
في احتفالٍ شعريّ مهيب جمع بين الوفاء والإبداع، كرّمت مؤسسة أنور سلمان الثقافية بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت الشاعر الكبير الراحل شوقي أبي شقرا، من خلال منحه جائزة أنور سلمان للروّاد وإطلاق كتابه الأخير غير المنشور، بحضور عائلته وثُلّة من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والإعلامية.
افتتحت الاحتفال الكاتبة والإعلامية ماغي عون، فرحّبت بالحضور في “بيروت التي لا تزال تُحيي ثقافتها ولغتها رغم كل الصعاب”، وقالت:
“نحتفل الليلة بمؤسسة أنور سلمان الثقافية التي وُلدت من إرث شاعرٍ جعل من الشعر جسراً بين الوطن والإنسان، وبروح شوقي أبي شقرا الذي لا يموت بموت جسده، بل يزهر في ذاكرة الوطن وكلماته.”
ثم ألقى البروفيسور لايل أرمسترونغ، رئيس دائرة الدراسات العربية ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأميركية، كلمةً عبّر فيها عن تقديره العميق للتعاون مع المؤسسة، مؤكداً أهمية الحفاظ على الأدب والشعر “كنافذة دائمة على الروح الإنسانية في عالمٍ يهدّده التشتّت والضياع”.
من جهته، ألقى الكاتب والناقد سليمان بختي كلمةً باسم المؤسسة، أشار فيها إلى ريادة أبي شقرا في قصيدة النثر العربية منذ نشره أولى قصائده في صحيفة النهار عام 1959، وإلى دوره المؤسس في إطلاق الصفحة الثقافية عام 1964، التي تحوّلت إلى منبرٍ للأدب الحديث وفضاءٍ للتجديد الإبداعي.
وقال بختي:
“إن الموت لا يفصل بين الإنسان والفن، بل ينهزم أمام الخلود الشعري. ولهذا منحت المؤسسة جائزتها الأولى لروح أبي شقرا الذي ما زال حيّاً في القصيدة العربية الحديثة.”
كما أطلقت المؤسسة الكتاب التاسع عشر للشاعر الراحل، الذي أعدّه قبل ثلاث سنوات من رحيله، وجمع فيه مقالاته من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية، مزج فيها بين النثر والشعر، فجاء العمل “مسامرة أدبية وروحية” تُجسّد فرادة أسلوبه وعمق إنسانيته.
وفي كلمةٍ مؤثرة، تحدث الوزير السابق جورج ميشال كلاس عن العلاقة الفكرية والإنسانية التي ربطته بالشاعر قائلاً:
“كم هو رائع أن تُكرِّم روحُ أنور روحَ شوقي في رحاب الجامعة الأميركية، نيابةً عن لبنان الشعر والفكر والمعرفة. لقد جعل من الصفحة الثقافية في النهار منبراً للفكر الحرّ وجامعةً مصغّرة للأدب والفن.”
كما شارك في الحفل الشاعران جيسيكا أسد وجو قارح، اللذان مثّلا “أصوات المستقبل”، فعبّرا عن الأثر العميق الذي تركه أبي شقرا في الأجيال الجديدة.
وفي الختام، تسلّمت عائلة الشاعر الجائزة ممثّلةً بابنته مونيك ونجله ناجي أبي شقرا، بحضور السيدة حلوة زوجة الراحل. وألقى ناجي كلمةً مؤثرة قال فيها:
“اليوم لا نتذكر شوقي الشاعر، بل نعيشه بين أصدقائه وقرّائه. جائزة أنور سلمان للرواد تكريسٌ للريادة والإبداع، وشكرٌ من القلب للمؤسسة وراعيها الأستاذ نشأت سلمان، وللجامعة الأميركية على هذا التكريم الذي يحيي الشعر فينا من جديد.”
واختتم قائلاً: “الكبار لا ينتهون بمأتم.”
محمد ع.درويش







الخيام | khiyam.com
تعليقات: