حين غضب نواف الموسوي

نواف الموسوي
نواف الموسوي


«أرحّب بالسفير المصري السابق لدى إسرائيل السيّد محمد بسيوني». ما كاد مارسيل غانم ينهي عبارته في حلقة أول من أمس من «كلام الناس»، حتى أعلن مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، نوّاف الموسوي (الصورة)، انسحابه من البلاتوه. لم يزعج الأمر «سعادة السفير» الذي ذكّر الموسوي بأنّه يوم قاتل «في حروب الـ1956 والـ1967 والاستنزاف والـ1973... كان الأخ اللي انسحب بيلعب»! أما غانم، فاستفاد من هذه الخطوة ليضفي بعض الأكشن على حلقته، وراح يطارد بسيوني كي ينتزع موقفاً من تلك الخطوة المفاجئة.

انسحاب الموسوي المؤقت ـــــ فقد عاد إلى الاستوديو بعد انتهاء الاتصال ـــــ هل كان الحلّ الأفضل؟ لمَ لمْ يواجه محاوره المصري الذي شارك في كل الحروب؟ السؤال تصعب الإجابة عنه في ظل الظروف الدمويّة التي تحاصر أهل غزة، وسط التواطؤ الرسمي العربي. ربّما اختزن مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله طاقته للردّ على راغدة درغام في الجزء الأخير من «كلام الناس».

استعادت مراسلة «الحياة LBC» في نيويورك الخطاب الأميركي ـــ الإسرائيلي الذي تبنّاه «المعتدلون العرب»، محمّلة مسؤولية ما يجري لـ«حماس» وقبلها لـ«حزب الله» في صيف 2006. ودافعت عن الأنظمة العربية، كما اتهمت المقاومة في لبنان وفي فلسطين بجرّ بلديهما إلى الحروب، «ومن بعدها قالوا أنقذوني بوقف إطلاق النار...». كانت هذه العبارة كافية كي يغضب الموسوي على درغام: «الإعلام المأجور والمدفوع ثمنه يواصل هجومه على المقاومة... جماعتك الذين يموّلون هذا الإعلام هم من طالبوا بوقف إطلاق نار ونحن أسقطناه في وادي الحجير».

----------------------

وكتبت السفير:

غزة أشعلت »كلام الناس«

هادي نعمة

انعكس واقع العالم العربي والانقسامات فيه بخصوص العدوان على غزة، بوضوح في حلقة »كلام الناس«، أمس الأول، على نحو زاد كثيراً من حرارة النقاش المدار حول غزة المحاصرة وإمكانية فتح »معبر الجوار«، وتطور إلى أكثر من رد انفعالي في أكثر من محور.

انتهت الحلقة مع تأكيد ممثل حركة »حماس« في الحلقة محمد نزال أنه لن يشارك في أي برنامج سياسي على »أل بي سي «، لأنه لم يسنح له الوقت الكافي للتعبير عن موقفه (وهو اعتراض كان قد قاله من قبل في برنامج »الحدث« مع الزميلة شذا عمر).

لم تكن نهاية الحلقة أقل دراماتيكية من بدايتها، إذ فور إعلان الزميل مارسيل غانم استضافة السفير المصري في إسرائيل محمد البسيوني عبر الأقمار الاصطناعية، قاطعه مسؤول العلاقات الدولية في »حزب الله« نواف الموسوي، موضحاً أنه، ومن يمثل، لن يظهروا في برنامج مع شخصيات عربية لها علاقة ديبلوماسية بإسرائيل، مؤكداً أنه سيغادر مقعده في الاستوديو أثناء الاستضافة. وهذا ما حصل تماماً ما إن بان السفير المصري واستمر »احتجاب« الموسوي إلى أن انتهت مداخلة بسيوني.

منذ البداية أتى كلام الموسوي »مضاداً« لما قالته لاحقاً مديرة مكتب »الحياة ـ أل بي سي« في نيويورك، ما شكل أرضية للمواجهة في ختام الحلقة، خصوصاً انه ندد بالتخاذل العربي وأخذ على عاتقه تبيان تأثير التقصير هذا على ما يعانيه أهل غزة..

كان السفير بسيوني، خلال الحلقة، قد ردّد خطاب شريحة واسعة من الديبلوماسية العربية في هذه المرحلة، لجهة ضرورة الوصول إلى اتفاق داخلي بين »حماس« و»فتح« ولزوم وقف العدوان على الأبرياء، من دون أن يتطرق إلى الدور المصري في إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للشروع في عدوانها (وهو ما لم يسأل عنه غانم مباشرة).

لكن يبدو أن كلام بسيوني مضافاً إليه كلام الزميلة درغام لاحقاً، جعل الحلقة »تتفجر« أكثر فأكثر. إذ كانت درغام تتحدث عن »الدور العربي الجبار في كسر إرادة الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني لدى مجلس الأمن وفرض تمرير القرار الذي صدر أمس الأول القاضي بوقف إطلاق النار على غزة«، مشيرة في سياق كلامها إلى القرار ١٧٠١ الصادر في آب ،٢٠٠٦ الذي »أوقف الحرب في لبنان وخلّص المقاومة من مأزق كانت فيه تحت نيران الآلة العسكرية الاسرائيلية«. هنا، كان دخول الموسوي على خط درغام، فتوجه إليها، لا إلى مارسيل، ليقول إن المقاومة »بالعزيمة والنضال في الميدان هي من أحبط المخطط الأميركي الصهيوني«، وان القرار ١٧٠١ أتى نتيجة إخفاق المخطط هذا«. بعدها كان هجوم مباشر على ما اسماه الموسوي بـ»الأقلام المأجورة« (قاصداً درغام) التي تروّج لما تريده أنظمة ذات مآرب في المنطقة. فلم يكن من درغام إلا أن حاولت الدفاع عن نفسها قائلة »لطالما دافعتُ عن خط الممانعة العربي لا سيما حزب الله«، في وقت استمر هجوم الموسوي بشكل صعّب سماع ما تقوله.

إذاً التماس كان مباشراً بين سياسي وإعلامية في »كلام الناس«، وأكيد أن غزة أيقظت مرة أخرى كلاماً كثيراً عن كواليس حرب لبنان.. فكانت مواجهات بالجملة، سنشهد مثلها بكل تأكيد في الكثير من البرامج الحوارية في الأسابيع والأشهر المقبلة.

مارسيل غانم
مارسيل غانم


تعليقات: