ينقلون عاجزاً على كرسيه الى داخل عيادة طب الأسنان في نقار كوكبا

عيادة للأسنان وأخرى للصحة العامة وثالثة للأطراف الاصطناعية ورابعة بيطرية..

نقار كوكبا:

تمكنت الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات الطوارئ الدولية، من نسج علاقة متينة ومميزة مع السكان المحليين، لتكون بذلك من الكتائب الدولية التي يربطها بالأهالي ود ظاهر. وتنتشر الكتيبة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية، وتعزز علاقة التحاب مع المواطنين »النفسية الهادئة وطيبة قلب وتواضع العنصر الهندي، اضافة الى حسن تعامله والاحترام المتبادل مع السكان المحليين«، كما يقول أحد مخاتير المنطقة، »بحيث نمت صداقات بين أصحاب الوجوه السمراء وبين الأهالي الذين يستفيدون من خدماتهم وتقديماتهم في مختلف مجالاتهم الحياتية«.

تفتح الكتيبة الهندية باب مقرها الرئيسي وأبواب مراكزها الخدماتية المتعددة، امام المدنيين اللبنانيين من زوار او مدعوين او مرضى، بعيداً عن التعقيدات الأمنية او المخابراتية، وفي الكثير من الأحيان تعمل هذه القوة وعبر سياراتها على نقل المواطنين من طلاب مدارس أو عجزة او من ذوي احتياجات خاصة الى مقرها في نقار كوكبا، بهدف تقديم مساعدات تربوية او صحية او للمشاركة في نشاطات رياضية، اجتماعية او ترفيهية.

وتتنوع الخدمات التي يقدمها الهنود للسكان في نطاق عملهم. ولقيت عيادة الأسنان في الكتيبة شهرة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية وباتت مقصد مئات المرضى الهاربين من جنون الأسعار في العيادات الخاصة للأطباء اللبنانيين. واستقبلت عيادة الأسنان الهندية هذا العام حوالى ٣٥٠٠ مريض، كما يشير طبيب الأسنان المسؤول كيسي جاموال، الذي بات يعتبر نفسه »واحداً من أبناء المنطقة التي تقع ضمن نطاق عمل كتيبه بلاده، وما المهمة التي يقوم بها إلا تتويج لقناعته بإيصال الفرح عبر إزالة الألم من مرضاه، الذين باتوا يعرفونه حق المعرفة ويثقون بقدرته المهنية على معالجتهم بأفضل الطرق وأنجع الوسائل«. ويحب جاموال »المنطقة وأهلها وأعالجهم كما كنت أعالج مرضاي في الهند ورصيدي محبتهم، وأنا على علم بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن هنا، في ظل الكلفة العالية لعلاج الأسنان في لبنان، حتى أنني أعتبر نفسي محظوظاً للفرصة التي أتاحت لي مساعدة الطبقة الفقيرة هنا«.

وبالإضافة إلى مهامها في تحقيق الأمن والاستقرار، تقدم الكتيبة الهندية الخدمات الإنمائية والإنسانية والطبية، وفي مقدمها المعالجة المجانية للمرضى وتقديم الأدوية في العيادة المركزية للكتيبة في نقار كوكبا، وفي العيادات المتنقلة التي تجوب القرى الواقعة في نطاق عملها، وعيادة طب الأسنان تكاد تكون الأهم فهي تستقبل المدنيين يوما واحدا في الأسبوع (يوم السبت) اضافة الى عيادتين جوالتين أسبوعيا. ويقول الدكتور جاموال الذي يعالج يومياً حوالى ٥٠ حالة اسنان »إن قيادة الكتيبة قررت توسيع العيادة لتتمكن من استقبال اكبر عدد من المرضى، اضافة الى استحداث غرف انتظار خاصة بهم«.

الأهالي

يبدي المواطن صافي سنان من حاصبيا إعجابه بمهارة الطبيب الهندي المناوب »ويعمل بضمير، بالإضافة إلى أنه ليس لدي القدرة على الدخول الى العيادات الخاصة لكلفتها العالية في ظل عدم وجود ضمان صحي مباشر للأسنان أو أية مؤسسات خيرية تقوم بالعلاج المجاني«.

وتأتي ملاك منذر من إبل السقي إلى العيادة لثقتها بالدكتور جاموال »يعمل بصدق وأمانة، وليس من بديل مجاني«، وهو ما يشاركها فيه يوسف عطوي من كفرشوبا الذي أجرى عملية جراحية في العيادة الهندية ثم ركب بعدها طقم أسنان (وجبة) وهو مرتاح جدا للنتيجة.

وبالنسبة لعيادة الطب العام، يشير مسؤول القسم الطبيب انوبام توتيجا، »أن العيادة استقبلت هذا العام بحدود ٥٣٦٠ مريضا، قدمت لهم الأدوية المطلوبة والمتابعة الدورية حتى انتهاء علاجهم«. وتقيم الكتيبة الهندية ايضا مخيمات شهرية متعددة الاختصاصات، بالتعاون مع مؤسسة الكيان اللبنانية، ويداوم في المخيم اطباء مختصون بحوالى ١٥ اختصاصا طبيا يؤمنون المعاينات والأدوية الضرورية مجانا، وقد استقبلت المخيمات الطبية حوالى ٨٠٠٠ حالة هذا العام.

وللأطراف الاصطناعية محطة خاصة في اهتمام الكتيبة الهندية، وذلك عبر مؤسسة هندية متخصصة يطلق عليها اسم مؤسسة جابور. ترسل جابور إلى لبنان كل عام فريقا كاملا متخصصا في صناعة وتركيب الأطراف الاصطناعية وتقدمها مجانا لضحايا القنابل العنقودية والقذائف الإسرائيلية في مختلف المناطق اللبنانية. وساعدت المؤسسة ٢٥٠ مصابا حتى الآن وتم تركيب أطراف أو تقديم أجهزة شلل لـ١٤١ آخرين.

وفي مجال الطب البيطري، تقدم الكتيبة الخدمات المجانية للقطاع الحيواني. ويشير رئيس الفريق البيطري الكولونيل ساتفير سينغ انه يزور مع فريقه القرى يومياً ويطلعون على حظائر الحيوانات حيث يخضعون المواشي لفحوصات دورية كما يقومون بتلقيحها موسمياً وبمداواة كسورها وإعطاء أصحابها الأدوية اللازمة؟ وشملت المعالجة هذا العام حوالى ١٦٠٠٠ رأس حيوان توزعت ما بين ماعز وأغنام وأبقار وكلاب وقطط وأحصنة.

ونفذت الكتيبة الهندية في المجال الإنمائي العديد من المشاريع الحياتية الحيوية، بتمويل من »اليونيفيل« والحكومة الإسبانية، كما يشير احد الضباط المشرفين على هذه المشاريع ومنها على سبيل المثال »تقديمات للمدارس في كفرشوبا وشبعا والماري وحلتا والفرديس وكوكبا وكفرحمام شملت كتبا وقرطاسية وهدايا اعياد ومعدات رياضية واجهزة كومبيوتر، تنفيذ جدران دعم للطرقات الرئيسية والفرعية في محاور العرقوب وأقنية ري في الماري وبرغز، إنشاء حدائق عامة في شبعا والفرديس والماري، تقديم معدات تكرير لمياه الشفة في راشيا الفخار، وتأهيل مستوصف ابل السقي، تنظيم دورات لغة انكليزية لـ١٥٠ مواطنا، ودورات كومبيوتر لـ٩٠ متدربا ومتدربة، ودورات في رياضة اليوغا لـ٣٥ شابا وفتاة.

عجقة مرضى امام احد مخيمات الهنود الطبية