الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال تعقد ملتقاها الحادي عشر


نحو رؤية مشتركة لعلوم التواصل في زمن الذكاء الاصطناعي

عقدت الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال ملتقاها الحادي عشر تحت عنوان "نحو رؤية مشتركة لعلوم التواصل في زمن الذكاء الاصطناعي"، وذلك على مدى يومين في كلية الإعلام – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية (اليونيسكو). أقيم الملتقى برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، ممثلاً بعميدة الكلية الدكتورة جوسلين نادر، وبحضور النائب بلال شحيمي، رئيسة الرابطة الدكتورة مي العبدالله، مدير الفرع الأول الدكتور رامي نجم، مديرة الفرع الثاني الدكتورة نسرين الزمار، عميد كلية الإعلام في جامعة الجنان الدكتور جمال نون، وكيل وزارة الثقافة في العراق الدكتور فاضل البدراني، رئيس جامعة المستقبل في العراق الدكتور حسن شاكر مجدي، وعميد كلية الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور إيثار العبيدي، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والفاعليات التربوية.

افتُتح الملتقى بكلمات لكل من الدكتورة مي العبدالله، والدكتورة حنان قطب، والدكتور رامي نجم، والدكتورة جوسلين نادر، وقد شددت جميعها على أهمية البحث العلمي في بلورة رؤية مشتركة لعلوم التواصل في ظل التحولات الجذرية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.

وفي سياق التكريمات، منحت الرابطة درع التميّز في البحث العلمي في العالم العربي لعام 2025 للدكتور محمد عبد الوهاب العلالي من المغرب، ودرعاً للدكتور برتراند كابدوش من فرنسا عن تميّزه في الغرب. كما مُنح درع منسّق الرابطة لعام 2025 للدكتورة نوال حزورة من اليمن، وقدّمت الرابطة دروعاً تكريمية لعدد من الهيئات الداعمة، بينهم النائب بلال شحيمي ورئيسة موقع "إيكو وطن" ريما خداج. وبدوره بادر الدكتور حسن شاكر مجدي إلى تقديم دروع تقديرية لمنظّمي الملتقى وأعضاء مجلس إدارة الرابطة، "لما يبذلونه من جهود للحفاظ على مكانة البحث العلمي ودوره في إنماء المجتمعات العربية".

جلسات الملتقى: رؤى بحثية في زمن الذكاء الاصطناعي

شهد اليوم الأول أربع جلسات علمية قدّم خلالها باحثون أوراقاً حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى مناقشة المبادئ الأخلاقية للبحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي، وضبط الإشكاليات المرافقة له وتجاوز تحدياته.

أما اليوم الثاني، الذي تضمن خمس جلسات، فركّز على قضايا تحديث المناهج الجامعية والإدارات التربوية، حيث أشار المتحدثون إلى مشكلات ومعوّقات التكوين المهني في الإعلام والعلاقات العامة والتسويق، مشددين على فجوة المهارات وغياب البنى التحتية والتشريعات المواكِبة.

وتميّزت الأبحاث بتناولها موضوعات تتقاطع مع اهتمامات المجتمعات البحثية، من إصلاح المناهج ومتطلبات تطويرها، إلى الإشكاليات بين الذكاء الإنساني والذكاء الاصطناعي والتوليدي.

التوصيات

اختُتم الملتقى بإصدار سلسلة توصيات، أبرزها:

عقد شراكات إقليمية ودولية لمواجهة هيمنة الشركات الكبرى على البيانات، والسعي نحو عدالة البيانات.

تفعيل التنسيق بين كليات وأقسام الإعلام والاتصال في الجامعات العربية والمنظمات ذات الصلة بالتحول الرقمي، واعتماد الإدارات المعرفية لمواكبة الثورة الرقمية.

وضع مواثيق أخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الاتصال، بمشاركة خبراء من مجالات علم الاجتماع والهندسة والإعلام.

إدراج مقررات متخصصة في الذكاء الاصطناعي في جميع كليات ومعاهد الإعلام في العالم العربي.

إعداد دورات تدريبية للطلاب والأساتذة لرفع المهارات الرقمية ومواكبة التطورات في الإعلام والاتصال.

تحديث مفاهيم ونظريات الإعلام والاتصال بما ينسجم مع البيئة العربية وتطبيقات العصر الرقمي.

الاستفادة من الوقت المكتسب بفضل الذكاء الاصطناعي في تعزيز إنتاج المعرفة والبحث العلمي.

تعزيز التعليم التطبيقي والميداني عبر شراكات مع المؤسسات الإعلامية.

إنشاء منصة أو منتدى دائم للتعاون بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية لضمان الربط بين النظري والتطبيقي.

اعتماد المرونة في وزارة التربية لتسهيل تحديث المناهج التربوية.

اعتبار دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية أولوية قصوى للجامعات العربية.

تنظيم ورش عمل لرؤساء الجامعات في لبنان والعالم العربي حول المتطلبات الملحّة لتحديث المناهج في مجال الذكاء الاصطناعي.

نشاطات مستقبلية

تجدر الإشارة إلى أنّ الرابطة تواصل تنفيذ برامجها وندواتها ومحاضراتها بشكل دوري، على أن تُعلن قريباً عنوان ملتقاها الثاني عشر المقرر عقده العام المقبل.

محمد ع. درويش




















تعليقات: