الهجوم الذي استهدف الكتيبة الإسبانية في عمق الجنوب في سهل الخيام - أرشيف
تعيش منطقة الجنوب هذه الأيام أجواء أمنية ضاعطة، وتحديدا منطقة مخيم عين الحلوة والطريق الدولية بمحاذاة المخيم في صيدا وصولا إلى معظم الطريق الساحلية على طول الجنوب، وذلك في ضوء »التهديد« الذي تلقته قوات الطوارئ الدولية وقيادة الجيش اللبناني قبل مدة ليست ببعيدة والذي تحدث عن استعدادات لقرب قيام »القاعدة« او »فتح الاسلام« بعملية موجعة ضد قوات »اليونيفيل« في الجنوب.
وتشير مصادر موثوقة إلى ان الجيش تبلغ التهديد عبر قوات »اليونيفيل« التي تبلغته من دولة اوروبية فاعلة في قوات الطوارئ والتي بدورها عرفته عن طريق دولة عظمى معنية بشؤون الارهاب والقاعدة، وأنه على ضوء هذا التهديد تم إلغاء زيارات رسمية لمسؤولين اوروبيين كانت مقررة الى الجنوب في هذه الايام لعقد لقاءات مع قيادة القوات الدولية.
ورجحت المصادر حصول العملية المشار اليها في الوقت الفاصل بين رحيل الرئيس الاميركي جورج بوش واستلام الرئيس الجديد باراك اوباما لمهامه في الرئاسة الاميركية، مع وجود تكهنات وتحليلات بأن هذه العملية ربما ستكون على غرار او تشبه عمليات »القاعدة« التي حصلت في اكثر من مكان في العالم او وفق نموذج بومباي في الهند او عمليات تفجير معدات الناتو في باكستان التي تكررت اكثر من مرة هذا الشهر، وغيرها من العمليات التي حملت وتحمل بصمة »القاعدة« او »فتح الاسلام«.
ووفقا للمصادر فإن موعد العملية كان يفترض ان يكون مع نهاية الاسبوع المنصرم او خلال الايام المقبلة، مع وجود ترجيح لدى الجهات الامنية المعنية بأن يكون الموعد المحدد للعملية هو للتمويه، وربما يكون جديا وقد تحصل خلال هذا الشهر »في منطقة صيدا قبالة البحر« كما جاء في التهديد، وهي طريق عبور قوافل الطوارئ من الجنوب وبالعكس، وان الجهات الامنية المعنية وضعت في حساباتها ان تحصل العملية على الطريق الساحلية شمال صيدا، كما حصل في السابق لاحدى دوريات »اليونيفيل« او جنوب المدينة، مع العلم ان التهديد رجح ان تحصل العملية قبالة صيدا.
وإزاء هذا التهديد استنفر الجيش اللبناني بكامل قوته وعتاده على طول الطريق الساحلية ما بين صيدا والناقورة وفي محيط المخيمات، لا سيما عين الحلوة، واتخذ وضعية »العين الساهرة« مع وضعية »اليد على الزناد«، واتخذ تدابير أمنية استثنائية تشبه التدابير التي تتخذ في حالة الطوارىء القصوى عادة لمواجة »عدوان محتم«، مع تسيير كلاب بوليسية في الاماكن المشبوهة او المحتملة مع مسح يومي وشامل للطريق الساحلية والبحرية التي تعتبر مسلكا اجباريا لقوات الطوارئ.
وعلمت »السفير« من مصادر مطلعة ان القوات الدولية اتخذت التهديد على محمل الجد وحذرت قوافلها التي تسلك في العادة الطريق الساحلية من وإلى الجنوب من عبور الطريق المحاذية لمخيم عين الحلوة على بوليفار معروف سعد والمؤدية الى وسط المدينة، واستبدلتها بالطريق الساحلية البحرية التي تمر بمحاذاة المرفأ والقلعة البحرية التي دأبت على سلوكها. وكثفت قيادتا الجيش اللبناني و»اليونيفيل« اجتماعاتهما في غرفة العمليات المشتركة وبشكل شبه يومي لمناقشة اي »معلومة امنية« ودراسة وتحليل أي »اشارة امنية« والتأكد منها واتخاذ ما يلزم، اضافة الى الاجتماعات المتواصلة بين قيادة الطوارئ ومديرية مخابرات الجيش المركزية او فرع الجنوب لمناقشة اي تفاصيل ميدانية وعملانية تتعلق بالوضع الامني »لليونيفيل« او بخطط تحديد وجهة سير القوافل الدولية.
وتلفت المصادر الى ان قوات الطوارئ قلصت من دورياتها على الطريق الساحلية بعد هذا التهديد الى الحدود الدنيا، وأنها طرحت على الجيش اللبناني استخدام طرق بديلة وأن لا تكون ساحلية.. الا ان الجيش وفق ما تردد لم يوافق على الطرح، مشددا على عدم خروج اي قافلة من الجنوب وعودتها اليه الا بالتنسيق مع الجيش اللبناني وبمواكبته.
وكانت قوات الطوارئ قد تعرضت بتاريخ ٨/١/٢٠٠٨ لانفجار عبوة ناسفة شمالي صيدا وتحديدا في بلدة الرميلة على الطريق الساحلية. وبتاريخ ١٧/٧/٢٠٠٧ تعرضت لهجوم آخر في الساحل على طريق القاسمية شمالي مدينة صور. اما الهجوم الثالث الذي استهدف الكتيبة الإسبانية فكان في عمق الجنوب في سهل الخيام، وأن هناك تقارير قضائية وأمنية لبنانية وأوروبية تتحدث عن تورّط »القاعدة« و»فتح الإسلام« بهذه العمليات، اضافة الى قرار اتهامي من القضاء العسكري اللبناني بحق المشتبه بتورطهم بهذه التفجيرات ومن بينهم اسم أمير »فتح الإسلام« عبد الرحمن عوض.
وتؤكد المصادر ان الجيش اللبناني ابلغ المعنيين تحديدا من بين الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة بجدية هذا التهديد، وأنه على ضوء ذلك وفي حال اقدمت »فتح الإسلام« على تنفيذ هجمات ضد الجيش و»اليونيفيل« في الجنوب وغيره يصبح هناك اكثر من ضرورة وحاجة ومصلحة لدى الجهات اللبنانية مجتمعة وبدون اي اسـتثناءات ومن بعدها الفصائل الفلسطينية، للمطالبة بإنهاء ملف »فتح الاسلام« وإن كان »في عاصمة الشتات« في مخيم عين الحلوة.
تعليقات: