غلاف الكتاب
"عين تحاكي الجمال"، كتاب من صور وكلمات للزميل كامل جابر يشكل دليلاً سياحيا ينطلق من الماضي ليعود بنا الى الحاضر، قال من خلاله أن للجنوب ذاكرة وذكريات يجب ان نعرفها ونحفظها لتكون مصدر إنعاش له وطريقاً للسياحة البيئية فيه.
تحملك صفحات الكتاب بصورها الكثيرة وكلامها القليل باللغتين العربية والانكلزية، الى مراحل تاريخية مهمة فتشعر أن المهمة انجزت على أكمل وجه. وتستريح على ضفة الصور التي جاءت نتيجة جهد مضن تطلب أعواماً من الخبرة، فتلفك حرارة غريبة لتنتقل في مخيلتك في زيارة الى داخل الأماكن.
يعطي الكتاب فكرة واقعية عن آثار الجنوب وهو يضم معلومات تاريخية، ويعتبر مرجعاً قيماً للذين يعشقون الآثار وروائع الطبيعة ويسعون لاكتشاف لبنان. وليس غريباً على جابر، أن ينجح في تجربة كهذه، وهو الصحافي النشيط المتلهف الى جمع المعلومات، وتلك صفات عرف بها من خلال عمله الصحافي الطويل، فجاء كتابه متمايزاً في مضمونه واخراجه.
قبل أن تتوغل في الكتاب يلفتك تصميمه اللبق والأنيق، وهو بحسب جابر: "كتاب تروي الصورة والكلمة فيه حكاية الجمال الشامل في الجنوب، ويغدو ليس دليلاً سياحياً كما يتراءى للبعض وإن كان في جزء منه، إنما كتاب المعرفة المصورة عن جنوب لبنان".
آثار صيدا وصور
يبدأ الكتاب بالتعريف على آثار مدينة صيدا، ابرزها قلعتها البحرية التي يعود تاريخ بنائها الى القرن الثالث عشر ميلادي. فقد بناها الصليبيون على جزيرة صخرية تبعد 80 متراً عن الشاطئ، الى قلعة صيدا البرية التي تحمل اسم قلعة سان لويس نسبة الى الملك لويس التاسع الذي أمر ببنائها، مروراً بمعبد أشمون الإله الشافي.
ثم يأخذك الى آثار صور وبداية مع صور البرية المشهورة بقوس النصر الذي بُني في القرن الثاني الميلادي ويبلغ ارتفاعه 20 متراً. ثم الى آثار صور البحرية وقبر حيرام ملك المدينة الذي يقع على بعد ثمانية كيلومترات جنوب شرق المدينة ويبلغ طوله أربعة امتار وعرضه ثلاثة امتار وارتفاعه الاجمالي سبعة أمتار، وصولاً الى قلاع شقيف وتبنين ودوبيه وشمع ومارون وقلعة أبو الحصن الصليبيبة.
ومن هناك الى أبراج وخانات المنطقة مثل: خان الافرنج الذي بناه الأمير فخر الدين الثاني لنسائه مطلع القرن السابع عشر الميلادي، الى برج بعل في الهبارية وخلوات الكفير التي تحتضن مزار النبي شيت وتضم بقايا العديد من الابراج والمعابد والصور الأثرية التي تتناثر حجارتها في كل الارجاء.
ثم الى المتاحف، وأبرزها متحف الصابون – "عودة" في صيدا الذي يزوره سنوياً أكثر من 45 الف سائح، ومتحف صور البحري الحديث (عام 2002) ويضم أكثر من ألف نموذج للحيوانات المحنطة البحرية واكثر من مئة نوع من الحيوانات البرية، الى متحف موسى طيبا واهرامات تفاحتا الخشبية.
قصور ودور العبادة
يفرد الكتاب حيزاً كبيراً للقصور، انطلاقاً مع القصر الشهابي في حاصبيا الذي كان قلعة بناها الصليبيون كحصن عسكري منيع، وقصر الدبانة في صيدا، وقصر الأسعد في العديسة، وقصر شعبان في خربة سلم، ودارة حسين بك الدرويش في زفتا، ودارة الميرزا في النبطية، ودارة محمد بك الفضل في النبطية وقصور يارون.
ويأخذنا جابر في رحلة الى مدن النبطية وبنت جبيل وجزين وبلدات مرجعيون وحاصبيا وشبعا.
ونزور في فصل آخر المقامات ودور العبادة، مثل الجامع العمري وجامع بنت جبيل وحسينية النبطية وخلوات البياضة ودير المزيرعة ودير مشموشة وكنيسة القديس نقولاوس وكنيسة حاصبيا الانجيلية ودير مار ميما وصخرة مار جرجس.
كذلك، يلفت الكتاب الى المواقع الطبيعية المميزة في الجنوب مثل مغاور قانا ونبع الشتوي ومغار عدلون ومغارة الريحان ومغارة فخر الدين الثاني الكبير وسيدة المنطرة في مغدوشة، الى الثروات المائية مروراً بنهر الليطاني والحاصباني والوزاني والزهراني ونبع الطاسة ومشروع وادي جيلو وشلال جزين وبرك رأس العين وبرك أنان.
العادات والتقاليد
ولا ينسى الكتاب تخصيص فصول لعادات الجنوبيين وتقاليدهم، مستهلاً بجولة على الاسواق الشعبية بدءاً بسوق الاثنين في النبطية، وسوق الخميس في بنت جبيل وسوق الخان في حاصبيا.
ويذكر الصناعات الحرفية، منها صناعة سكاكين جزين والمراكب في صيدا والصابون في صيدا والفخار في راشيا والفخار في الغازية ونفخ الزجاج في الصرفند وسلال القصب في كفريا، الى المهن التي أصبح جزء منها منسياً مثل المبيض والسكاف وصناعة الكراسي الخشب وصناعة ماء الزهر والدبس في حاصبيا وزيت الغار وزيت الزيتون الى جمع المؤونة البيتية.
اطباق الهريسة في بلدة كفررمان
تعليقات: