العدالة غائبة عن أبناء القرى الحدودية..
ففي تقريرٍ مصوَّر، أشارت الإعلامية آمال خليل إلى أنّ "الجنوبيين تلقّوا بكثير من العجب اهتمام الدولة غير المسبوق بالمتضرّرين من غارات المصيلح الأخيرة"، مضيفةً أنّهم "تمنّوا لو أنّ مثل هذا الاهتمام طاول المتضرّرين من الغارات السابقة ولو بمفعولٍ رجعيّ".
في الواقع، أننا نحن أبناء القرى والبلدات الحدودية لم نفاجأ بهذا الاهتمام الانتقائي من قبل القيّمين على شؤون الدولة والمجالس أو من قبل الأحزاب التي لا تذكرنا إلا بالدعوة للصمود عند الحاجة. فقد بات واضحاً أنّ الدعم والمساعدات تُقرَّر وفقاً للمصالح المادية والسياسية ووفقاً لمعايير الولاء والانتماء الحزبي والطائفي، لا وفقاً لمعايير العدالة والإنصاف والحاجة الفعلية للصمود.
إنّ ما نعيشه منذ سنتين في بلداتنا الحدودية، ولا سيّما في الخيام، هو ظلمٌ موصوف وإقصاءٌ تامّ. تُمنَح الأولوية فيه للمقرّبين والمناصرين، بمن فيهم المتملّقون، بينما تُخصَّص حصص محدودة لأصحاب الحقوق الحقيقيين ولذوي الأضرار الطفيفة، في محاولةٍ لإرضاء أكبر عددٍ ممكنٍ بأقلّ كلفة، تمهيداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
أمّا نحن، أبناء القرى الحدودية، الذين طالتنا الخسائر الكبيرة، فقد كنّا الضحايا المنسيّين. سنتان مرّتا ونحن نعيش النزوح والمعاناة، من دون أن نحصل على تعويضٍ واحدٍ عن بيوتنا المهدّمة أو أرزاقنا المدمّرة في الخيام.
تُركنا نواجه مصيرنا وحدنا بعد أن وُعِدنا بأنّ بيوتنا ستعود أجمل مما كانت.. لكن لم يعد إلينا حتى الآن سوى الإهمال والتهميش والمراوغة!
وها نحن اليوم نشهد غياب المعنيين وغياب العدالة بكلّ وجوهها، ونتساءل: إلى متى سيبقى الحرمان قدَرَ من صمدوا ودفعوا الثمن الأكبر دماً وممتلكات؟
تعليقات: