بهية الحريري
تعتبر المعركة الانتخابية في صيدا بمثابة »تصفية حساب« أو معركة »رد اعتبار« و»ثبيت خيارات« بالنسبة لتيار »المستقبل« وحلفائه، ومعركة »تثبيت هوية وانتماء صيدا كمدينة منفتحة وطنية عربية حاضنة للمقاومة وللتنوع« بالنسبة للتنظيم الشعبي الناصري وحلفائه.
واذا كان قانون انتخاب ١٩٦٠ قد سهّل المهمة الانتخابية في مناطق معينة، فإن معركة صيدا ستكون معركة التنافس الحاد على »الصوت الواحد«، لأنها ستخوض التجربة على صعيد الدائرة الفردية الصغرى لا القضاء، أي ان مدينة صيدا فقط هي المعنية بهذه الانتخابات، على غرار الانتخابات البلدية، بعدما فصلت عن منطقة الزهراني، أي عن قرى قضاء صيدا.
والمواجهة في صيدا ستكون وفق الخريطة السياسية للمدينة بين أربع قوى رئيسية، في طليعتها التنظيم الشعبي الناصري بقيادة النائب أسامة سعد، وتيار »المستقبل« بقيادة النائبة والوزيرة حاليا بهية الحريري، التي سيخوضانها مباشرة بأعلى جهوزية، ووفق ما ملكت أيمانهما من كل العدة الانتخابية المعلن منها والمستور، بما فيها التلويح من وقت لآخر بورقة ترشيح رئيس الحكومة ابن صيدا فؤاد السنيورة عن المقعد الثاني الى جانب الوزيرة الحريري.
الجماعة الإسلامية في وارد الانخراط في هذه المعركة، وفق ما جرت العادة، وهي تدرس الصيغ المناسبة لإعلان ذلك مع أنها تنسق مع تيار »المستقبل« في صيدا، وهناك أكثر من صيغة تعاون ولقاءات دورية بينهما. وكان للجماعة الإسلامية في كل الانتخابات السابقة مرشح هو الدكتور علي الشيخ عمار الذي يشغل حاليا منصب رئيس المكتب السياسي ولم يحالفه الحظ.
ويشكل رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري القوة الرابعة مع أنه خارج المنافسة وخارج دائرة الترشح المباشر بعدما حرم قانون الانتخابات الحالي رؤساء البلديات من خوض غمار المعركة الانتخابية، خاصة البلديات الكبرى أو بلديات المحافظات.
وقياسا الى ما تقدم فإنه اذا كانت الانتخابات ونتائجها قد حسمت منذ الآن في الكثير من المناطق اللبنانية، فإن مدينة صيدا قد تشهد أصعب معركة انتخابية وأقساها في تاريخها منذ فجر الاستقلال حتى اليوم، وذلك للتنافس على المقعدين النيابيين المخصصين لها في الندوة البرلمانية، خاصة أن للناخب الصيداوي »مزاجاً« من الصعب جدا تحديد اتجاهه من اليوم، وهو قد يغير نتائج المعركة في اللحظة الأخيرة، ولان نسبة الذين لا يحسمون موقفهم ربما تفوق الـ٢٠ في المئة من عدد الناخبين، ولأنه يبقى خارج كل استطلاعات الرأي وله مفهومه الخاص وهو خارج الاصطفافات السياسية الحادة في المدينة، وفي معظمه من تيار المستقلين الذين يمثلون الاعتدال، وينطلقون دائما من الحرص على وحدة صيدا بكل مكوناتها وعلى التعايش السياسي بين مجموعاتها، لان في ذلك حماية داخلية واستقرارا مع الجوار.
وهناك شريحة كبرى من الصيداويين تؤكد أن معركة صيدا إن حصلت، فسوف يتحدث عنها كل لبنان، لأنه متوقع لها أن تكون الأشد ضراوة من كل المعارك الانتخابية في لبنان، وحتى من المعارك التي كانت تشهدها صيدا عندما كانت ممثلة في البرلمان بنائب واحد (قبل اتفاق الطائف) لأنها ستكون في نظرهم معركة »يوم الحساب« بين »التنظيم الشعبي الناصري« وجمهوره وحلفائه من جهة، و»تيار المستقبل« وحلفائه وجمهوره من جهة ثانية، لتسديد فاتورة نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة حين سقطت اللائحة التي كان يقودها تيار »المستقبل« في المدينة، وخاض معركتها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وفازت اللائحة المدعومة من رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري الذي انتخب رئيسا لبلدية المدينة.
»التنظيم«
مصادر التنظيم الشعبي الناصري تؤكد خوض الانتخابات »بكل إصرار وعناد رغم اعتراضنا من الأساس على قانون الـ٦٠ ودعوتنا أكثر من مرة إلى إعادة النظر في ما اتفق عليه في الدوحة حول تقسيمات الدوائر، مؤكدين أهمية اعتماد قانون الدائرة الكبرى مع النسبية، كونه يخفف من الاحتقان الطائفي والمذهبي ويعيد الاعتبار للخطاب الوطني الجامع في لبنان. والتنظيم الشعبي الناصري، بحسب مصادره، يخوض المعركة وفي جعبته الكثير الكثير الذي قدمه لصيدا مؤخرا ولخصومه السياسيين تحديدا، من جراء تبعات وتداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدها لبنان من دون أن يمنن أحداً في المدينة ومن دون »تربيح جميل لأحد«. فهذا »البيت السياسي« لآل سعد مضت على وجوده عقود من العمل السياسي والجماهيري والمطلبي النضالي منذ أيام المناضل معروف سعد، وسيبقى مفتوحا ولن يستطيع أحد إقفاله لا بمعركة انتخابية ولا بمقعد نيابي ولا بغيره«.
وترد مصادر التنظيم على منتقدي رئيسه النائب أسامة سعد بشأن تحالفاته مع حزب الله والمعارضة عموما بقولها »ان التنظيم الشعبي الناصري ومن خلال تحالفاته الوطنية الكبرى في الجنوب ومن خلال مروحة المعارضة الواسعة، حمى صيدا وأبقاها منيعة محصنة بعهدة أهلها وناسها ولم يسمح بتجاوز الخطوط الحمر للبيوتات الصيداوية، غير آبه بما دفعه من رصيده حيال هذا الأمر بسبب الشحن المذهبي اليومي والتحريض والتعبئة المذهبية اليومية ضده وضد تحالفاته من قبل خصومه السياسيين في المدينة«.
وتشير مصادر التنظيم الى »أن أصحاب الشأن في صيدا يعرفون تمام المعرفة كيف تصرف النائب سعد في صيدا، وكيف أنقذ المدينة وحماها من تداعيات أحداث ٧ أيار، رغم ما حصل فيها من حادث عرضي، وما على المشككين إلا إجراء مقارنة بسيطة وقياس ما حصل في بيروت أو الشمال والبقاع والجبل مع الذي جرى في صيدا«.
من جهته يعرب النائب أسامة سعد بشيء من الاعتزاز عن ارتياحه للوضع الذي تشهده صيدا ويقول »إننا حقيقة مرتاحون للاستقرار العالي المستوى سياسياً واجتماعياً وأمنياً الذي تنعم به مدينة صيدا، على عكس مناطق أخرى في لبنان«. ويؤكد في مجالسه »ان هذا الوضع الذي تعيشه مدينة صيدا والاستقرار هو نتيجة للالتزام بالخط الوطني العروبي المقاوم اللاطائفي واللامذهبي«. ويقول: »اذا كان الوضع غير ذلك لكنا سنشهد كل يوم توترات داخل المدينة وفي محيطها، وان ضمان الاستقرار هو هذا الخط وحماية هذا الخط من مسؤولية الصيداويين كلهم لأنه يعبر عن تاريخهم وقناعاتهم، وأي إخلال بهذا الخط سيؤدي الى صدامات، وان هذا الخطاب الطائفي والمذهبي الذي يحاول البعض ترويجه في نهاية الأمر سيدفع ثمنه أبناء صيدا.
إلا أن سعد يضيف قائلا: »نحن سنحافظ على هذا الخط الوطني وسنحميه برموش العيون لأن قناعاتنا تدعونا لذلك، ونحن ننتمي الى هذه المدينة والى أهلها، وسنكون دائماً في الصفوف الأمامية مع أبناء المدينة للدفاع عن مصالحها وحقوقها وصون أمنها، مع إدراكنا أن هناك قطاعات واسعة من أبناء المدينة مستعدة للدفاع عن هذا الخط بمواجهة كل من يحاول النيل منه وحرفه عن مساره الصحيح«. داعيا الى »إسقاط كل أحاديث الفتن من قاموسنا،ولنسع الى وحدة الصف والموقف لان الخطر الوحيد، الذي يهددنا ولا خطر غيره، هو خطر العدو الصهيوني. لذلك علينا أن نتوحد جميعاً من أجل حماية خطنا الوطني«.
»المستقبل«
من جهته يخوض تيار »المستقبل« في صيدا الانتخابات وعينه على المعركة الشاملة في المدينة، أي على المقعدين ان تيسر له ذلك وفق تعبير جهات صيداوية لفتت الى أن هذا التيار يمني النفس برد الاعتبار على الضربة التي تلقاها في انتخابات بلدية صيدا السابقة، وهو يعد العدة لهذه المعركة بلهفة وشوق كبيرين ويستعجلها متمنيا حصولها اليوم قبل الغد.
وتشير الى أن مناصري »المستقبل« يعتبرون في قرارة أنفسهم أن الأوان قد آن ليوم الحساب والرد في صندوق الاقتراع ... وان صيدا ستقول كلمتها وستحسم خياراتها وتحالفاتها، وأن أول بروفة تعبئة انتخابية كانت عندما استقبلت القاعدة زعيم التيار النائب سعد الحريري في دارة مجدليون بإشراف ومتابعة شخصية من بهية الحريري.
وقد فسرت الجهات الصيداوية ما أشار اليه النائب سعد الحريري في كلمته في المدينة آنذاك، على أنه في وارد خوض معركة مقعدي صيدا، وليس معركة المقعد الواحد، وذلك حين قال ما حرفيته »إن صيدا بجهدكم وبنضالكم سيكون لها في الانتخابات القادمة التمثيل الأفضل بإذن الله«.
مصادر تيار المستقبل أكدت لـ»السفير«، »ان مرشحنا الوحيد لغاية تاريخه هي النائبة بهية الحريري، وهذا قرار التيار وقرار مرجعيتنا السياسية في المدينة حتى الآن، مع أنه من المبكر الحديث عن الشأن الانتخابي في صيدا من حيث المبدأ«.. وأشارت المصادر ردا على سؤال عن تحالفات التيار في صيدا مع الجماعة الإسلامية وغيرها لخوض هذه المعركة بقولها ان »الحديث عن تحالفات ومرشح ثان الى جانب الوزيرة الحريري ايضا من المبكر الحديث فيه والغوص في تفاصيله. وبالنسبة لنا الجماعة الإسلامية حلفاء وأصدقاء، لكن لسنا من نحدد التحالفات، وهذا الامر مرتبط بمرجعيتنا المركزية في بيروت. وحتى لو كانت الانتخابات على الدوائر الفردية، لكن كل شيء مرتبط ببعضه بالنسبة للتحالفات العائدة لتيار المستقبل على صعيد لبنان. فنحن تيار سياسي ولنا مرجعية إن على صعيد صيدا أو على صعيد لبنان«.
وعن صحة ما يتردد عن أن معركة صيدا ستكون الأشد في لبنان ومعركة رد الاعتبار ويوم الحساب، رد المصدر قائلا: نحن لا نفكر بهذه الطريقة، والمسألة ليست ثأرا شخصيا وليس عندنا هذه الروح، والنائبة بهية الحريري لا تخوض معركة تحت هذه الشعارات، لأننا لسنا قبائل، وصيدا مدينة تتعلق بالديموقراطية، والناس تقرر من هو مرشحها في صندوق الاقتراع، وبعد التصويت والفرز نعود عائلة واحدة لأننا كذلك في المدينة مهما كان حجم الخلاف السياسي بيننا، ونحن سنخوض الانتخابات لنصوت لمرشح المستقبل لا للويل والثبور.
وعن إمكان التفاهم مع الخصوم السياسيين في صيدا حول شكل الانتخابات أكد المصدر انه حتى إمكان التفاهم في معركة صيدا مع الخصم السياسي في المدينة أساسه الشيخ سعد الحريري، كونه مرجعية التيار، وهو من يحدد شكل التفاهمات والتحالفات والنظر في هذه المسائل بالتنسيق مع الوزيرة الحريري في صيدا.
البزري
المصادر المقربة من رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ترى أن الاستحقاق الانتخابي المقبل هو مفصل هام في المدينة لما تتمتع به صيدا من تمايز عن بقية المدن اللبنانية المماثلة ولموقعها الحساس ولاحتوائها على ملفات هامة ودقيقة.
وترى أوساط البزري أنه رغم استهدافه بالقانون وإبعاده عن الترشيح والمنافسة النيابية التي تصب في خانة قوى السلطة والأكثرية النيابية التي طرزت القانون على قياس بعض رؤساء البلديات ومنعت الآخرين من الترشح، في محاولة لتطويقه سياسياً، مع ذلك فإن هذا لم ولن يمنع تيار البزري من الاهتمام والمشاركة وبفعالية كبيرة في الاستحقاق الانتخابي، كونه جزءاً من تحالف وطني في المدينة، وبالتالي لهذا التحالف مرشح رئيسي هو الدكتور أسامة سعد. لذا فإن تيار البزري معني بالمشاركة والدعم والتحالف مع التنظيم الشعبي الناصري وكل الهيئات الداعمة لترشيح النائب سعد.
وتؤكد أوساط البزري أن الموقف التاريخي للتحالف الوطني القائم في صيدا بين سعد والبزري، جنّب المدينة الكثير من الارتدادات والأحداث الداخلية المؤسفة التي شهدتها وتشهدها من وقت لآخر مدن أخرى مماثلة، كما أن الموقف الوطني اللامذهبي واللاطائفي والمتمسك بوحدة لبنان وتعايش أبنائه وبدعم مقاومته، هو الذي أراح المدينة وجعلها بحق عاصمة لكل الجنوب والمناطق المحيطة بها. وما الازدهار الذي تشهده شوارع صيدا وأسواقها التجارية والاستقرار الأمني، إلا أكبر دليل على ارتياح كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم ومذاهبهم من موقف المدينة وخطها الوطني، وبالتالي فإن النتائج التي أفرزها الموقف الوطني لمدينة صيدا والمتمثل بالبزري وسعد وحلفائهما، ستعكس نفسها في الانتخابات على مزاج أهل المدينة التي هي بطبيعتها متعالية على الأحقاد والغرائز المذهبية، والتي أظهرت مناعة كبيرة في الماضي ضد المال السياسي ومحاولة تجييرها في أطر لا تعبر عن تاريخها وعراقتها. لذا فإن تيار البزري متفائل بالنتائج السياسية التي ستفرزها الانتخابات النيابية وحجم التأييد للتيار الوطني في المدينة.
الجماعة الإسلامية
تعتبر الجماعة الإسلامية في صيدا على لسان مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود أن الانتخابات النيابية محطة من محطات العمل السياسي، وان الندوة النيابية منبر سياسي نسعى من خلاله الى تحقيق الإصلاح في بنيان النظام السياسي اللبناني، وذلك للانتقال به من دولة اتحاد الطوائف والمذاهب الى دولة القانون والعدالة والمؤسسات.
إلا أن حمود يرى أن العودة الى قانون ١٩٦٠ يعد خرقاً وتجاوزاً لاتفاق الطائف، الذي أعادنا خمسين عاماً الى الوراء، لأننا نعتبر ان أفضل قانون انتخابي يتناسب مع تركيبة لبنان الطائفية والمذهبية، ويحقق نوعاً من العدالة المطلوبة وهو جعل لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية أو الدائرة الكبرى على أساس النسبية. كما أن القانون المركب الذي وضعته لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس بتكليف من مجلس الوزراء أفضل بكثير من قانون ،١٩٦٠ لان ما أقر في الدوحة هو قانون يناسب أمراء الطوائف والمذاهب.
ويشدد حمود على أن الجماعة الإسلامية ستشارك في الانتخابات النيابية ترشحاً واقتراعاً في كل مناطق وجودها على الساحة اللبنانية، وخاصة في المناطق التي تملك فيها حضوراً وازناً، أما التحالفات فستكون منسجمة مع قناعات الجماعة وثوابتها بما يشكل حصانة لوحدة الصف والاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك. أما على مستوى مناطق الترشيح وأسماء المرشحين والإعداد الداخلي والتحضير اللوجستي فهو يجري على قدم وساق داخل مؤسسات الجماعة التنظيمية وعند الانتهاء يُعلن عن ذلك.
المزاج الصيداوي
وانطلاقا مما تقدم فإن كل الامور ستبقى مفتوحة في عاصمة الجنوب بانتظار الكلمة التي سيعلنها »مزاج« أهل المدينة في صندوقة الاقتراع، لان للمزاج الصيداوي اليوم رأياً مختلفاً جدا عن أصحاب الانقسامات السياسية وهو تواق أكثر من أي وقت مضى الى أن يرى مدينته موحدة وممثلة بتنوعها السياسي في الندوة النيابية. ويعبر عن هذا المزاج اليوم تيار يتبلور في المدينة من مجموعة مستقلين ليست لديهم طموحات سياسية، انما لهم رأي سياسي في مدينتهم، ولديهم حيثية في الشارع الصيداوي، ويتهيأون للعب دورهم في حماية استقرار المدينة السياسي من خلال مطلب استمرار تمثيل أسامة سعد وبهية الحريري في البرلمان، وذلك حرصا منهم على ألا تفرض عليهم هذا المعادلة فرضا من خارج المدينة، وتكون نتيجة لتسوية سياسية معينة في لعبة التوازنات والمعادلات على صعيد لبنان، فيما يريدونها نابعة من مصلحة سياسية صيداوية داخلية أولا وأخيرا..
ويعبّر عن هذا الرأي المهندس نبيل الزعتري الذي يؤكد أن صيدا يجب أن تتمثل في البرلمان بقواها الأساسية، أي من خلال النائبين بهية الحريري وأسامة سعد حاليا، وهذا أسلم للمدينة، وذلك ليس حباً بشخصيهما وليس من أجل التوريث السياسي، بل لأنهما يجب أن يمثلا المدينة حاليا، وذلك لحين تغيير قانون الانتخابات وانطلاقا مما يمثله كل شخص منهما، ان كان في الموالاة أو المعارضة أو على صعيد الشارع الصيداوي وانفتاحه على الجنوب.
ويشدد الزعتري على ان صيدا اليوم بحاجة لهذا التنوع في التمثيل السياسي، لان فيه حمايتها واستقرارها واعتدالها وتواصلها مع كل محيطها، ولأنها ليست جزيرة منفصلة أو معزولة، ولأننا شاهدنا ما سببته وتسببه أحادية التمثيل وأحادية اللون الواحد، إضافة الى ما شهدناه من أحداث وقعت في غير منطقة من لبنان انطلاقا من أحداث ٧ أيار، وكيف بقيت صيدا خارج هذه الأحداث، وذلك بسبب وجود معارضة قوية في المدينة فرضت رأيها الصيداوي على بقية المعارضة. لذا فإن صيدا بحاجة لجهود أسامة سعد وبهية الحريري ووجودهما في البرلمان.
هل سيتمكن المزاج الصيداوي من فرض شروطه على اللعبة السياسية في صيدا من خلال فرض معادلة ثنائية سعد والحريري؟ وهل سينجح سعاة الخير، على غرار ما جرى سابقاً وأثمر إيجابيات بشأن قضايا تهم مدينة صيدا والجوار .. ام تدخل المدينة في النفق؟
هناك تجربة سابقة في صيدا خاضها »المزاج الصيداوي« أو»المستقلون« في أول انتخاب مجلس بلدي في المدينة بعد »الطائف« من خلال ما قام به المهندس نبيل الزعتري حين أدار اجتماعات ولقاءات صيداوية لفرض واقع محايد على العملية الإنمائية في صيدا وعلى القوى السياسية التي أدارت معركة البلدية، وتجربة اخرى قام بها »الشاهدان الصيداويان« رجل الاعمال محمد زيدان ومدير مركز لبيب الطبي معين أبو ظهر قبل نحو ثلاث سنوات، حين تمكنا من جمع النائبين بهية الحريري وأسامة سعد، وكانا شاهدين على ما دار بينهما، إضافة الى تجربة القوة الثالثة الصيداوية أو »لجنة العشرة« قبل أكثر من سنة ونصف التي حاولت فرض التهدئة على الأطراف السياسية في المدينة، حين استفحل الصراع السياسي فيها.
يذكر أن عدد الناخبين في صيدا ٥٢ ألف ناخب تقريبا، بينهم أكثر من ٤٣ ألف مقترع من الناخبين السنة، وحوالى ٥٠٠٠ مقترع من الناخبين الشيعة ونحو ٤٠٠٠ مقترع من الناخبين المسيحيين، إضافة الى الأقليات.
تعليقات: