يديعوت أحرونوت: متشدّد يهودي إسرائيلي زار الضاحية سرًّا

بيني وكسلرويكسلر زار المقبرة اليهودية التي أُسِست عام 1829 وتضم نحو 4500 قبر (الإنترنت)
بيني وكسلرويكسلر زار المقبرة اليهودية التي أُسِست عام 1829 وتضم نحو 4500 قبر (الإنترنت)


أثارت "هيئة البثّ العامّة الإسرائيلية" تقريرًا مصوّرًا عن "بيني وكسلر"، وهو إسرائيلي حريدي وصاحب وكالة سفر من القدس، قال إنّه دخل إلى بيروت بجوازٍ أجنبي، وتجّول في الضاحية الجنوبيّة، وزار مواقع يهوديّة بينها كنيس "ماغين أبراهام"، والتقط صورًا وفيديوهات "غير اعتياديّة" قبل أن يغادر من دون أن تُكتشف هويّته.

كيف بدأ كلّ شيء؟

بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن وكسلر الذي يحمل جنسيّة أجنبيّة "سافر إلى بيروت، وتجّول في الضاحية الجنوبيّة وفي كنيس ماغين أبراهام"، مؤكّدًا أنّه "تأثّر خلال الزيارة". وتذكر الصحيفة أنّه زار أكثر من مئة دولة، بينها مناطق "معادية وخطرة"، وأخفى كونه إسرائيليًّا طوال الرحلة.

ولكي لا يُفتضح أمره، كشفت مواقع حريديّة أنّه "بدّل لغة هاتفه إلى الإنجليزيّة، وخبّأ بطاقات الائتمان في الحذاء، ووضع التيفيلّين داخل كيس بلا أي كتابة عبريّة، وحمل مستحضرات بعناوين إنجليزيّة لتجنّب الشبهات"، كما "حجز رحلته عبر وسيطٍ أميركي كي لا يُلتقط الـ IP الإسرائيلي الخاصّ به". والتيفيلّين صندوقان صغيران من الجلد الأسود بأشرطة جلديّة يحتويان على آيات توراتيّة، وتُستعمل للصلاة.

الوصول إلى بيروت… "قرصتُ نفسي"

يروي وكسلر أنّ لحظة الوصول إلى مطار بيروت الدولي كانت الأكثر توتّرًا، إذ لاحظ "تدقيقًا طويلًا" وريبة بسبب خانة مكان الولادة في جواز سفره "بئر السبع". ويقول: "يُفتّشون الجميع لدقائق طويلة، معظم السيّاح من العراق والكويت والأردن، لا يوجد سائح واحد من الغرب، كنت غريبًا في هذا المكان". وبحسب روايته، "اتّصل الموظّف بالمسؤول وبدأ نقاشٌ بشأنه"، لكنّه تمكّن من المرور.

على الفور "قرص نفسه"، كما قال، ليتأكّد أنّه دخل فعلاً إلى لبنان. اضطرّ إلى صرف المال، فاكتشف أنّ "تسعين ألف ليرة لبنانيّة تساوي دولارًا واحدًا"، ثم حجز فندقًا بعد دخوله واستقلّ سيارة أجرة، لأنّه "لم يعتقد أصلًا أنّ هناك فرصة للدخول".

لم يكن الفندق بعيدًا عن الضاحية الجنوبيّة. استعان وكسلر بموظّفي الاستقبال للعثور على سائقٍ يعرف الحيّ ويؤمّن له الوصول إلى المواقع اليهوديّة "الكنيس والمقبرة" من دون كشف هويّته. في النهاية وجد سائقًا "اسمه محمّد"، يقول إنّه فهم أنّ الزائر "يهودي"، لكنّه لم يعترض: "ليس لديّ أي اعتراض على اليهود، سأكون سعيدًا بتوصيلك مقابل سبعين دولارًا في اليوم، بما في ذلك التقاط صور لك".

يتحدّث وكسلر عن جولة في الضاحية "قرب المكان الذي قُتل فيه حسن نصرالله" بحسب تعبيره في التقرير، ويصف اللحظة بأنّها "خاصّة جدًّا"، مؤكدًا أنّه كان "خائفًا جدًّا" وأنّ الضاحية بدت له "عالمًا آخر" مقارنة بباقي بيروت. ويضيف أنّه شاهد "مبانٍ مهدّمة وصورًا كثيرة لنصرالله على الجدران"، وأنّ السائق "كان يعرف المنطقة جيّدًا ومكّنه من التحرّك بسرعة ومغادرتها".

بين الكنيس والمقبرة

أصرّ الزائر على رؤية المواقع اليهوديّة. تواصل مع فردٍ من الطائفة اليهوديّة في بيروت "تحفّظ بدايةً ثم اصطحبه إلى المقبرة اليهوديّة محذّرًا من التصوير"، ونصحه "بمغادرة البلد سريعًا". ويصف وكسلر حالة "خوفٍ شديد" لدى مُضيفه. دخل لاحقًا كنيس "ماغين أبراهام" "بعد الحصول على إذنٍ من الشرطة"، وقال إنّ "الكنيس مُرمّم لكن بلا صلوات أو تجمّعات بسبب خوفٍ كبير من التجمّع، ولا نشاط يهوديًّا علنيًّا حاليًّا في لبنان".

وسّعت الجولة إلى "مسجد محمّد الأمين"، ومرفأ بيروت "الذي خضع لإعادة تأهيل"، ومغارة جعيتا، والمدينة القديمة في جبيل. ويروي أنّه خلال الطريق "تحاور مع سائقه الذي يسكن في الضاحية، ويؤيّد سياسيًا بنيامين نتنياهو، ويراه تشرشل هذا الجيل" على حدّ قوله.

الخروج بلا أثر… ثم إلى دمشق

لا تفصّل التقارير كيفيّة المغادرة، لكنّها "تتّفق على أنّه دخل بهويّة أجنبية وتجنّب أي مؤشّرات عبريّة، ومرّ من المطار وغادر من دون أن تُكشف هويّته"، وفق روايته المنشورة. وتضيف القناة السابعة أنّه "انتقل بعد بيروت إلى سوريا"، حيث "أخفى يهوديّته بدايةً، ثم اكتشف لاحقًا أنّ الإفصاح عنها يحوّله إلى شخصٍ مُهمّ للغاية".

وكسلر في بيروت
وكسلر في بيروت


أمام كنيس يهودي في بيروت
أمام كنيس يهودي في بيروت


وكسلر مع عسكريّ لبنانيّ
وكسلر مع عسكريّ لبنانيّ



تعليقات: