الحضور يصفقون لعون لدى توجهه لإلقاء محاضرته
قوى كبرى تعرقل العلاقات مع سوريا وللإرهاب تمويل معروف المصدر..
تحفظنا على الطائف لعدم التوازن بين السلطات ونأمل الحصول على أكثرية لإجراء تعديلات لازمة عليه..
دمشق:
مقاربة شاملة لتاريخ الصـــراع العربي الإسرائيلي ولمــــقاومة الاحتلال قـــدمها رئيس تكتّل »التغيير والإصـــلاح« الـــنائب العـــماد ميشال عـــون في محاضرة ألقـــاها أمس، في جامـــعة دمـــشق بدعوة من رئاســـتها. دعا العماد عون في كلمته الى مواجهة الماضي وإعـــادة النظر به بذهنية الناقد المصمّم على التغيير لإبعاد الــقلق على المســتقبل.
وعاد الى حلفه مع »حزب الله« قائلا: إن »التيار الوطني الحرّ« أجرى مع المقاومة تجربة تقييمية شاملة بدأت عام ،٢٠٠٦ وهي نجحت وأوصلت الى تفاهم انعكس طمأنينة على المجتمع، ما حفظ الوحدة الوطنية وساعد المقاومة على تحقيق انتصارها على إسرائيل وفق موازين قوى غير متوازنة. منتقداً بلا تسمية من حاول استقطاب الداخل لمناهضة المقاومة.
واعتبر العماد عون أنّ إسرائيل لم تُشفَ بعد من هزيمتها على يد المقاومة، ووصف الانتصار بـ»معجزة تمّت على يد المقاومين«. أضاف: إن هذا النصر سيدفع إسرائيل الى تغيير مقاربتها للقضية الفلسطينية، ولا سلام لها إلا بحلّ قضية اللاجئين وإعادة الحقوق السليبة وإلا فكلّ الحلول سراب.
وتطرّق الى حصار غزّة منتقداً تجاهل مأساة الفلسطينيين وقضيتهم التي جرّت الويلات على الشعوب العربية كافة. وانتقد الأمم المتحدة مباشرة، وقال: إنها مسؤولة عن قرار تقسيم فلسطين وعن تغطية أعمال الأذى التي قامت وتقوم بها إسرائيل وهي تنفّذ إرادة الدول الكبــرى ويحاول بعض أعضائها إلغاء القرار ١٩٤ الذي ينص على عودة اللاجئين الى ديارهم.
أجواء اللقاء
بالآلاف احتشدوا. طلاب وطالبات وشخصيات أكاديمية وعلمية رفيعة المستوى ضاقت بهم باحات ومدرج كلية الهندسة في دمشق التي تضمّ ١٢٠ ألف طالب.
فجأة علا التصفيق داخلا وخارجا، إذ بانَ موكب العماد عون. اختلط الحابل بالنابل، سبق دخوله تدافع، آلاف الخارج تريد الدخول الى القاعة حيث سيلقي »سيادة العماد« محاضرة.
ارتطم البعض بالآخر، اصطفّ البعض الآخر الى جانب الجدران، بعضهم افترش الأرض، ومعظمهم دخل في جدال مع الأمنيين، وانتهوا بمتابعة الحدث عبر شاشات عملاقة وضعت في الخارج.
الحشد يتضخم، الكاميرات تتدافع، ظهر الجنرال ثم اختفى. أين هو؟ وصل ... لم يصل... وصل لكنّه يجد صعوبة في اختراق الجموع الملوّحة بمعظمها بالأعلام اللبنانية، وكأنها تظاهرة في لبنان ليس فيها لا أنصار ٨ ولا مؤيدو ١٤ آذار إنما سوريون فحسب.
الطلاب عادوا للتدافع مجددا يريدون التقاط صور للعماد بهواتفهم الخلوية.
وصل الجنرال لم يصل... انفجرت القاعة الوسيعة بالتصفيق، وقف الحضور ورفع الجنرال يديه الاثنتين محيياً. استمرّ التصفيق طويلا، حتى جلس العماد في مقعده والى جانبه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الإعلام محسن بلال، والمستشارة الرئاسية السيدة بثينة شعبان. ومعه الوفد المرافق من لبنان. وحضرت شخصيات لبنانية.
وقف رئيس الجامعة وائل معلّم وخلفيته علمان متلاصقان للبنان وسوريا، وقدّم »الضيف العزيز« قائلا: إنه تحالف مع المقاومة اللبنانية حين تنكّر لها كثر، ووقف بشجاعة في وجه من تجنّى. يسعدنا أن نستقبل العماد ميشال عون، زعيم »التيار الوطني الحرّ« لكي يحدّثنا عن آخر المستجدّات السياسية.
وقف الحضور مجدداً واعتلى العماد عون المنبر تحت زخّات التصفيق المنهمرة كالمطر. وألقى محاضرته التي توّجت بحوار وبدرع من اتحاد الطلبة السوريين قدّمه رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمّار ساعاتي.
المحاضرة
اعتبر عون في محاضرته، »أن قوى كبرى ساهمت في عدم العودة الى الحالة الطبيعية بين لبنان وسوريا«، موضحاً أنه طالب باعتذار بعض المسؤولين اللبنانيين عن ممارستهم في الحقبة الماضية ضد غيرهم من اللبنانيين قبل طلب الاعتذار من سوريا. وأشار الى أن »للمجموعات الإرهابية موازنات مادية، ولا أحد يجهل مصدر هذه التمويلات، كما أن تمويل المجموعات الإرهابية في شمال لبنان معروف المصدر«.
ولفت عون الى أن »هناك تحفظات عدة على اتفاق الطائف، منها عدم التوازن بين مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة«، وقال: المستفيدون من الطائف جعلوه كتاباً مقدساً، كما أن هناك خروقات كبرى في تنظيم الدولة كرّسها هذا الاتفاق أو أُلحِقت به، داعياً الى أن يكون التعديل في ظل ظروف تستوجب التعديل.
وأعرب عن أمله أن »نتمكن من الحصول على أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة، حتى نجري تغييرات وإصلاحات لازمة«.
وأضاف عون: إننا نستطيع فصل الماضي عن الحاضر، ويجب ألا نمحوه بالخوف منه ولا بالهروب الى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. وأشار عون الى »أن القدرة على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة التغيرات«، مضيفاً انه من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلاً، مستشهداً بورقة التفاهم القائمة بين »التيار الوطني الحر« و»حزب الله«، حيث »وضعنا كل الأمور على الطاولة وناقشناها بعمق، وتمكنّا من الحفاظ على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حرب خاضتها إسرائيل ضد لبنان«.
وأوضح عون »أن الانتصار في حرب تموز تم على أيدي المقاومين، الذين فرضوا معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة ما دام مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة«، معتبراً أن »القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد الجيد وهذا غير صحيح«، مضيفاً: إن الشعب الاسرائيلي فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة.
وأشار عون الى »ان خوض السلام مع اسرائيل يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم إعادة الحقوق في الأرض الى أصحابها، مؤكداً »ان العصبية لم تعد مقبولة«. وأكد أن »الأمم المتحدة هي المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها اسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني، وهي تعالج المشكلات وفق إرادة الدول الكبرى، ولم تنجح يوما في إدانة إسرائيل بسبب حق »الفيتو«، ونراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار. وأضاف: ان التأخر في حل هذه القضية حلاً عادلاً سيجعلها أكثر مأساوية.
ودعا عون مختلف المجتمعات العربية »للوصول لمجتمع حديث أكثر استعداداً لمواجهة تحديات العصر، فنتحول من مجتمع تبعي ملحق الى مجتمع طليعي قائد«. وأضاف: ان لا سلام من دون إعادة الحقوق ومن دون عدالة، معتبراً ان الشيئين الأساسيين هما حق الفلسطيني بالعودة وحق العرب في أرضهم التي ما زالت محتلة.
حوار مع الطلاب
بعد المحاضرة أجاب العماد عون عن أسئلة الطلاب وقدمه عضو في اتحاد الطلبة قائلا: »دمشق تزداد زهواً بقائد هو علامة فارقة بين السياسيين اللبنانيين«. وهنا أبرز الأسئلة والإجابات:
الطالب محمد ابراهيم حمادة سأله عن مشروعية السلام عربيا من دون إعادة الحقوق، فأجاب عون: »لا سلام من دون إعادة الحقوق وبدون عدالة، والأمران الأساسيان هما حق الفلسطينيين بالعودة الى أرضهم وحق العرب بالأرض التي لا تزال محتلّة«. وبعد ٦ أشهر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان قرار تقسيم فلسطين، فتمزّقت الشرعة بعد ٦ أشهر على إعلانها.
دارين سليمان من الاتحاد الوطني للطلبة، سألت عن مزارع شبعا التي أعلنت سوريا لبنانيتها وعن سبب إثارة هذا الموضوع وجعله عقبة أمام تسوية العلاقات اللبنانية السورية؟ فقال العماد عون: إنها عملية تشويش لا أكثر ولا أقل. بعض العاجزين عن التعبير عن رفض سياسي يختلقون أعذارا ليبقوا جوّ القلق سائدا وكلّما ازدادوا عجزا ازداد تشويههم الإعلامي كما فعل بعض الإعلام أمس، عندما طلبت اعتذار بعض اللبنانيين المشاركين في مراحل الاضطهاد من اللبنانيين مثلهم.
ممثل طلاب »حزب الله« في سوريا الدكتور مهدي داغر، سأله عن الحملة ضده في لبنان من المعسكر السياسي الخصم بسبب زيارته لسوريا والأهداف من وراء هذه الحملة وكم هي فعالة؟
أجاب: هم يعانون الضياع، لأنهم راهنوا على الرّبح فجاءت خسارتهم صعبة جدّا. نحن اتخذنا خيارات محددة وكنا مستعدين لتحمّل الخسارة والمشاركة في الربح. رهاناتهم تشبه لعب الميسر، هم يلحقون خسارتهم ولم يفهموا بعد أنه يجب أن يعدّلوا سياستهم ويكملوا وهذه عادة المقامرين وبعضهم يخسر وينتحر.
الطالبة رنا سكاف من كلية العلوم السياسية، سألته عن التعويل على الخارج من قبل بعض اللبنانيين وخصوصا على الولايات المتحدة الأميركية، فأجاب: مواقفنا هي دوماً ضدّ المواقف التي تهدد وجودنا. كنا ضد المواقف الأميركية بوضوح وتحمّلنا تهديدات أكثر مما قد يتصوّر البعض، لكنها كانت تمر عبر القنوات الدبلوماسية. مواقفنا لا تزال واضحة وأثق بأن مجتمعاً متضامناً مقاوماً ومدعوماً عربياً يكفينا ويقينا شرّ الحروب الكبرى.
وسئل عن المحكمة الدولية وإمكانية أن يساق نواب معارضون أو مرشحون للمحاكمة لمنعهم من خوض الانتخابات؟
فقال: هذا مستحيل، الوضع الدولي تغير وليس فيه بعد أجواء مسايرات عاطفية للبعض غير مستندة الى وقائع حقيقية. ونحن نحمّل مسؤولية للقضاء في توقيف بعض اللبنانيين خلافا للقانون وهذا أمر مؤسف.
وسئل عن الإرهاب في شمال لبنان فقال: للمجموعات الإرهابية إيديولوجيات ولها مصدرها المعروف، ولها موازنات مالية تدعمها ولا أحد يجهل مصدرها »وفهمكم كفاية«.
ورفض العماد عون التعليق على سؤال عن الموقفين السعودي والمصري من على المنبر الموجود فيه، »لأن أية إجابة ستكون محرجة« كما قال.
وعن علاقته بالكادر الطلابي، اعتبر عون أن التوعية الأساسية للطلاب تتم عبر اللقاءات بين القادة وطلاب الجامعات، وأحيانا بواسطة لجان مسؤولة عن الجامعات، مشيراً الى التناغم مع طلاب المقاومة »الذي يجمعنا وإياهم حلف واحد مع وجود أمور كثيرة يجب العمل عليها«.
وبالنسبة لكلمة العداء لسوريا أوضح عون أنها ناتجة من نقص في الثقافة، مشيراً الى ان المدارس العسكرية تتحاشى استعمال كلمة عدو لأن فكرة العداء تجاه الطرف الآخر قد تسبب بحروب إفناء.
وأكد أنه »لم يتعاون مع أحد من الخارج ضد أي فئة لبنانية«، معتبراً أن المسؤولية تحتم عليه صد المواقف التي تهدد »وجودنا ووجود الفلسطينيين«.
وعن موقع لبنان على الساحة العالمية، اعتبر عون »أننا نعيش في بلد صغير، وحجم القوة التي نواجهها كبير«، موضحاً أن هناك أشياء معنوية »تربطنا بالعالم ونحن معنا قوة الحق«.
وعن الأزمة المالية العالمية، نفى عون وجود انهيار اقتصادي في الداخل اللبناني »لأننا منذ مدة تعوّدنا على الحد الأدنى، وبإمكاننا تحمّل المصائب بالرغم من كل شيء لغاية الآن«، مستدركاً أننا ننتظر التقويم الرسمي للحكومات القائمة حاليا في المنطقة.
وبعد الانسحاب السوري من لبنان، استغرب عون »التحول من التبعية لسوريا للتبعية الى جهة ثانية«، مؤكداً أن التغييرات حصلت »لأن أصحاب المصلحة هويتهم دفتر الشيكات«.
ورداً على سؤال عن الوجود المسيحي في الشرق، اعتبر عون أن المجتمع الذي يحترم نفسه يضمن حرية المعتقد »لأن العلاقة مع الله هي علاقة عمودية مباشرة، ويجب ألا يؤثر المعتقد الديني على أحد سلبا«، معتبراً ان حق الاختلاف هو أن يكون الإنسان له تفكيره الخاص به »ونستطيع أن نمارسه في السياسة أو الفن أو أي شيء آخر«.
وعن القرار ،١٥٥٩ أشار عون الى انه »لا يمكن أن يكون مشروع حرب للبـــنان«، معتـــبراً أننا اليوم نقوم بمرحلة تسوية و»التـــفاؤل مرتكز على أسس وتجربة ومصالح مشتركة«.
»زعيم التيار« يجول في سوق الحميدية والجامع الأموي: أشعر أنني جزء من هذا البيت.. فكلنا ننتمي إلى الله
غراسيا بيطار
دمشق :
»تاراراتاتا... جنرال« هتاف »التيار الوطني الحر« صدح شامياً من أمام الجامع الأموي الكبير. العماد ميشال عون يقف رافعاً شعار »الصحّ« البرتقالي ومحيياً الحشود التي أمت أروقة سوق الحميدية لترحب بلكنتها الشامية: »أهلاً وسهلاً بللي جاي«، في اليوم الثاني لأيام »الجنرال« الدمشقية.
في حرم الجامع الذي يجمع المسجد الإسلامي الأول بهذا الحجم خارج بلاد الحجاز قديماً، وضريح راس مار يوحنا المعمدان أو النبي يحيى لدى المسلمين، قام الجنرال بجولة رافقه فيها »ظله«خلال هذه الزيارة الدكتور فيصل المقداد ووفد عون المرافق من نواب تكتل التغيير والإصلاح والوزير السابق سيبوه هوفنانيان ومسؤولي التيار الوطني الحر. وكان في استقبالهم وزير الأوقاف عبد الساتر السيد الذي ألقى كلمة رحب فيها بـ»الزعيم المسيحي العروبي« مثمناً التفاهم الذي وقعه مع »حزب الله«. ورد العماد عون الذي فشل في إخفاء التأثر عن وجهه من رهبة المكان متوقفاً عند المنزلة المهمة للجامع في المسيحية والإسلام. وقال: »أشعر أنني جزء من هذا البيت عندما أدخله، لأننا كلنا ننتمي الى الله وكلنا خاصته، فهو يسمع صلاتنا ويرى أعمالنا جميعنا وكل الأديان هي طرق عبادة توصلنا اليه«.
تحفة تراثية وروحية خلابة هو الجامع الأموي الكبير. انحناءة لرمزيته الروحية تقودك الى تذوق شغوف لكل حجر فيه. في الأصل، تم البناء على بقايا معبد جوبيتر. بني المسجد يميناً ليجاور الكنيسة يساراً طوال سبعين عاماً. كان المسجد الإسلامي الأول بهذا الحجم خارج بلاد الحجاز. ميزته في العمران والزخرفة والتناسب في أبعاده وأقواسه الرومانية العليا والعربية الدنيا. وعندما جاء الخليفة الوليد بن عبد الملك أخذ من المسيحيين مساحتهم وقدّم لهم في المقابل أرضاً بنوا عليها الكنيسة المريمية. وهكذا »انفلش« الجامع الأموي الكبير على المساحة كلها (١٥٩ـ٢٠٠ متر). يتألف الجامع من الصحن والحرم ومن ثلاث مآذن: العروس والمئذنة الغربية والمئذنة الشرقية المسماة منارة النبي عيسى. في عبارات سريعة ومكثفة يقدّم الشرح لـ»الجنرال« الذي نقل ناظريه في التاريخ متأملاً الزخرفات الفارسية واليونانية والبيزنطية والإسلامية وأسقف الجامع المصنوعة من خشب الحور الدمشقي. تعليقات مقتضبة تصدر منه، ولكنها كافية لتسجيل إعجابه بما يرى. وبعد الجولة على متحف الجامع قدم وزير الأوقاف السوري للعماد عون درع وزارة الأوقاف ومصحف الرئيس السوري بشار الأسد وألبسه العباءة الشامية »عربون تقدير ومحبة«. »الجنرال« مازح الإعلاميات اللواتي ارتدين العباءات الخاصة لدخول المسجد: »شو بس إنتو بتلبسوا العباية«. »ولكنك أصبحت »سماحة الجنرال«، قيل له، فأجاب: »لقد سمّوني كذلك عندما وقعنا مذكرة التفاهم«.
عام ٢٠٠٠ زار البابا يوحنا بولس الثاني الجامع الأموي فكان العماد عون، أمس، الزائر الثاني كزعيم مسيحي بعد زيارة الحج البابوية تلك. وقبل الوصول إلى الجامع كان الدرب صاخباً نحوه. فالناس وتجار سوق الحميدية، الأعرق تراثياً في المنطقة، خرجوا لملاقاة »الجنرال« مصفقين ومرحبين... محطات ترحيب ساخنة بردتها قليلاً الاستراحة عند »بوظة دمشق«. هنا اصطحب يوما الرئيس الأسد نظيره الملك عبد الله لتذوق تلك الخلطة الشهية من الفستق والقشطة والتي تشتهر بها دمشق. جلس »الجنرال« يتذوق والسياسة حاضرة في تقويم الزيارة: »رحنا على أميركا ضد سوريا أرادوا محاكمتنا، واليوم نأتي الى سوريا ضد أميركا ويريدون محاكمتنا«. أما صاحب الاستراحة فيعبر بعفوية عن سروره بزيارة العماد عون »فخر الأمة العربية فهو وطني وقومي ويحب لبنان وسوريا«.
عودة الى »جناح السلام« مقر إقامة العماد عون في فندق الشيراتون. فعلى جدول اللقاءات رجال أعمال ووفود نقابية وإطلالات للوزراء السوريين و»دردشة« طويلة في بهو الفندق بين الوزير الأسبق ميشال سماحة والوزيرة بثينة شعبان«. وبعشاء بدعوة من الدكتور المقداد، أنهى العماد عون يومه الدمشقي الثاني.
عون يرتدي عباءة أهديت له في الجامع الأموي (أ ف ب)
تعليقات: