منتظر الزيدي
تعالت الدعوات في العاصمة الأردنية عمان لتشكيل هيئة دولية للدفاع عن الصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي اعتقله أمس الحرس الخاص برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أن قذف الرئيس الأميركي جورج بوش بحذائه خلال مؤتمر صحفي.
وفيما اعتبر المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين أن يوم إلقاء الحذاء على الرئيس الأميركي "عيد للسلطة الرابعة بعد أن مثلها منتظر الزيدي خير تمثيل"، دعا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي إلى تشكيل هيئة دفاع دولية عن الصحفي الذي يعمل في قناة البغدادية العراقية ومقرها العاصمة المصرية القاهرة.
غير قانوني
وعن قانونية اعتقال الصحفي الزيدي، قال الدليمي للجزيرة نت إنه "غير قانوني لأن كل ما يحدث في العراق اليوم غير قانوني"، مشيدا في الوقت ذاته بتفاعل رجال القانون المحامين العرب وإعلانهم تشكيل هيئات دفاع عن الصحفي الزيدي.
وبرر الدليمي إلقاء الصحفي العراقي حذاءه في وجه بوش بأن زيارة الرئيس الأميركي تستفز العراقيين بعد أن "دمرت الجيوش الأميركية العراق وقتلت أكثر من مليون عراقي".
الأمن العراقي اعتقل الصحفي الزيدي فور قذفه بوش بحذائه (الفرنسية)
وتابع أن "زيارة المجرم بوش استهتار بكرامة الشارع العراقي وهو ما حدا بهذا الصحفي البطل للتعبير عما يجول في خاطر كل العراقيين".
ولفت إلى أن "حذاء منتظر الزيدي أبلغ رد من جانب الشعب العراقي على الاتفاقية الأمنية التي كرست الاحتلال".
أبلغ رد
ووصف الناطق باسم هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور محمد بشار الفيضي ما قام به الصحفي الزيدي بأنه "تعبير حقيقي عن رأي الشعب العراقي في اتفاقية تكريس الاحتلال".
وقال الفيضي للجزيرة نت إن "أهمية الحادث تكمن في كونه جاء بعد لحظات فقط من توقيع الاتفاقية بين الاحتلال وعملائه".
وقارن السياسي العراقي بين استقبال الرئيس الأميركي من قبل المسؤولين العراقيين بـ"القبلات والابتسامات" واستقبال الشارع العراقي له بـ"الأحذية".
وأكد أن ما فعله الصحفي وحجم التعاطف الكبير معه كما ظهر في وسائل الإعلام أمس "يؤكد رأي الشارع العراقي الذي يصل حد الإجماع في الاحتلال والعملية السياسية التي كرست الاحتلال".
العرموطي دعا إلى تشكيل هيئة دولية للدفاع عن الزيدي (الجزيرة نت)
هيئة دولية
ومن جهته، دعا نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي إلى تشكيل هيئة دولية للدفاع عن "الصحفي البطل منتظر الزيدي".
وقال العرموطي للجزيرة نت "يجب عدم الاكتفاء بتشكيل هيئة دفاع عربية عن الصحفي، بل يجب أن تضم الهيئة محامين دوليين ومن ضمنهم أميركيون ينددون بسياسات المجرم بوش".
ولفت الحقوقي الأردني إلى أن منتظر الزيدي "لن يحصل على محاكمة عادلة لأن العراق محكوم من قبل الاحتلال وأذنابه".
وزاد أن "الذي يستحق المحاكمة هو المجرم جورج بوش أمام محكمة جرائم الحرب الدولية بوصفه مسؤولا عن قتل أكثر من مليون عراقي، وتدمير العراق وتشريد أبنائه ونهب ثرواته".
ومن الناحية القانونية، رأى العرموطي أن "ما فعله الزيدي ليس جريمة يعاقب عليها القانون".
"
لا يوجد نص يعتبر إلقاء الحذاء في وجه زعيم ما جريمة وبالتالي لا عقوبة إلا بنص، وبوش نفسه اعتبر أن إلقاء الحذاء في وجهه تعبير عن حرية الرأي
"
وبنوع من التهكم أضاف أنه "لا يوجد نص يعتبر إلقاء الحذاء في وجه زعيم ما جريمة وبالتالي لا عقوبة إلا بنص، وبوش نفسه اعتبر أن إلقاء الحذاء في وجهه تعبير عن حرية الرأي".
وأكد أنه بدأ منذ الصباح في الاتصال باتحاد المحامين العرب وعدد من المحامين الدوليين لتشكيل هيئة دفاع "تليق بالصحفي البطل منتظر الزيدي".
وحمل العرموطي "قوات الاحتلال والحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن حياة الزيدي"، واعتبر أن "المهزلة كانت واضحة بعد أن تم الاعتداء على منتظر الزيدي أمام الكاميرات".
وحفلت صحف إلكترونية أردنية ومقالات لعدد من الكتاب بالإشادة بإلقاء الحذاء من جانب الصحفي منتظر الزيدي على الرئيس الأميركي.
كما حفلت رسائل إلكترونية وأخرى عبر أجهزة الهواتف النقالة تبادلها أردنيون اليوم بالتعليقات الساخرة مما تعرض له بوش.
ومن بين هذه الرسائل واحدة تقول "خبر عاجل: حظر ارتداء الأحذية في الأماكن التي يزورها الرئيس الأميركي"، ورسالة أخرى تدعو إلى بناء تمثال لحذاء الصحفي منتظر الزيدي.
تعليقات: