هيفاء نصّار: الجدة إيفانكا أو بابا إيفانكا

صور الجدة إيفانكا أو بابا إيفانكا في أواخر السنوات من القرن الماضي
صور الجدة إيفانكا أو بابا إيفانكا في أواخر السنوات من القرن الماضي


اذا صح ان الجدة ايفانكا أو بابا إيفانكا قد توفيت فان هذه المقالة كتبت تخليدا لذكراها.

هي سيدة بلغارية الأصل والمنشأ. كانت تهوى النظر دائما الى الاشياء من فوق، من شرفة منزلها الواقع في الطابق الثالث من المبنى الواقع في ضواحي العاصمة البلغارية، صوفيا. هذا الهوى و الحب في شخصيتها يبدو انه كان جزءاً من منحى عام عند اقرانها من ابناء العاصمة البلغارية اتجاه مدينتهم بشكل عام وبلدهم بشكل خاص. وقد ظهر هذا الحب مليا في سعيها الدائم الى الاحاطة بالاشياء. و ربما الى شعورها الدائم بأهمية الدعم الكبير لمن حولها بأن يكونوا في منزلة التفوق والقوة والاهمية ما ينم عن دوافع نفسية قوية ربما تكون واعية تتحكم بشخصية إيفانكا.

أرادتنا جميعا ان نكون اقوياء في مواجهة ذواتنا قبل ان نكون اقوياء في مواجهة الآخر.

أرادتنا جميعا ان نتغلب على ضعفنا ونكسر القيود التي تكبل أيدينا ونتحرر من الأغلال التي تضغظ على عقولنا وتوجه سلوكنا.

ترى الى اي حد تشكلت شخصية إيفانكا في جعرافيا المكان الذي عاشت فيه؟

كانت لغتها واضحة ذات جودة أعلى في الفهم.

وكانت لغة شعبها عنصر من عناصر تكوين شخصية إيفانكا و رقيها.

كانت تربط الجديد بالقديم في كل الأشياء.

كانت ناطقة ومفكرة حيث لا وجود للفكر بدون نطق.

كانت تنظر من منزلها وترتقي الادراج اللولبية لتصل الى أعلى البناية لتشرف منها على مدينة صوفيا الجميلة وتنظر اليها نظرة الطائر المحلق. وانت تصعد الى سطح البناية تلك فتشهد معها مشهدا رائعا من آفاق صوفيا.

لم اعرف السر في شخصية إيفانكا الخلابة إلا حين زرت بيتها الانيق والمرتب ووقفت من على شرفة منزلها ورأيت بأم العين تلك الأشجار الساحرة والخلابة. وتلك المشاهد الآسرة ل صوفيا وأشجارها.

كانت أشجارا كبيرة جدا وفخمة جدا. وليس النطر من شاهق وعال سمة ثانوية في شخصية إيفانكا بل صفة عميقة ثابتة عبّرت عن نفسها في مواقف كثيرة.

انها العلاقة بين المكان ونفسية الإنسان وكذلك كانت نفسية إيفانكا الرحبة. تلك النفسية النعمة النادرة التي لا تقتصر على مجرد التسامح بل تعكس اسلوب حياة إيفانكا القائم على الطمأنينة والاتزان وحب الأوطان.

كانت سيدة أميرة حملت صورة صوفيا العاصمة البلغارية في قلبها فصارت حقيقة رائعة وهي كذلك.

ولا شك وبلا ريب ان هذا القلب الكبير الصغير ولد مشاعر إيفانكا التي كانت تساعدها في صمودها في مواجهة مصاعب الحياة الكثيرة و الكبيرة.

إذا صح ان الجدة إيفانكا أو بابا إيفانكا قد توفيت فإن هذه المقالة كتبت تخليدا لذكراها.

من على صفحات هذا الموقع المميز موقع "خيام.كوم" نرسل لروحها الف تحية من محبة وسلام.

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في ١٤ أيلول ، ٢٠٢٥

تعليقات: