرجوكِ.. سامحيني لأني لم أفهمك!

والشكر الجزيل لموقع خيامكم والمشرفين عليه الذي أرجو من خلاله أن يصل شكري إلى معلمتي الفاضلة...

أنقر هنا لمشاهدة ألبوم صور حفل زفاف علي حمّود

تعليقات: