كامل جابر: أطفال جنوب لبنان على حافة حرب لا تنتهي

تركت الحرب الأخيرة في نفوس أطفال الجنوب اللبناني اضطرابات نفسية وقلق دائم وخوف غير منقطع (ا ف ب)
تركت الحرب الأخيرة في نفوس أطفال الجنوب اللبناني اضطرابات نفسية وقلق دائم وخوف غير منقطع (ا ف ب)


لم تقتصر مضار السنتين الماضيتين على ما وقع من ضحايا ومصابين من الصغار بل بما تركته في نفوسهم من اضطرابات نفسية وقلق دائم وخوف غير منقطع


ملخص

تركت الحرب الأخيرة آثاراً نفسية عميقة على الأطفال في جنوب لبنان، تجسدت في القلق والهلع واضطرابات النوم وفقدان الشعور بالأمان، خصوصاً بعد انتقالهم من بيئات واسعة وآمنة إلى مساحات ضيقة وموقتة. المدارس لم تتمكن من تعويض خسائرهم النفسية والاجتماعية بسبب ضعف الإمكانات وغياب الدعم المتخصص. وبين الخوف المستمر والعيش في مناطق مهدَّدة، يتشبث الأطفال بفسحات صغيرة للعب ومحاولات الأهل لحمايتهم على رغم الضغوط.

تشي أرقام ضحايا الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان، من غير المقاتلين في صفوف "حزب الله"، أن إسرائيل لم تحيد المدنيين في حربها المضمرة أو المعلنة، والدليل على ذلك أعداد الضحايا والقتلى من الأطفال والنساء التي تجاوزت الألف، سقط معظمهم في حرب الـ 66 يوماً، بين الـ 23 من سبتمبر (أيلول) والـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، موعد وقف إطلاق النار بموجب اتفاق رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

ولم تقتصر مضار الحرب هذه على ما وقع من ضحايا ومصابين مباشرين في صفوف الأطفال وأمهاتهم، بل بما تركته في نفوسهم من اضطرابات نفسية وقلق دائم وخوف غير منقطع من تجدد الحرب في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة إما باستهداف أماكن بعينها أو بشن حرب جديدة.

يضاف إلى ذلك ما مر به الأطفال من عذابات النزوح، الذي لم يتوقف على رغم مرور عام على قرار وقف النار، فثمة 90 ألف نازح ما زالوا خارج قراهم وبيوتهم حتى الساعة، والتخلي عن مساكنهم وأماكنهم الحميمة وملاعبهم ومقاعد الدراسة ورفاقهم المقربين وانتقالهم من بيئة خاصة إلى بيئات مختلفة في مناطق مختلفة، ناهيك بشروط الوقاية والحماية التي فرضها الأهل خوفاً من الفقدان والتشرد ومحاولات التحييد من نقاط الخطر والنار. إنها حرب قلبت حياتهم رأساً على عقب.


أطفال ضحايا الحرب

ما زال أطفال جنوب لبنان يدفعون ثمناً كبيراً جراء حرب فرضت تبعاتها على عقولهم الطرية وأجسادهم الصغيرة، بعد أن أطلق "حزب الله" جبهة الإسناد لغزة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فتطورت الأحداث ومرت بمراحل شهدت كثيراً من العنف وصولاً إلى اليوم، مع ما يحصل في المناطق الجنوبية من حرب متقطعة ومتنقلة.

لم تقتصر تبعات هذه الحرب على ما سقط من أطفال ضحايا ومصابين ونازحين، بل بما تركته عليهم من آثار نفسية وعصبية بالغة بحسب كثر من الأطباء والمتخصصين النفسيين، ناهيك عن شعورهم بالإحباط والخسران بعدما فقدوا بيوتهم وعاشوا مرارة النزوح مع ذويهم وخسروا كذلك مدارسهم التي ترعرعوا فيها إلى جانب رفاق تفرق شملهم، وملاعبهم وساحات مرحهم ودكاكينهم الصغيرة التي كانوا يقصدونها في قراهم النائية.

يضاف إلى ذلك تدهور أوضاع ذويهم المادية والاقتصادية بعد خسرانهم أعمالهم ومؤسساتهم وانتقالهم لحياة تحتاج إلى كلف يومية تتجاوز السابق من نمط معيشي اعتادوا عليه.

وتشير الأرقام إلى أنه في خلال حرب الـ 66 يوماً، قُتل أكثر من 300 طفل وأُصيب نحو 1500 آخرين بجروح مختلفة. وحتى بعد وقف إطلاق النار، ما زالت حياة الأطفال مهدَّدة، إذ قُتل ما لا يقل عن 13 طفلاً إضافياً وأُصيب العشرات في ضربات متواصلة منذ إعلان وقف إطلاق النار في الـ 27 من نوفمبر الماضي، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة فقدوا حياتهم مع والدهم خلال غارة إسرائيلية استهدفت سيارتهم في مدينة بنت جبيل في الـ 21 من الشهر الماضي، وهي إحدى عواصم منطقة جنوب نهر الليطاني الخاضعة لحيثيات القرار الأممي 1701 الذي يجب أن يشكل مرجعاً دولياً ووثيقة إنسانية لوقف الحرب وجعل هذه المنطقة هادئة خالية من السلاح وبعيدة من الحرب.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أحصت سقوط ما لا يقل عن 316 طفلاً ضحايا الحرب، و1456 مصاباً قبل نهاية العام الماضي، بينهم في الأقل 290 طفلاً قتلوا في حرب الـ 66 يوماً التي أدت كذلك إلى إصابة 1259 طفلاً آخرين.

وتشير أرقام الضحايا بين النساء إلى مدى الخسارة التي مني بها الأطفال هؤلاء بفقدان أمهاتهم وأخواتهم وجداتهم وجعلتهم أيتاماً. وكانت حصيلة الحرب من النساء نهاية العام الماضي بحسب وزارة الصحة تشير إلى سقوط 790 امرأة ضحية و2567 جريحة.


أطفال محشورون بمساحات ضيقة

تقول المعالجة النفسية أمل عطوي "على رغم انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان سابقاً، ما زالت مناطقه تعيش تحت خطر التهديد الدائم. فالاستهدافات المتكررة، والغارات المفاجئة ما زالت حاضرة في المشهد اليومي، ما يجعل الإحساس بالأمان هشاً وموقتاً. في ظل هذا الواقع، تحولت القرى الحدودية إلى مناطق غير صالحة للحياة الطبيعية، مما دفع عديداً من العائلات إلى النزوح نحو مدينة النبطية وضواحيها، وكذلك نحو مدينة صور ومناطقها البعيدة من الخطوط الأمامية الحدودية، بحثاً عن مساحة أكثر استقراراً".

وتضيف "كان الأطفال في القرى المهجورة حالياً يلعبون ضمن بيئتهم الطبيعية، أي أمام منازلهم، في الأزقة، حول المدارس، وفي الساحات الواسعة التي تشبه طفولتهم. أما اليوم، وبعد النزوح القسري، بات السؤال أكثر حساسية: أين يمكن لهؤلاء الأطفال أن يلعبوا وسط غياب الحماية واستمرار الخطر؟".

تؤكد عطوي أنه "في أماكن النزوح، يلجأ الأطفال إلى مساحات ضيقة وموقتة، إلى حدائق عامة محدودة. باحات صغيرة ضمن مراكز الإيواء. مبانٍ غير مجهزة لاستقبال الأطفال، وغرف مشتركة بين عائلات عدة. هذه الأماكن لا توفر بيئة لعب آمنة، ولا تعكس الحياة التي تركوها خلفهم، وعلى رغم التهديدات والقصف المتقطع، يستمر الأطفال في البحث عن فسحات للهو واللعب، لأن اللعب بالنسبة إليهم ليس نشاطاً ثانوياً، بل آلية دفاع نفسي تساعدهم في تخفيف القلق واستعادة التوازن. ومع ذلك، يبقى اللعب محدوداً وقصيراً، ومقيّداً بما تسمح به الظروف الأمنية".

وعلى رغم بقاء العائلات داخل الجنوب، تتابع عطوي "إلا أن الحياة ليست طبيعية، فالخطر حاضر، والاستهدافات تتكرر، والحماية غير كافية. هذا الواقع ينعكس مباشرة على الأطفال الذين يعيشون يومياً في بيئة غير مستقرة نفسياً وجغرافياً".


قلق وهلع واضطرابات

وحول الانتقال من بيئة مفتوحة وواسعة إلى بيئة مغلقة ومقيدة تشير المعالجة عطوي إلى أنه "ليس مجرد تغيير مكاني، بل هو تغيير نفسي عميق يطاول الطفل في هويته وطباعه وتكوينه العاطفي. فالأطفال باتوا يعانون من قلق مرتفع وهلع نتيجة فقدان الشعور بالأمان، وتوتر يومي، وانفعالية زائدة وسرعة غضب، ناهيك عن صعوبة في التركيز وفقدان الحافز للتعلم واللعب، مع تراجع في مهارات التواصل، لأن اللعب الجماعي الحر كان هو مساحة تدربهم على العلاقات. يضاف إليها اضطرابات نوم نتيجة الضغط والانفصال عن منازلهم، فبعض الأطفال يُظهرون سلوكيات عدوانية، بينما يميل آخرون إلى الانسحاب والخوف، أو يصبحون أكثر تعلقاً بأهلهم خوفاً من أي تغير جديد. إنهم أطفال كانوا يعيشون في فضاء مفتوح، يشعرون بأن السماء جزء من طفولتهم، ثم وجدوا أنفسهم داخل غرف مغلقة، ينتظرون أن تنتهي الأيام الصعبة من دون أن يدركوا متى وكيف؟".


لا تعويض في المدارس

نسأل المعالجة النفسية عن دور المدرسة في التخفيف من قلق الأطفال والتعويض في المرح واللهو، فتجيب "لم تتغير البنية المدرسية بشكل فعلي، لكن الأطفال الذين يدخلون إلى الصفوف اليوم يحملون في دواخلهم آثار الخوف والضغط وفراغ المساحة التي كانت تمنحهم الأمان واللعب. هذا التحول النفسي يفرض على المدرسة دوراً جديداً، لكنها للأسف ليست قادرة على تلبيته بالكامل".

وتضيف "معظم المدارس في الجنوب، الرسمية والخاصة، تعاني أصلاً من محدودية الأماكن المخصصة للعب التي هي باحات صغيرة، وملاعب غير مؤهلة، أو مساحات غير كافية لعدد الطلاب. ومع فقدان الأطفال لبيئتهم الطبيعية في القرية والحي، أصبحت المدرسة المكان الوحيد تقريباً الذي يمكن أن يحتضن نشاطهم الحركي، لكنها غير مهيأة لتقديم هذا الدور التعويضي. صحيح أن بعض المدارس تنظم نشاطات فنية أو ترفيهية، لكنها تبقى محدودة، غير منتظمة، ولا تتوافق مع حجم الحاجة الفعلية لدى الأطفال اليوم. فالأطفال يعيشون في منطقة ما زالت تحت تهديد الخطر، يسمعون أصوات الانفجارات، ويشاهدون آثار القصف، وهذا وحده يجعل اللعب جزءاً من علاج نفسي وليس مجرد فسحة".

وتؤكد أن "معظم المدارس غير المدمرة في الحرب، لا تضم متخصصين نفسيين، ولا تقدم جلسات تفريغ، ولا تمتلك خططاً متكاملة للنشاط الحركي. نحن كمتخصصين وجمعيات نقدم جلسات دعم نفسي اجتماعي في بعض المناطق، لكن هذه البرامج ليست موجودة في كل المدارس، ولا تغطي جميع البلدات، ولا تلبي مختلف الحالات إذ إن الطلب أكبر بكثير من القدرة. يبقى الحل في تنسيق مشترك بين المدارس والجمعيات المتخصّصة، والبلديات، والجهات الصحية والتربوية لضمان حماية هذه الفئة الأكثر هشاشة، وتحديداً أطفال الجنوب".


أطفال بين مفردات الحرب

وعن الصور التي تتجسد في يوميات الأطفال ممن يعيشون في القرى الحدودية أو حتى تلك الخلفية، شمال الليطاني وجنوبه الخاضع لبنود القرار الأممي 1701، تقول المعالجة عطوي "أطفال الجنوب يعيشون واقعاً يشتتهم بين مفردات الحرب والنزوح والخوف المستمر وفقدان المنازل وصوت الانفجارات. كلها تراكمات ثقيلة شكلت وضعاً نفسياً هشاً لدى غالبيتهم، ويمكن توصيف الوضع النفسي كالآتي: ثمة درجة عالية من التوتر المزمن، أعراض صدمة PTSD (اضطراب ما بعد الصدمة) عند نسبة كبيرة من الأطفال (كوابيس، نوبات هلع، تراجع في الشهية، تبلل ليلي)، غضب وانفعالات بسبب الضغط الداخلي، انقطاع في الاستقرار الداخلي والشعور بعدم اليقين، تراجع في المهارات الأكاديمية، وأخيراً الشعور بالخسارة، خسارة البيت والأرض والمدرسة والأصدقاء".


الأهل عاجزون ويحاولون

ترى عطوي أن "هذا الوضع لا يعود ليوم أو أسبوع، هو تراكم حرب طويلة تمتد لأكثر من سنتين متواصلتين، وتأثيرات ما زالت مستمرة".

أما بالنسبة لتعويض الأهل فتشير المعالجة النفسية إلى "أنهم يعيشون حالات صعبة من ضغط اقتصادي إلى خوف مستمر، وفقدان الاستقرار وهم المسكن والعمل والمدرسة. لذلك، قدرتهم على تقديم الدعم النفسي لأولادهم محدودة، على رغم محاولاتهم المستمرة لحمايتهم. البعض ينجح في خلق روتين آمن، والبعض الآخر غارق في ضغوطه، ما ينعكس على الأطفال بشكل مباشر".

وتختم "أطفال الجنوب اليوم ليسوا مجرد أرقام في ملف النزوح، هم قصص صغيرة فقدت مساحتها، وطفولة تغيرت ملامحها. والسؤال الحقيقي لم يعد فقط ‘أين يلعبون؟‘ بل كيف نحمي نموهم، وصحتهم النفسية، وشعورهم بالأمان، في ظل حرب مستمرة من حولهم؟".


يتصرفون كالكبار

ينقل عضو مجلس بلدية الطيبة في قضاء مرجعيون علي صادق رسلان، العائد هو وعائلته مع نحو 500 عائلة إلى البلدة في المدة الأخيرة، صورة إيجابية "نوعاً ما عن حياة الأطفال والأولاد العائدين إلى الطيبة وعدد من القرى الأمامية، فهم يبدون كالكبار، بل ويتصرفون كالكبار، وكأن نسبة الخوف قد تراجعت لديهم بسبب كل ما عايشوه على مدى سنتين متتاليتين من حرب لم تتوقف.

فخلال السادس من الشهر الجاري، وبعدما هدد العدو باستهداف منزل في الطيبة، صعد الأطفال مع ذويهم إلى أماكن مطلة على المنطقة المستهدفة كي يعاينوا هم كذلك ما تفعله إسرائيل ببلداتنا وقرانا. أنا لا أنفي أنهم يخافون ويقلقون، لكنهم يكابرون، وبخاصة الأطفال ممن تجاوزوا السنوات الـ 10 من أعمارهم".

ويقدم رسلان مثلاً "التلامذة الذين التحقوا بثلاث مدارس أعادت فتح أبوابها في البلدة، منهم في مدرسة متوسطة وابتدائية، وكذلك في مدرسة خاصة فيها من أطفال الروضات وحتى المرحلة الثانوية، ويداومون بشكل يومي ومن دون تلكؤ. وفي أوقات الفراغ كثر منهم يلعبون في الساحات وفي ملعب جهزته البلدية قرب مركزها وأمضوا الصيف يلعبون ويمرحون. لا ننفي أن تكون هناك حالات تعيش بين القلق والخوف متأثرين بأجواء بيوتهم وذويهم، لكن الوضع هنا في الطيبة يشبه وضع كل بلدة أو مدينة في الجنوب، فالوضع الأمني غير المستقر لا يطاول قرية أو مدينة من دون أخرى، الفرق أننا في مناطق أقرب إلى الحدود. ومن عادوا إلى بلداتهم تجاوزوا في الأقل هموم النزوح والسكن والبحث عن مدارس بديلة وغيرها".


تقوقع قرب السكن

ترى الباحثة والمتخصصة في الصحة العامة سكنة عباس "أن مساحات اللعب والمرح لأطفال الجنوب محدودة، بعدما أفقتهم الحرب المساحات المفتوحة التي تعودوا عليها وكانت تشكل لديهم حميمية خاصة تنامت معهم منذ الصغر، لذلك وبسبب ما تتعرض له مناطق الجنوب من استهدافات متنقلة نراهم يبتعدون من الحقول والملاعب التي كانت سابقاً مسرحاً لنشاطاتهم واستعاضوا عنها بملاعب المدارس القريبة، أو بالشوارع والطرقات والباحات الأدنى إلى أحيائهم السكنية وبيوتهم، كي يلجؤوا إليها فوراً في ظل أي خطر داهم، ربما ذلك بتوجيه من أهاليهم الذي يؤثرون أن يكون أبناؤهم في مساحات قريبة جداً توقعاً لأي حرب ما زالت محتملة. لذلك نجد أن مساحات اللعب لدى أطفال الجنوب باتت ضيقة جداً وأقرب إلى أماكن الأهل والسكن".

وتجد الباحثة عباس أن "هذه المساحات الضيقة الجديدة لا تتلاءم مع حاجاتهم للتعبير عن طاقاتهم الطفولية، وهي طاقات كبيرة. أما بالنسبة للأطفال النازحين مع ذويهم، فمعاناتهم مضاعفة، فهم لم يفقدوا حقولهم وملاعبهم السابقة وحسب، بل ابتعدوا من رفاق الطفولة وفقدوا أماكنهم الخاصة والشاسعة. هذا الأمر رفع من نسبة التوتر لديهم وزاد من عصبيتهم وترك فيهم أثراً نفسياً أو مال بعضهم إلى العزلة أكثر وجعلهم يشعرون بأن شيئاً انكسر في دواخلهم. فتراجع اللعب الحر والتواصل الاجتماعي وللأسف ازداد اللجوء إلى الشاشات الصغيرة كبديل عن اللعب".

ولا تنفي الباحثة عباس وجود "اضطرابات نفسية لدى الأطفال بعد الحرب، بتنا نلاحظ لديهم حالات قلق واضطرابات في النوم وسرعة انفعال وبروز ظاهرة التعلق بالأهل والخوف من الفقد المتبادل، وهي انعكاس لتصرفات الأهل في حرصهم الشديد على أن يكون أبناؤهم بقربهم لحمايتهم، وهناك بعض الأهل يبحثون عن أماكن آمنة لأبنائهم وتوفير أجواء تبعدهم من الأخبار المتداولة ومحاولة التعويض على أطفالهم بأنشطة فنية كالموسيقى والرياضة وغيرها من نشاطات متاحة في الوضع الراهن، وفي المقابل هناك أهل ومن دون تقصد ينقلون التوتر إلى أبنائهم بسبب ما يعانونه من ضغوط متنوعة ومتراكمة وعدم استقرار، وهنا نجد أن الطرفين، الأهل والأبناء باتوا بحاجة إلى دعم نفسي يخفف عنهم تأثيرات الحرب".

في أماكن النزوح، يلجأ الأطفال إلى مساحات ضيقة وموقتة (ا ف ب)
في أماكن النزوح، يلجأ الأطفال إلى مساحات ضيقة وموقتة (ا ف ب)


أطفال الجنوب يعيشون واقعاً يشتتهم بين مفردات الحرب والنزوح والخوف (كامل جابر - اندبندنت عربية)
أطفال الجنوب يعيشون واقعاً يشتتهم بين مفردات الحرب والنزوح والخوف (كامل جابر - اندبندنت عربية)


مساحات اللعب والمرح لأطفال الجنوب محدودة​​​​​​​ (ا ف ب)
مساحات اللعب والمرح لأطفال الجنوب محدودة​​​​​​​ (ا ف ب)


تعليقات: