أعلن جيش العدو مقتل 4 جنود في هجوم على دبابة فجر أمس في شمال غزة (أ ف ب)
فلسطين
مقتل أربعة جنود إسرائيليين شمال غزة، بهجوم نوعي للمقاومة يكشف هشاشة تحصينات الاحتلال وفشل إجراءاته، رغم الاستنفار ضمن عملية «عربات جدعون 2».
نفّذت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فجر أمس، هجوماً نوعياً استهدف تحصيناً عسكرياً لجيش الاحتلال على أطراف حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أسفر عن مقتل أربعة جنود من طاقم دبابة تابعة لـ«الكتيبة 52» من «لواء المدرّعات 401». ووفقاً لرواية صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن مجموعة مسلّحة مؤلّفة من أربعة مقاتلين هاجمت التحصين العسكري قرابة الساعة السادسة صباحاً، حيث ألقى أحد أفرادها عبوة ناسفة داخل دبابة مأهولة متمركزة عند مدخل الموقع، فيما فتح آخرون النار في اتجاه قائد الدبابة. وأكّد التحقيق الأولي أن «المسلحين لم يحاولوا أسر جنود»، بينما يرجّح الجيش أن يكونوا قد تسلّلوا «عبر نفق غير مُكتشف في المنطقة».
من جهتها، أفادت «إذاعة الجيش» بأن «الحادثة» وقعت عقب عودة قوات «الكتيبة 52» من عملية ليلية في المنطقة، وأن الهجوم نفّذته «خلية يُقدّر عدد أفرادها بثلاثة مسلحين اقتربوا من الدبابة لمسافة قصيرة جداً، قبل أن يطلقوا النار عليها ويزرعوا عبوة ناسفة داخلها»، أدّى انفجارها إلى مقتل الجنود الأربعة على الفور واندلاع النيران في الدبابة. وأشارت إلى أن «قوات الكتيبة 50 المتمركزة في الموقع المحصّن المجاور تدخّلت واشتبكت مع المهاجمين، ما أسفر عن إصابة أحد جنودها بجراح متوسطة، فيما تمكّن بعض المهاجمين من الانسحاب».
وبحسب الإذاعة، فإن الهجوم نُفّذ رغم حالة الاستنفار في صفوف القوات، ما يثير تساؤلات حول نجاعة إجراءات التأهّب المتّخذة. واعتبرت مصادر أمنية، بدورها، أن «ما جرى يجسّد تماماً سيناريو حرب العصابات الذي يخشى منه الجيش»، مشيرة إلى أن الجنود الأربعة الذين قُتلوا أمس، يمثلون أول خسارة بشرية في إطار عملية «عربات جدعون 2» التي تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة.
وفي السياق نفسه، نقلت قناة «كان» العبرية أن «حماس» تكثّف في الأسابيع الأخيرة محاولاتها استهداف مواقع جيش الاحتلال وتحصيناتهم، مستفيدة من «إنهاك الجنود وتراجع يقظتهم». وترى المؤسّسة الأمنية أن هذه العمليات، حتى وإن لم تُفضِ إلى نتائج كبيرة، تُعدّ بالنسبة إلى الحركة «إنجازات ميدانية يمكن أن تُسهم في عرقلة استمرار الحرب».
ويأتي ذلك فيما أفيد عن أن الخطة البرية التي يجري تنفيذها في غزة لا تزال «جزئية»؛ إذ لن تشمل جميع أحياء المدينة، بحسب ما أشار إليه الصحافي في «القناة 14»، هيلل بيتون روزين. ووفق ما جرى التوافق عليه بين المستويين السياسي والأمني، فإن الهدف يتمثّل حالياً في فرض «سيطرة عملياتية» سريعة، من دون التوجّه إلى احتلال كامل للمدينة.
تعليقات: