الضنية ـ
أقدم عشرات الأشخاص على اقتحام مكتب مؤسسة كهرباء لبنان في بلدة سير ـــــ الضنية بعد عصر أول من أمس، وعبثوا بمحتوياته ومزقوا وأتلفوا مئات الفواتير والملفات وطلبات المواطنين ومعاملاتهم الإدارية، بعدما كانوا قد نفذوا اعتصاماً أمام المكتب، وأشعلوا خلاله إطارات السيارات، احتجاجاً على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عن المنطقة، ما سبّب انقطاع السير على الطريق الرئيسية التي تربط المنطقة بطرابلس بعض الوقت، ما اضطر السائقين إلى سلوك طرقات بديلة. وعلى الأثر حضر إلى المكان عناصر الأدلة الجنائية واستخبارات الجيش وفصيلة مخفر درك سِير ـــ الضنية لإجراء التحقيقات، بعدما تبيّن أن الفوضى التي عمّت المكان كانت كبيرة. وفيما رفض مدير المكتب مصطفى شمّا التحدث في الموضوع، أشار موظفون في المكتب إلى أن «الأشخاص الذين هاجموا المكتب وعبثوا بمحتوياته كانوا ملثمين، ولم يتسنّ لنا معرفة هوياتهم». واعترض رؤساء بلديات في الضنية على ما حدث، معتبرين أن الاعتداء على المكتب غير مقبول، وقال أحدهم لـ«الأخبار» إن إيصال الصوت للمسؤولين يقتضي الاعتصام أمام وزارة الطاقة أو أمام معامل إنتاج الكهرباء بدلاً من تخريب مكتب مهمته تقديم الخدمات للمواطنين.
وسبق عملية الاحتجاج قيام عدد من أهالي المنطقة بمراجعة عضو كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت في منزله في بلدة سير، وشكوا له انقطاع التيار الكهربائي عنهم مدة زمنية أكثر من فترة التقنين المعتادة، الأمر الذي يفاقم معاناة الأهالي في ظلّ موجة الصقيع التي تضرب المنطقة، إلا أن تلاسناً حاداً نشب بينه وبينهم على خلفية اتهامه لهم بعدم دفعهم فواتير الكهرباء المتوجبة عليهم، بحسب ما كر أحدهم لـ«الأخبار»، الذي أضاف أنهم ردوا عليه بأنه لا يريد أن يخدمهم تحت حجّة أنه لا يمون على وزير الطاقة آلان طابوريان لأنه ينتمي إلى الفريق الآخر. وقد دفع هذا النقاش بعضهم إلى القيام بردة الفعل المذكورة أعلاه، وخاصة لناحية إقفال الطريق الرئيسية. وقد تدخلت بعض الفعاليات لإقناع المحتجين بفتح الطريق، فحصل تلاسن وتدافع بين الطرفين. ثم تطوّر الأمر إلى هجوم البعض على المكتب وتخريبه، ولم ينته التحرك إلا بعد حضور تعزيزات أمنية أعادت فتح الطريق، لكن من دون توقيف أحد.
تعليقات: