
الأستاذ فايز أبو عباس: مع تحيّات هذا اليوم
مع تحيّات هذا اليوم،
الذي هو اليوم الأوّل في الأسبوع…
رغم أنّه يوم راحة،
إلّا أنّنا استعرناه من غير مجتمعاتنا،
لأنّ الأديان تقاسمت اليوم السابع
ليكون يوم استجمام وراحة.
فانفرد اليهود باليوم الذي حمل الرقم سبعة،
وهو يوم السبت،
وهو — حسب التقسيم البابلي — نهاية الأسبوع.
فأخذه اليهود، على عادتهم، بالسطو والسرقة،
ونسبوه إليهم.
ثم جاءت المسيحية،
فلم تستطع تغيير تراتبيّة أيّام الأسبوع
ولا التعديل في عدد الأيّام أو تسميتها،
وساءها أن تتّخذ اليوم السابع
الذي أخذه اليهود يوم عطلة.
فاختارت اليوم الأوّل من الأسبوع يوم راحة،
وهو الأحد، أي أوّل أيّام الأسبوع،
الذي يحمل الرقم واحد.
وهكذا احتكرت اليهوديّة آخر الأسبوع
كيوم راحة، وهو السبت،
بينما اختارت المسيحيّة اليوم الأوّل،
أي البداية.
ولمّا جاء الإسلام،
وجد أيّام الأسبوع — في البداية والنهاية —
محتلّة ومخصّصة لأتباع الديانتين اليهوديّة والمسيحيّة.
ولمّا كانت هذه الديانات، بحسب انتمائها إلى السماء،
لم تتّفق حتّى على يوم واحد مشترك
للراحة والعبادة،
فكيف يمكنها أن تتّفق على حياةٍ مشتركة؟
هذه هي مأساة البشريّة منذ وُجدت.
لذلك اختار الإسلام يوم الجمعة
ليكون يوم راحة واستجمام.
مأساة البشريّة أنّه،
حتّى الأديان السماويّة،
ومن يدّعي التبشير بها وبالمبادئ التي تعتمدها
وتعمل على نشرها وتعميمها بين البشر،
قسّمت البشر واستغلّتهم
كأحزاب وجماعات مختلفة،
ومتصارعة على التحكّم بهذه المخلوقات البشريّة.
ونحن في هذا اليوم،
الذي يختصر الأيّام الباقية عالميًا،
نبدأ يومنا بالتحيّة والسلام،
وبالتمنّي لك بالصحة والعافية
والسعادة الدائمة.
الأستاذ فايز أبو عباس
الخيام | khiyam.com
تعليقات: