المرأة والرجل في لبنان: معايير مزدوجة تظلم النساء ضمن واقع اجتماعي يحتاج إلى تغيير جذري


رغم التطور والانفتاح الذي وصل إليه لبنان، ما زال المجتمع يعاني من مشكلة واضحة في النظرة إلى المرأة مقارنةً بالرجل. هناك قوانين وأعراف تجعل المرأة دائمًا تحت ضغط، بينما يُمنح الرجل حرية أكبر في حياته اليومية والمهنية والعائلية.


أولاً: الحرية والسلوك الشخصي

ما يُعتبر حرية طبيعية للرجل، يُعدّ عيبًا أو "قلة أخلاق" إذا قامت به المرأة. فلباسها، وتنقلها، وحتى رأيها في أمور بسيطة، كلها أمور يحكمها المجتمع بنظرة صارمة، وكأن كرامتها مرتبطة فقط بما يقوله الناس عنها.


ثانيًا: العمل والفرص

كثير من النساء اللبنانيات أثبتن قدرات كبيرة، لكن المجتمع يضع لهن سقفًا لطموحهن. فالمرأة الطموحة قد تُوصف بأنها "متسلطة"، بينما يُعتبر الرجل الطموح "قائدًا". وحتى اليوم، ما زالت الفجوة في الرواتب موجودة، إضافة إلى صعوبة التوفيق بين الأمومة والعمل بسبب غياب قوانين تدعم الأسرة.


ثالثًا: الزواج والطلاق

إذا بقي الرجل عازبًا أو طلّق، ينظر إليه المجتمع على أنه صاحب حرية في حياته. أما المرأة المطلّقة أو العزباء، فتُواجَه بنظرات سلبية وانتقادات قاسية. حتى في الزواج، يُطلب من المرأة أن تضحي وتتنازل أكثر، بينما لا يُحاسب الرجل بالقدر نفسه.


رابعًا: القوانين والظلم المقونن

القوانين اللبنانية، وخاصة قوانين الأحوال الشخصية التي تديرها الطوائف، تُميّز بوضوح ضد المرأة في الميراث، الحضانة، والطلاق. ورغم وجود دعوات لتغييرها، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً حتى تصبح المرأة مساوية للرجل في الحقوق.


خاتمة

التمييز ضد المرأة في لبنان ليس مجرد عادة اجتماعية، بل هو مشكلة متجذّرة في التربية والثقافة وحتى القوانين. الحل يبدأ من تغيير طريقة التفكير منذ الطفولة، وتعليم الجيل الجديد قيم المساواة والاحترام. فالمجتمع لا يتطور فعلاً إلا إذا كانت المرأة والرجل متساويين في الكرامة والحرية والحقوق عبر بناء دولة المواطنة.

تعليقات: