لقاء تكريمي لفكر الدكتور حسن صعب: النائب الأول لرئيس الجامعة الأميركية تسلم كتاب ”حسن صعب مفكر الإنماء“


في لقاء ودي جمع الدكتور عماد بعلبكي، النائب الأول لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت، والدكتور مروان حسن صعب، كانت المناسبة مميّزة بصدور كتاب جديد يحمل عنوان "حسن صعب مفكّر الإنماء"، وهو عمل توثيقي وفكري يتجاوز حدود السيرة الذاتية ليغوص في أعماق التجربة الفكرية الغنيّة التي حملها الراحل الكبير الدكتور حسن صعب.

الكتاب ليس مجرد استعادة لاسم أو ذكرى، بل هو إضاءة على مشروع فكري متكامل أسّسه الرجل منذ ستينات القرن الماضي حين أطلق، مع نخبة من رفاقه بينهم الدكتور شارل رزق والراحل الدكتور زكي مزبودي، ندوة الدراسات الإنمائية. هذه الندوة لم تكن وليدة الصدفة، بل استجابة واعية للأسئلة الكبرى التي شغلت فكر صعب طوال مسيرته، وأسّست لتيار فكري يضع الإنماء الإنساني الشامل في قلب النقاش الأكاديمي والمجتمعي.

في صفحات الكتاب، يلمس القارئ أصداء تلك المرحلة العالمية التي شهدت ثورة فكرية حول مفهوم الإنماء، وكيف انخرط حسن صعب، بعقله الموسوعي وانفتاحه الإنساني، في صياغة خطاب إنمائي متجدد ظلّ مرجعاً حيّاً حتى يومنا هذا.

ولعلّ تكريم الدكتور حسن صعب لا يقتصر على ما ناله من أوسمة وجوائز، بل يتمثّل في الإرث الفكري الذي تركه عبر كتبه، مقالاته، مساهماته الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية. غير أنّ ندوة الدراسات الإنمائية تبقى الوسام الأهم الذي ارتبط باسمه، باعتبارها مؤسسة للفكر الخلّاق والمشاركة المجتمعية.

الكتاب الذي صدر حديثاً يشكّل تتويجاً لمسار طويل من الوفاء، إذ يجمع حصيلة سبع ندوات أقيمت في العام 1991 تخليداً لذكرى المفكر، بمشاركة شخصيات أكاديمية وفكرية عرفت الراحل عن قرب وتقاسمت معه الهمّ الإنمائي والإنساني.

إنه كتاب مرجعي يقدّم للقارئ عصارة فكر إنمائي مبدع، يُضيء دروب الباحثين والمهتمين بقضايا التنمية الإنسانية، ويذكّرنا برسالة حسن صعب الأساسية: أن يبقى الإنسان محور كل مشروع إنمائي، وأن يُسلك طريق الإنماء الإنساني الشامل كمدخل إلى إنماء المجتمع.

بهذا المعنى، يظلّ فكر حسن صعب حيّاً، مشعّاً في مجتمع لطالما اعتبره عائلته الكبرى، وفي مسيرة وطن يحتاج دائماً إلى عقول استثنائية من طرازه.

محمد ع. درويش


تعليقات: