غراتسيانو: مستمرون في الجنوب حتى تطبيق ١٧٠١

 غراتسيانو يتحدث لـ»السفير«
غراتسيانو يتحدث لـ»السفير«


يسلم السلطات اللبنانية اليوم تقريراً حول حادثة بليدا

قضية الغجر تتأثر بالانتخابات الإسرائيلية وصعوبة اتخاذ القرار..

الناقورة:

حتى مكتب القائد العام »لليونيفيل« معرض »للدلف«، وهو بذلك يكاد يتساوى مع ابناء الجنوب الذين يدهمهم المطر وبيوتهم نصف عارية تنتظر التعويضات.

في الطريق الداخلي المؤدي الى مكتب قائد »اليونيفيل« الجنرال الايطالي غلاوديو غراتسيانو في الطبقة الاولى من مقر القيادة في الناقورة ترتفع صور عشرة قادة سبقوه الى هذه المهمة الى جانب ٢٧ علما تمثل الدول المشاركة في قوات حفظ السلام المؤقتة وربما الدائمة.

في حديثه التقييمي للعام ٢٠٠٨ الذي خص به جريدة »السفير« يبادر غراتسيانو مبتسما لهطول المطر الذي يأتي بالخير للمزارعين في الجنوب. الاجوبة الدبلوماسية والهادئة للقائد الدولي كانت سمة الحديث الذي استمر اكثر من ساعة. ويصل فيه الى خلاصة بان الوضع كان ايجابيا وهادئا. وما يأمله ايضا ان يكون العام المقبل شبيها لناحية هدوء منطقة عمل اليونيفيل بالرغم من بعض الحوادث التي حصلت في الاشهر الاثني عشر الماضية.

وهذا نص الحوار مع الجنرال غراتسيانو:

﴿ كيف يقيم الجنرال غراتسيانو تطبيق القرار الدولي ١٧٠١؟

÷ بغض النظر عن بعض الحوادث التي بدأت مطلع السنة، وتمثلت باطلاق صواريخ من الجنوب والاعتداء على اليونيفيل الذي اوقع جريحين واعتقال راعيين من الجانب الاسرائيلي والاحداث الداخلية التي حصلت في ايار خارج منطقة عملنا، فان الوضع في منطقة جنوب الليطاني كان ايجابيا.

»اليونيفيل« تلعب دورا مهما في هذا الاستقرار بالتعاون مع الجيش اللبناني، وهما القوتان على الارض اللتان تخلقان الاستقرار والامن، كما انهما يخلقان الفرص للعمل الدبلوماسي لاخذ دوره في استكمال تطبيق القرار .١٧٠١

﴿ ماذا يبحث في الاجتــماعات الــثلاثية المؤلفة من الجيشين اللبـناني والاسرائيلي برعاية اليونيــفيل في الـناقورة وما الفائدة منها؟

÷ هذه الاجتماعات تبحث المشاكل الامنية وارساء الحد الادنى من الثقة بين الطرفين. وبعدها يحل الدور السياسي. اليونيفيل دورها حماية السلام وحماية مصالح الناس في الجنوب وبذل كل جهودها بهدف استكمال مهمتها، وخصوصا العمل على وقف الاعمال العدائية ومراقبة الخط الازرق ودعم الجيش اللبناني وانشاء منطقة خالية من الــسلاح غير المصرح به، كما ان هدف اليونيــفيل تأكيد الانســحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبــنانية وخاصة منطــقة الغجر المحتــلة وارساء الاستــقرار الذي لا رجوع عنه مع الجــيش اللبناني بالطبع. نحن قوة لحفظ السلام ولسنا قوة لفرض السلام.

﴿ طالما اتيت على ذكر الغجر لماذا لم يتم الانسحاب الاسرائيلي حتى اليوم؟

÷ هناك عناصر اساسية في القرار ١٧٠١ والغجر جزء منها، فبموجب هذا القرار يجب ان تنسحب اسرائيل من الغــجر، اسرائيل تعتبر ان هناك مشكلة انسانية تتــعلق بالسكان كونهم يحملون الجنسية الاســرائيلية، ولكن هذا لا ينطــبق على الجـزء الشمالي من قرية الغجر. منذ وصولنا كان هناك العديد من الاقتراحات قد بحثناها سابقا مع الاطراف المعنــية، واليوم منــسق الامم المتحدة في لبنان مايكل ولــيامز يبحــث الموضوع مع الاسرائيليين.

لا اريد الافصاح اكثر من ذلك حتى لا نتعرض للفشل. الاسرائيليون قادمون على انتخابات وبهذه الحالة لا يمكن لمسؤول اخذ قرارات تؤثر عليه. نحن حاضرون لنقدم اكثر من اقتراح للوصول الى حل سلمي للغجر والالتزام بتسهيل خروج الجيش الاسرائيلي من المنطقة وادخال القوة المناسبة من اليونيفيل الى المنطقة لتكون اقوى منطقة لعملياتنا.

﴿ بين الحين والاخر تحدث خروقات لخط الانسحاب، لماذا لم توضع نقاط »اعتلام« الى الان ومن يعيق هذه الخطوة؟

÷ هذه نقطة استراتيجية من جهودنا، كما هو معروف فان الخط الازرق هو خط الانسحاب وتحديده امر مهم، والجميع يعلم انه في العام ٢٠٠٠ تم تحديد الخط الازرق بسرعة لتسهيل الانسحاب. والمشكلة ان النقاط حساسة جدا بين الطرفين. اليونيــفيل هي المولجة بوضع العلامات وباستطاعتها البدء بذلك، لكنها فكرة غير محبذة لانها تؤدي الى توترات. وهذه المسألة بحاجة الى دفع من كل الافرقاء لا سيما وان كل نقطة يجري تحديدها بحاجة الى موافقة الطرفين (اللبناني والاسرائيلي) وهذا يعود الى نقص الثقة بينهما.

في حالات عديدة »ينتهك« مزارعون لبنانيون ورعاة الخط الازرق والسياج التقني بحسن نية، ونأمل بحث هذه الخطوة وتسريعها في الاجتماع الثلاثي المقبل. لبنان يريد التسريع بانجاز تحديد نقاط الاعتلام على الحدود وقد تكلمت بهذا الموضوع مع رئيس الحكومة واعتقد ان اسرائيل ستعتمد الطريقة ذاتها.

﴿ قبل ايام خطفت اسرائيل مزارعين لبنانيين في بليدا. هل تعتبر الحادث خطيرا؟

÷ هذه الحوادث تتكرر، ولكنها مؤسفة. هذا الامر وغيره من الحوادث يؤكد الحاجة الى تحديد الخط الازرق، وبالمناسبة اتمنى على جميع الاطراف عدم اللجوء الى ردة الفعل، وادعو الجميع الاعتماد على قوات اليونيفيل وعدم اخذ اي قرار من جانب واحد. »اليونيفيل« سترفع تقريرها غدا (اليوم) الى السلطات اللبنانية حول حادثة بليدا.

﴿ ثمة احاديث ومعلومات عن نقلكم رسائل تهديد اسرائيلية للجيش اللبناني بعد الحادثة، ونقل تهديد آخر من حزب الله عبر القنوات الرسمية اللبنانية للاسرائيليين.

÷ هذا الشيء لم يحصل اطلاقا، ونحن نتعامل مع المؤسسات الرسمية اللبنانية، وبالتالي فاننا لم ننقل اي تهديد ولم نتلق تهديدا، فقد عملنا بكل حرية واكدنا على حقنا اجراء تحقيق مستقل بموجب القرار .١٧٠١ نحن نعمل للحق وواجبنا ان نحافظ على السلام، ولا اعتقد ان احدا عنده النية ليهول علينا لان اليونيفيل حازت ثقة الاطراف.

﴿هل ضبطتم اسلحة لحزب الله في منطقة عملياتكم وهل لاحظت مناورات عسكرية للاخير في جنوب الليطاني؟

÷ هذا يجيب عليه تقرير مجلس الامن الدولي الذي نشارك في اعداده. واليونيفيل مع الجيش اللبناني تبذل جهودا استثنائية للحفاظ على الاستقرار وعدم وجود اي سلاح غير شرعي. في الاشهر الماضية لم يكن لدينا دلائل على تهريب اسلحة الى منطقة جنوب الليطاني. وكل ما ضبطناه اسلحة قديمة في غالب الاحيان تسلم للجيش اللبناني.

﴿ هل تخشى اليونيفيل من تعرضها لاعتداءات ارهابية جديدة؟

÷ تعرضنا لعدة هجمات، وبصفتنا »محترفين« نعتبر انفسنا مهددين دائما. واذا كان الارهابيون يريدون تقويض الاستقرار تكون اليونيفيل والجيش في دائرة التهديد. ان اليونيفيل تقوم بكافة الاجراءات بمساعدة الجيش اللبناني والسكان لتفادي هذه الاعتداءات، ولا شيء يردعنا عن استكمال مهمتنا والتزامنا بمتابعة تفويضنا من مجلس الامن الدولي.

﴿ كيف هي العلاقة مع الجيش اللبناني؟

÷ علاقتنا مع الجيش جيدة جدا. وهذا الجيش خفض قواته في الجنوب بسبب الاحداث في عدد من المناطق اللبنانية، وما نحبذه تعزيز الجيش في المنطقة، لا سيما وان القرار ١٧٠١ يركز اكثر شيء على التعاون مع الجيش اللبناني.

﴿ الى متى ستستمر اليونيفيل في لبنان؟

÷ عندما يتم تطبيق القرار ١٧٠١ والى ذلك الحين فان اليونيفيل موجودة.

مع الزميل حسين سعد
مع الزميل حسين سعد


تعليقات: