البرازيل -ارتفاع التكلفة لم تثن لبنان عن تأكيد حضور قمة المناخ
في وقتٍ تدفع فيه الأسعار الخيالية للفنادق افي مدينة بيليم البرازيلية عشرات الدول إلى إعادة النظر في حضورها قمة المناخ (كوب 30)، يتمسّك لبنان بمشاركته في المؤتمر، متجاهلًا التكاليف المرتفعة التي دفعت دولًا أوروبية وفقيرة إلى الاعتذار أو التفكير في الحضور افتراضيًا.
وبينما أعلنت دول مثل لاتفيا وليتوانيا أنّها قد تغيب عن القمة بعدما تخطّت أسعار الإقامة 500 دولار لليلة الواحدة، يواصل لبنان التحضير لإيفاد وفده إلى البرازيل، على الرغم من أزمته الاقتصادية الحادّة وضعف تأثيره الفعلي في مسار المفاوضات المناخية العالمية. وقد أكدت مصادر وزارة البيئة اللبنانية لـ"المدن" استعدادها للمشاركة في المؤتمر ضمن الوفد اللبناني وذلك حضورياً في البرازيل. وعلى الرغم من توضيح سبب اعتذار عدد من الدول عن الحضور لأسباب مالية أكد مصدر في الوزارة أن ذلك لا ينطبق على لبنان وأن الوفد سيشارك في البرازيل.
ويثير هذا الإصرار تساؤلاتٍ حول جدوى المشاركة وكلفتها، خصوصًا أنّ موقع لبنان في ملفات المناخ لا يتجاوز رمزيّته، فيما تتعثر دول نامية عن تأمين نفقات السفر والإقامة.
ومع سباق المنظمين لتحويل السفن والكنائس إلى أماكن مبيت لاستقبال نحو 45 ألف مندوب، تبدو المفارقة صارخة: دول غنية تتردّد في الحضور، بينما بلدٌ مفلسٌ مثل لبنان يشدّ الرحال إلى قمةٍ بيئية قد تُضيف إلى انبعاثاته المالية لا إلى حلول المناخ.
أزمة حضور المؤتمر
وبحسب ما أوردت "رويترز" أنه لم يتسن لعشرات الدول حتى الآن حجز أماكن إقامة خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب 30) التي ستنعقد في البرازيل في تشرين الثاني المقبل، ويدرس عدد من المندوبين فكرة عدم الحضور لأن قلة عدد الفنادق أدت إلى ارتفاع الأسعار إلى مئات الدولارات لليلة الواحدة.
ويسابق منظمو (كوب 30) الزمن لتحويل فنادق الإقامة القصيرة المعروفة باسم "فنادق الحب" والسفن السياحية والكنائس إلى أماكن إقامة لاستقبال 45 ألف مندوب.
واختارت البرازيل عقد محادثات المناخ في بيليم، التي يبلغ عدد الأسرة الفندقية فيها 18 ألفاً، على أمل أن يساعد موقعها المطل على غابات الأمازون في تركيز الانتباه على التهديد الذي يشكله تغير المناخ على النظام البيئي، ودورها في امتصاص الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال وزير المناخ في لاتفيا لرويترز إن بلاده سألت عما إذا كان بإمكان مفاوضيها المشاركة عبر الفيديو.
وأضاف "اتخذنا قراراً مبدئياً بأن التكلفة باهظة للغاية بالنسبة لنا. إنها المرة الأولى التي تبلغ فيه التكلفة هذا الحد. إننا نتحمل مسؤولية تجاه ميزانية بلدنا".
وقالت ليتوانيا إنها قد تغيب عن المشاركة بعد أن وصلت أسعار الإقامة للفرد إلى ما يزيد عن 500 دولار لليلة الواحدة.
وأشار متحدث باسم رئاسة مؤتمر المناخ في البرازيل إلى أن القرار متروك لكل حكومة.
أسعار الفنادق
وبعد أيام من إطلاق البرازيل منصة حجز في أوائل آب، أظهر الموقع أسعاراً تتراوح بين 360 و4400 دولار لليلة الواحدة. إلا أن المنصة أظهرت هذا الأسبوع أن الأسعار تبدأ من 150 دولاراً لليلة الواحدة.
ورفضت الدولة المضيفة الدعوات لنقل مقر القمة، ووعدت بتوفير 15 غرفة بأسعار تقل عن 220 دولاراً لليلة الواحدة لكل وفد من الدول النامية، وغرف تقل عن 600 دولار لكل وفد من الدول الغنية. كما زادت الأمم المتحدة دعمها لمساعدة الدول منخفضة الدخل على الحضور.
تعليقات: