عسكريّون لبنانيّون ودوليّون في بلدة الماري
حاصبيا:عساف بورحال،
الهبارية: نداء بو همين،
بنت جبيل: داني الامين،
فيما كل العيون موجّهة إلى ما يجري في غزة، أدار إطلاق صواريخ الكاتيوشا أمس من منطقة حاصبيا على مستعمرة «كريات شمونة» شمال فلسطين المحتلة، العيون إلى الجبهة الجنوبية، التي عاش أهلها ردود فعل متفاوتة على هذا التطور، فيما اخترقت إسرائيل الشبكة الثابتة للهاتف، مهددة المدنيين ما لم يتّعظوا من غزة! ويقول مراسل «الأخبار» في منطقة حاصبيا ومرجعيون، عساف بورحّال، أن منطقة العرقوب عادت إلى الواجهة مجدداًً بعد إطلاق مجموعة صواريخ صباح أمس، استهدف 5 منها مستعمرة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة، فيما سقط اثنان جنوب بلدة الماري وسط منطقة زراعية مفتوحة دون أن يحدثا أضراراً. وقد ردت قوات الاحتلال بقصف مدفعي محدود وضيّق. وتأتي حادثة إطلاق الصواريخ بعد 5 أيام من عثور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل على مجموعة صواريخ قديمة العهد في خراج بلدة كفرحمام في العرقوب.
وفي التفاصيل، استفاق أهالي العرقوب الثامنة والنصف صباحاً على أصوات انفجارات متتالية، مصدرها المنطقة الفاصلة بين بلدتي الهبارية وكفرحمام. حيث تبين أنها ناتجة من إطلاق صواريخ باتجاه فلسطين المحتلة، ما دفع بقوات الاحتلال إلى رد سريع، فأطلقت مدفعيتها من داخل المزارع نحو 14 قذيفة من عيار 155 ملليمتراً، توزعت على خراج قرى: الهبارية، كفرحمام وحلتا، وبعض منها سقط في محيط مجرى الحاصباني قرب وطى الخيام. ورافق القصف المدفعي تحليق لطائرة تجسس من دون طيار، أعقبها تحليق محدود للطائرات الحربية المعادية فوق العرقوب.
وتعتبر حادثة أمس محدودة، إذ لم تحمل في طياتها نيات تصعيدية من الجانبين. فالصواريخ من الطراز القديم وخفيفة العيار وغير معدّلة، والمنطقة التي أطلقت منها بعيدة نسبياً عن الحدود الدولية، في إشارة إلى عدم تمكّن حامليها من اجتياز حاجز الجيش اللبناني على معبر رئيسي عند مثلث كفرحمام ــ الهبارية ــ راشيا الفخار. لذا أطلقت من منطقة بالقرب من كفرحمام. كذلك فإن سقوط صاروخين في منطقة سهل الماري هو دليل آخر على قدم هذا السلاح وتدنّي مستوى الخبرات العسكرية لدى مطلقيه. كذلك يعتبر الرد الإسرائيلي محدوداً، إذ أتى في إطار ضيق واقتصر على نحو 14 قذيفة مدفعية استهدفت مناطق جبلية وزراعية دون أن توقع خسائر.
هذه الحادثة انعكست سلباً على الحياة اليومية في مناطق مرجعيون وحاصبيا والعرقوب، حيث شلّت الحركة وخيّم جوّ من الحذر والترقب. وأقفلت كل المدارس أبوابها وسط انتشار أمني مكثف لوحدات الجيش اللبناني، فيما نصحت قوات اليونيفيل السكان بعدم التجول. ووصفت سهام حمدان من شبعا الوضع بأنه على كفّ عفريت، وحادثة اليوم أجبرتها وأولادها الستة على ترك منزلها عند أطراف البلدة خوفاً من تفاقم الأوضاع. وقالت: «ما جرى صباحاً ذكّرنا بأجواء حرب تموز». ورأى مدير مدرسة الهبارية سعيد حمود أن «أصوات إطلاق الصواريخ أرعبت التلامذة، ما أجبرنا على إقفال المدرسة». وقال: «لو عاد الأمر لي لما أقفلت المدرسة، وهذا هو رأي المنطقة التربوية التي اتصلت بها». ورأى الرجل في ما حدث «عملاً طائشاً لا يؤدي إلى النتيجة المرجوّة»، مميّزاً «حرب تموز التي كان لها خصوصيتها». وقال شريف حمود إن المدرسة لم تستقبل تلامذتها لأن الحادثة وقعت على مسافة 200 متر من مدرسة الإيمان التابعة لجمعية التربية الإسلامية. وقال: المدارس فعلت خيراً حين أقفلت، إذ لا أحد يتحمل مسؤولية الردّ الإسرائيلي». وحين «أتى الرد محدوداً سادت حال من الاسترخاء لدى الأهالي». وأفاد مصدر أمني بأن قوة من الجيش اللبناني عثرت ظهراً على ثلاثة صواريخ أخرى منصوبة في المنطقة نفسها ومعدّة للإطلاق.
وقرابة الواحدة ظهراً (الهبارية ــ نداء أبو همين) قطع الجيش اللبناني وكتيبة الهنود التابعة لقوات الطوارئ طريق الهبارية ـــ كفرحمام، حيث عمد الجيش إلى تفتيش المنطقة التي افترض أن الصواريخ انطلقت منها، فيما حلقت طائرات إسرائيلية على علوّ منخفض جداً، لخمس دقائق، وقد فضّل بعض الأهالي النزوح باتجاه بيروت.
أما في منطقة بنت جبيل، فقد قال مراسل «الأخبار» داني الأمين أن إطلاق الصواريخ لم يثر الرعب في قلوب الجنوبيين كما حصل الأسبوع الفائت. لذا، لم تقفل المدارس الرسمية والخاصة أبوابها، إلا في قرى محدودة، رغم محاولة بعض أهالي الطلاب الاتصال بمدارس أطفالهم، طالبين تعطيل المدارس تحسّباً لأيّ تطور أمني قد يطرأ، ولم يسجل أي تهافت على المحال التجارية ومحطات الوقود. لكن قرى وبلدات مرجعيون تفاعلت بطريقة مختلفة مع الموضوع، وهي الأقرب إلى حاصبيا. فأقفلت غالبية المدارس الرسمية والخاصة أبوابها هناك، فور ورود نبأ إطلاق الصواريخ، ولا سيما في بلدات: مرجعيون، كفركلا، العديسة، القنطرة وحولا المتاخمة للحدود.
محمد حمدان، صاحب أحد المحالّ التجارية المقابلة للمواقع الإسرائيلية على الحدود، في بلدة ميس الجبل، يقول «سأبقي محلّي مفتوحاً ولن أقفله، وعلى المقاومين هنا أن يطلقوا صواريخهم إلى المستعمرات، وبكثافة. فالوضع لم يعد يحتمل، وأطفال غزّة من حقهم أن يجدوا من يساندهم في مأساتهم هذه». وبيّن حمدان أن «المدافع الإسرائيلية أطلقت قذائفها من موقع «خلّة المغارة» القريب من بلدة ميس الجبل، والأهالي هنا سمعوا أصوات هذه المدافع، ما أدى إلى إقفال بعض المدارس، لكنهم لم يتركوا بلدتهم أو ينزلوا إلى الأماكن الأكثر أمناً، فهم اعتادوا على العدوان، وجهّزوا أنفسهم لأي مواجهة قد تحصل». ويرى محمد ترمس، من بلدة طلّوسة، أن «ما يحدث الآن يجب أن يحدث في كل البلدان العربية القريبة من فلسطين، فمن الطبيعي أن تطلق الصواريخ على هذا العدوّ الذي لم يرأف بالأطفال الرضّع، ولا يطبّق القرارات الدولية، فهل نخاف نحن على خراق القرار 1701، أو يخاف الجبناء من الحكّام العرب على انزعاج الولايات المتحدة الأميركية؟ ليس الفلسطينيين وحدهم الذين عليهم إطلاق الصواريخ، بل نحن أيضاً علينا ذلك، وخاصة أننا أصبحنا نعرف هذا العدو جيداً، ولم نعد نخافه على الإطلاق». وبعد الظهر، أفاد مواطنون في الجنوب أنهم تلقّوا اتصالاً بصوت مسجّل على هاتفهم الثابت يقول «أنتم شعب الجنوب تسمحون للفلسطينيين والقاعدة وحزب الله بإطلاق الصواريخ من أراضيكم وهذا ما سيعود عليكم بالدمار والخراب، عليكم أن تتّعظوا من غزة. التوقيع دولة إسرائيل».
---------------------------------
وكتبت النهار
الصواريــخ تستــدرج إنــذاراً إسرائيليــاً للبــنان..
نفذت وحدات الجيش المتمركزة في الجنوب والقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" انتشاراً واسعاً بعد ظهر امس وفي ساعات المساء، كما اتخذت اجراءات امنية وصفت بأنها الاوسع، بعدما ارسلت الى الجنوب قوى اضافية من المغاوير، اثر اطلاق دفعة اخرى من الصواريخ على شمال اسرائيل صباحاً.
وعكست الاجراءات العسكرية المتخذة الخطورة التي تمثلت في تكرار ظاهرة اطلاق الصواريخ "المجهولة" من المناطق الحدودية على اسرائيل للمرة الثانية منذ بدء الحرب الاسرائيلية على غزة.
وبدا السباق على اشده بين محاولات توريط لبنان في الصراع العسكري مع اسرائيل، والاستنفار الامني والسياسي لمواجهة هذه المحاولات، اذ اقترنت الاجراءات العسكرية اللبنانية والدولية في الجنوب بمواقف سياسية بارزة لمختلف الاطراف، ولا سيما منهم "حزب الله"، في نفي مسؤولية لبنان عن اطلاق الصواريخ.
وعلمت "النهار" ان لبنان تبلّغ امس، عبر جهات دولية، انذاراً إسرائيلياً باستعمال سلاح الطيران والقصف للرد على الصواريخ في حال تكرار اطلاقها. وافادت المعلومات ان الاتصالات العاجلة والكثيفة التي اجريت عقب اطلاق ثلاثة صواريخ على شمال اسرائيل وسقوط اثنين آخرين داخل الاراضي اللبنانية لم يبلغ مداهما الوجهة المقصودة، استغرقت ثلاث ساعات وشاركت فيها الحكومة والقوة الدولية والامم المتحدة سعياً الى احتواء الموقف وتجنب تصعيده.
وابلغت الجهات الدولية مجدداً ان لا مسؤولية للبنان في اطلاق هذه الصواريخ، وان مجموعات مجهولة اطلقتها وان القوى العسكرية اللبنانية والدولية ناشطة في التحقيق والتعقّب لوضع حد لهذه الظاهرة. كما ابلغت ان لبنان يعتبر ان الرد الاسرائيلي على الصواريخ هو انتهاك واضح للقرار 1701، خصوصاً ان الدولة العبرية لا تلجأ الى القواعد التي يلحظها القرار لدى حصول اي خرق بابلاغ القوة الدولية وانتظار جوابها.
وادرجت مصادر معنية الانذار الاسرائيلي في اطار حرب نفسية وضغوط تمارس على لبنان.
وقالت مصادر امنية لـ"النهار" ان الرادار التابع للوحدة الفرنسية في القطاع الشرقي لم يرصد اطلاق الصواريخ الخمسة من منطقة الهبارية في العرقوب، كما ان اسرائيل لم تسمح للقوة الدولية بمعاينة مواقع سقوط الصواريخ الثلاثة وتصويرها، ولم تعرض اسرائيل صوراً لاماكن سقوط الصواريخ.
وكانت الصواريخ اطلقت صباح امس من منطقة العرقوب، فسقط ثلاثة منها في محيط مستوطنة كريات شمونة في الجليل التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الحدود الدولية مع لبنان، بينما سقط اثنان آخران جنوب بلدة الماري الحدودية في القطاع الشرقي. وقامت وحدات من الجيش و"اليونيفيل" بحملة تمشيط واسعة للاحراج المحيطة بالهبارية والفرديس وراشيا الفخار وكفرحمام وكفرشوبا.
ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي ثقيل طاول محلة تل الزعتر بين الخيام والماري.
واعلنت قيادة الجيش ان "جهة مجهولة اقدمت في منطقة العرقوب على اطلاق صواريخ عدة في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة قام بعدها العدو الاسرائيلي باطلاق قذائف مدفعية عدة على دفعتين في اتجاه المنطقة المذكورة". واكدت القيادة "التزامها الدقيق تنفيذ موجبات القرار 1701 وعدم السماح لاي كان بالعبث بمسيرة الامن والاستقرار واستخدام الجنوب منصة لتوجيه الرسائل والمواقف العبثية التي لا تخدم الا العدو الاسرائيلي". كما اشارت الى خرق اسرائيل القرار 1701 "والتعدي على لبنان قبل جلاء ملابسات الحادث".
وضبط الجيش و"اليونيفيل" لاحقاً ثلاثة صواريخ معدة للاطلاق.
وقام قائد الجيش العماد جان قهوجي بجولة على القوى العسكرية في الجنوب في اطار اشرافه على جهوزية الجيش لمواجهة اي طارئ. وقال للضباط والعسكريين: "اننا لن نسمح لاي طرف بأن يجرنا الى معركة تفرض علينا بتوقيتها ومكانها". واضاف: "نحن لسنا بطبيعة الحال حراس حدود لاسرائيل، بل نحن حماة للسيادة الوطنية، ومهمة الجيش في الجنوب احترام القرار 1701 وتنفيذه وجميع الجهات ملتزمة هذا المنحى وترفض اي خرق للقرار 1701". ولاحظ ان "اسرائيل هي التي تخرق القرار الدولي لانها لا تنتظر نتائج التحقيق الذي تجريه القوة الدولية. فلبنان ليس هو من يطلق الصواريخ على اسرائيل، بل ان جهات مجهولة هي التي تقوم بذلك واسرائيل ترد بالقصف خارقة القرار 1701 قبل ان يكشف التحقيق هوية مطلقي الصواريخ".
وعلمت "النهار" ان الجيش عزز اجراءاته الامنية وارسل سرية ثالثة من مغاوير البحر لتنضم الى سريتين تنفذان اساساً انتشاراً في الجنوب.
أما على صعيد المواقف الحكومية والسياسية، فرأى وزير الاعلام طارق متري، في اطار ادانته اطلاق الصواريخ، ان هذا العمل "يستهدف الاجماع اللبناني وكل القوى السياسية الممثلة في الحكومة وكذلك التأييد الفلسطيني والعربي للاجماع اللبناني".
وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ ان "الصواريخ التي تطلق او يعثر عليها في الجنوب ليس لها اي احتضان سياسي".
وأعلن وزير العمل محمد فنيش مساء ان "حزب الله" ينظر الى ما حصل أمس في الجنوب من اطلاق للصواريخ على انه "عدوان اسرائيلي على لبنان لاننا لا نعلم من اطلق هذه الصواريخ، ولا علاقة لنا بها ولسنا معنيين أبداً بأن نكون في خدمة أمن المعتدي الاسرائيلي". ورفض "استغلال العدو الاسرائيلي لهذا الحادث ليمارس عدوانه". وطمأن الى ان "هذا العدو يحسب الف حساب قبل ان يقدم على اي حماقة عسكرية على ارض لبنان".
ومساء صرح رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، عقب لقائه الأمين العام لـ"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة، بأن "لبنان ليس في حاجة الى صواريخ تطلق بين الحين والآخر على اسرائيل من اجل خرق التضامن العربي أو من أجل اجبار لبنان على حضور قمة خارج التضامن العربي". وأضاف: "لسنا في حاجة الى صواريخ، وهذا لمصلحة المقاومة واهل الجنوب ولمصلحة التجربة الاحتضانية الكبرى التي عشناها عام 2006". وطالب بترحيل الخلافات الداخلية والعربية "من اجل الوصول الى الحق الفلسطيني المشترك والموحد".
أما عن مشاركة لبنان في القمة العربية التي دعت اليها قطر، فأوضحت أوساط حكومية ليل أمس لـ"النهار" ان لبنان اتخذ موقفاص مبدئياً يربط مشاركته بميثاق الجامعة العربية وتوافر العامل التوافقي للقمة. وأشارت الى ان نصاب القمة لم يكتمل واي قمة يفترض ان تكون للاتفاق وليس للخلاف واذا كانت نتيجتها مزيداً من الشرذمة فيجب الا تعقد. ولفتت الى حصول متغيرات منها تقدم المفاوضات الجارية في القاهرة، وانعقاد القمة الخليجية، وتراجع الصومال عن مشاركتها في قمة قطر مما يحول دون اكتمال النصاب. وذكرت ان مساعي تبذل للاتفاق على جعل القمة الاقتصادية في الكويت المكان الملائم للوصول الى تفاهم عربي.
بان
• في عمان (رويترز) اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عن انزعاجه من تقارير عن شن هجمات صاروخية من لبنان على اسرائيل، وحث جميع الاطراف في المنطقة على تجنب التحركات التي قد تزيد الموقف تفاقماً.
وقال للصحافيين في العاصمة الاردنية: "هذا وضع مزعج جداً، ومقلق جداً، ومسبب للمشاكل على نحو كبير". وأضاف ان قوة حفظ السلام في لبنان تحقق في الهجمات الصاروخية التي شنت من داخل لبنان، و"احث مجدداً وبقوة جميع الاطراف المعنيين في هذه المنطقة على ان يمتنعوا عن القيام بتحركات عنيفة على هذا النحو والتي قد تزعزع الوضع".
-------------------------
لبنان أطلع واشنطن على الاجراءات لمنع إطلاق "الكاتيوشا"
أبدت مصادر اميركية مسؤولة قلقها لاطلاق صواريخ "كاتيوشا" من لبنان على اسرائيل للمرة الثانية منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، واعتبرت ذلك انتهاكا لقرار مجلس الامن 1701. لكنها سارعت الى القول انها تدرك ان الحكومة اللبنانية تبذل قصارى جهدها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وان ثمة ادراكاً في لبنان واسرائيل ان مصلحة الطرفين تقضي بمنع تدهور الوضع الامني على الحدود بينهما.
وقالت المصادر الاميركية لـ"النهار" ان الحكومة اللبنانية طمأنت وزارة الخارجية الاميركية الى الاجراءات التي اتخذتها بالتعاون مع القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" في جنوب لبنان لمنع مثل هذه الحوادث واحتوائها، في اتصالات اجراها السفير اللبناني في واشنطن انطوان شديد مع السفير جيفري فيلتمان نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ومساعده ديفيد هيل.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك قد لاحظ ان أي طرف لم يعلن مسؤوليته عن هذه الاعمال، وقال انه لا مصلحة لاي طرف في توسيع رقعة القتال، واشار الى ان الحكومة اللبنانية كانت قد نددت بالحادث الاول، الذي وصفه بانه حادث معزول.
ومع ان المسؤولين الاميركيين يمتنعون عن توجيه اصبع الاتهام الى أي طرف لبناني، الا انهم يميلون الى لوم عناصر فلسطينية.
واشنطن – من هشام ملحم
---------------------------------
العجز عن كشف مطلقي الصواريخ يقلق الدول المشاركة في "اليونيفيل"
تتواصل يوماً بعد يوم محاولة تسخين الجبهة مع اسرائيل انطلاقاً من الاراضي اللبنانية بأيدي "جهة مجهولة" في ظل استمرار معرفة او غض طرف، او عجز من السلطات الامنية، لبنانية ودولية في الجنوب عن اعتقال مطلقي الصواريخ من مسافة تبعد عن الحدود الدولية، ثلاثة كيلومترات او اربعة مما ينتج رداً مدفعياً اسرائيلياً مباشراً على مصدر النار ونشر حال هلع لدى سكان القرى المجاورة واقفال المدارس وهرب بعض الاهالي الى امكنة اكثر اماناً وعدم عودتهم الا بعد التثبت من ان قراهم لن تتعرض لاي قصف. ويلي ذلك استنفار ودوريات وطمأنة الى ان الصواريخ التي اطلقت من صنع قديم. وفي الجهة المقابلة، يتهم المسؤولون من سياسيين وعسكريين بصوت عال، هذه المرة، الحكومة اللبنانية وقوة "اليونيفيل" بـ"التقصير" في ضبط الحدود ويقرون اتهامهم هذا بتهمة الى تنظيمات فلسطينية بأنها تقف وراء اطلاق الصواريخ كل مرة. وعلى رغم التأكيدات الرسمية ان لبنان لا يريد فتح اي جبهة مع اسرائيل وذلك بقرار من جميع مكونات الحكومة بما فيها "حزب الله" ان لبنان لا يريد فتح جبهة الجنوب مع شمال اسرائيل.
ويتبع ذلك فتح السلطات الاسرائيلية المختصة الملاجئ امام السكان للاختباء تحسباً من تكرار القصف وتعطيل المدارس الى ان تتأكد عودة الاحوال الى هدوئها السابق.
وتتزامن محاولة توتير الجبهة بين لبنان واسرائيل مع ارتفاع منسوب التفاؤل في امكان التوصل الى اتفاق يمكن ان يؤدي في الايام المقبلة الى وقف الحرب الاسرائيلية على غزة المستمرة منذ 20 يوماً، وفق ما توقع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس وكذلك وفد "حماس" في ختام محادثاته مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. وستتبلور الامور اكثر فأكثر اليوم مع عودة الموفد الاسرائيلي الى القاهرة عاموس جلعاد للاطلاع على ما اتفاق عليه بين الجانب المصري وممثلي "الحركة".
وسألت مصادر ديبلوماسية الى متى سيفلت الذين يودون اعادة لبنان الى مواجهات مع اسرائيل في هذا الظرف تحديداً، علماً ان الفاعلين يدركون ان ما يقومون به يبرر لاسرائيل ان توجه ضربات موجعة للبنان بكامله وليس الى "حزب الله" وحده باختيار اهداف معينة بين منازل لمسؤولين او مقار للتجمعات او مراكز اجتماعية او مساجد؟
ودعت الى التعجيل في كشف الجهة التي تقوم بتلك العمليات لتوريط لبنان في عدوان اسرائيلي جديد عليه كادت ان تنفذه عام 2007 بانزال في حرج بيروت وفي كلية العلوم التابعة للجامعة اللبنانية في الشويفات، مع انزال بحري وشن هجمات على اهداف تختارها. وفي المعلومات ان دولة مهمة منعتها آنذاك من تنفيذ خطتها التي يخشى العودة اليها في وقت يناسبها.
ونبّهت ايضاً الى ان الدول المشاركة في القوة الدولية قد لا تجدد مشاركتها لولاية اخرى اذا تبين لها ان الخطر على جنودها في الجنوب قائم حتى لو لم يحدد له اي تاريخ.
ولم تقتنع حكومات تلك الدول بما نقله اليها سفراؤها المعتمدون لدى لبنان من معلومات واستقصاءات عمن يقفون وراء اطلاق تلك الصواريخ التي يبدو انها ليست قليلة، اذ يصادر الجيش كل مرة كمية منها في اي قطاع يقع في البقعة الامنية التي ينتشر فيها مع قوة "اليونيفيل"، لتظهر مخابئ اخرى في قرى اخرى او في الاودية والسهول، فتصادر من دون معرفة اصحابها، وكلما انطلقت الصواريخ شكلت واقعا خطيراً على امن الجنود الدوليين وليس على اللبنانيين ومؤسساتهم فحسب على تنوعها.
وقالت: “اذا كان صحيحاً ان اسرائيل هي وراء زرع تلك الصواريخ فهذا الاحتمال هو اشد خطورة نظراً الى تكاثر عملائها في المنطقة الجنوبية على رغم الاجراءات الامنية العالية المتخذة من السلطات الامنية.
ولفتت الى اهمية تغيير اسلوب الرصد وجهاز الاستعلام قبل فوات الاوان وعدم اتاحة المجال امام اسرائيل لاطلاق حرب جديدة على لبنان تستعد لها كي تثأر لفشلها في حرب تموز 2006.
خليل فليحان
-----------------------------------
فنيش: المقاومة أقوى مما كانت في 2006
وإطلاق الصواريخ عدوان اسرائيلي على لبنان
النبطية – "النهار":
اعلن وزير العمل محمد فنيش ان "ما حصل اليوم (امس) من اطلاق صواريخ من الجنوب شغل العالم ونحن ننظر اليه على انه عدوان اسرائيلي على لبنان لأننا لا نعلم من اطلق هذه الصواريخ. لا علم لنا ولا علاقة لنا ولسنا معنيين ابدا بان نكون في خدمة امن المعتدي الاسرائيلي، وهذه مسؤولية القوى الامنية و"اليونيفيل". جاء كلامه في احتفال طالبي نظمته مؤسسة "جهاد البناء" بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي بتمويل من الحكومة اليابانية، واقيم في قاعة جمعية التجار في النبطية في حضور ممثلين للنائبين عبداللطيف الزين وباسين جابر، والملحق الاقتصادي للسفارة اليابانية هسونوما يوتشيكارو وفاعليات.
قال فنيش: "يستغل العدو الاسرائيلي الحادثة ليمارس عدوانه على لبنان وهذا امر ندينه ونستنكره ونرفضه ولا نقبله، واذا كان العدو الاسرائيلي ينظر او اذا كانت نياته اخافتنا او يفكر بأن يكرر عدوانه على لبنان او بتكرار مغامرته في لبنان فاقول لكم ولشعبنا واهلنا اطمئنوا. ان هذا العدو يحسب الف حساب قبل ا ن يقدم على اي حماقات عسكرية على ارض لبنان لان المقاومة التي حررت الارض والتي أفشلت عدوان تموز 2006 هي اليوم اشد بأسا".
وانتقد الامم المتحدة لـ"تقاعسها عن اداء دورها في معالجة تدهور الاوضاع الامنية ونشر السلام والامن وتطبيق مبادئ القوانين(...)".
اضاف: "ما يجري في غزة هدفه القضاء على المقاومة بقصد انهاء القضية وانهاء المقاومة وخطر الحرب لا يقتصر على غزة بل يمتد الى العالم الاسلامي. وارادة غزة كانت الاقوى ويكفيها انها لا تزال صامدة للاسبوع الثالث على العدوان والتصدي لنخبة جيش الاحتلال.
وكنا نتمنى ان يتخلى الموقف العربي عن ضعفه او على الاقل اولئك الذين يتمسكون بخيار الانهزام والذين يبررون لانفسهم تقاعسهم عن نصرة اهلهم في فلسطين. انهم عاجزون عن هذه النصرة على الاقل وكان الاجدر والاجدى الا يكونوا شركاء في حصار الشعب الفلسطيني والا يكونوا شركاء ايضا في تمكين المعتدين من الوصول الى اهدافه واعطائه جوائز على عدوانه من خلال مبادرات سياسية لا تمت الى مصلحة الشعب الفلسطيني بصلة ولا الى الوقائع التي تصنعها المقاومة في مواجهة المحتل. الموقف العربي بلغ حد الا تنعقد قمة عربية لاظهار موقف عربي موحد، فكيف يمكن مطالبة الآخرين بأن يقفوا بجانب قضيتنا العادلة ونحن نعجز عن اظهار موقف موحد وارادة واحدة؟ عدا عن عدم وجود مبرر للسقوط في شعور العجز والضعف في ظل توافر امكانات وقدرات لو تجمعت لفعلت الكثير في مجرى الصراع(...)".
وتخلل الحفل كلمة لمدير برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية التابع للامم المتحدة في الجنوب لبنان محمد مقلد ومدير مديرية "جهاد البناء" في الجنوب حسن قازان.
------------------------------------
وكتبت اللواء:
الجيش ارسل تعزيزات الى جنوب الليطاني وكثف دورياته مع اليونيفل قرب الخط الأزرق
إطلاق 4 صواريخ كاتيوشا على كريات شمونة سقط منها 2 في الماري وتفكيك 3 أخرى
والمدفعية الاسرائيلية استهدفت العرقوب بـ 15 قذيفة اقتصرت اضرارها على الماديات
في محاولة جديدة لتوتير الاوضاع الجنوبية على وقع استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة وبعد اقل من اسبوع على اطلاق 4 صواريخ كاتيوشا من خراج منطقة طير حرفا في القطاع الغربي باتجاه مستوطنة نهاريا سجل خرق جديد للقرار 1701 تمثل بإطلاق جهة مجهولة عند الثامنة والدقيقة 25 من صباح امس 4 صواريخ كاتيوشا من حقل زيتون في خراج بلدة الهبارية سقط منها اثنان داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة فيما سقط صاروخان آخران في سهل الماري فيما عثرت قوة مشتركة من الجيش اللبناني واليونيفل على 3 صواريخ اخرى· وعلى الاثر اطلقت من الجانب الاسرائيلي 15 قذيفة مدفعية عيار 155 ملم توزعت
على خراج الهبارية، الماري، وطى الجنام، عين عرب واقتصرت الاضرار على الماديات·
وفيما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن اطلاق الصواريخ اشارت مصادر اسرائيلية الى ان جهات فلسطينية تقف وراء هذا العمل واشارت الى تقديم اسرائيل شكوى الى مجلس الامن ضد لبنان·
وقد ارسل الجيش اللبناني تعزيزات من الوحدات الخاصة الى جنوب الليطاني لتعزيز قدراته بناء على أوامر قائد الجيش العماد جان قهوجي·
ومن مراسلنا في العرقوب حسين حديفة ان منطقتي حاصبيا والعرقوب شهدتا حالاً من الترقب والحذر الشديدين في اعقاب اطلاق صواريخ كاتيوشا من خراج بلدة الهبارية - قضاء حاصبيا باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة والعثور على ثلاثة صواريخ اخرى معدة للاطلاق في مناطق عمل الجيش اللبناني وقوات اليونيفل المعززة· وفي التفاصيل انه عند الساعة الثامنة والربع من صباح امس اقدم مجهولون على اطلاق 4 صواريخ كاتيوشا من حقل للزيتون
في خراج بلدة الهبارية وقد سقط صاروخان منها داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة فيما سقط الآخران في سهل الماري المحاذية لمزرعة المجيدية وعلى مسافة حوالى 5 كلم من الخط الأزرق هناك·
وعلى الاثر اعلن الجيش اللبناني وقوات اليونيفل المعززة حالة الاستنفار القصوى ودفعا بتعزيزات آلية وبشرية ضخمة الى المنطقة وضربت طوقاً محكماً حول المكان الذي انطلقت منه الصواريخ ومنعوا اي كان من الاقتراب من المنطقة وباشرت مجموعات مشتركة من الجيش واليونيفل بعملية تمشيط واسعة النطاق طالت الأودية والاحراج الواقعة بين كفرحمام والهبارية - الفرديس·
وقد عثرت احدى الدوريات على ثلاثة صواريخ اخرى من طراز <كاتيوشا> أيضاً مركزة على منصات خشبية ومفخخة تم عندها استدعاء خبير من سلاح الهندسة عمل على تعطيلها على ان يتم تفجيرها في وقت لاحق·
وفور انطلاق الصواريخ ردت قوات الاحتلال الاسرائيلي بقصف مدفعي من عيار 155 ملم باتجاه المنطقة المحررة وأحصي سقوط 4 قذائف على تلة الزعتر ما بين بلدتي الماري والخيام اقتصرت اضرارها على الماديات وأعقب ذلك تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي ونفذ العديد من الطلعات الاستشكافية والغارات الوهمية فوق العرقوب - الخيام - حاصبيا - مرجعيون وصولاً حتى البقاع الغربي واقليم التفاح·
وخيم على المنطقة جو من الترقب حيث اضطر المواطنون الى ملازمة بيوتهم والتحلق حول شاشات التلفزة لمتابعة الاخبار كما وتعطلت الدراسة في كافة المدارس الرسمية والخاصة في قضائي حاصبيا ومرجعيون وعاد الطلاب الى منازلهم تخوفاً من تطور الاوضاع·
ولاقت عملية اطلاق الصواريخ من المنطقة استنكاراً من قبل الاهالي· < ومن مراسلنا في مرجعيون جورج نهرا أن الوضع الامني توتر بصورة مفاجئة صباح أمس على الحدود اللبنانية
الممتدة من مزارع شبعا مروراً بمحور الوزاني والمستعمرات الصهيونية في كريات شمونة والمطلة ومسكاف عام، أثر سقوط الصاروخين·
وعلى الفور ردت قوات الاحتلال المتمركزة في المواقع المتقدمة من الحدود الدولية على مصادر النار وأطلقت مدفعيتها أكثر من 15 قذيفة مدفعية باتجاه عدة من القرى محاذية مما أدى إلى تعطيل الدروس في كافة المدارس الرسمية والخاصة وشلت الحركة داخل القرى وتوقف العمل في المنطقة لبضعة ساعات ريثما تهدأ الأوضاع·
وعلى الرغم من الاجراءات الأمنية المشددة التي أتخذتها وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على طول الحدود وكذلك قوات اليونيفيل التي تراقب بشكل مستمر وتفتش المنطقة الجغرافية التي تسيطر عليها، فقد تمكنت مجدداً وفي غضون أقل من أسبوع عناصر مشبوه من أطلاق الصواريخ التي سقط بعضها في لبنان وكادت أن توقع ضحايا وتعكر الوضع وتدخل المنطقة في أجواء الحذر والترقب لدى الأهالي الذين باتوا يعيشون في حرب نفسية وأحياناً أمنية·
وترافقت هذه الصواريخ التي انطلقت قرابة الساعة الثامنة والربع صباحاً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الإسرائيلية في سماء المنطقة وخرق للطيران الحربي لأجواء بلدتي الخيام ومرجعيون على علو منخفض ودوريات صهيونية متواصلة على الحدود وداخل بساتين التفاح المواجهة لبلدتي كفركلا وعديسة·
هذا الاستنفار الصهيوني قابله حملة تفتيش واسعة للجيش اللبناني في المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ والقرى التي سقطت فيها لمعرفة حقيقة ما جرى على أرض الواقع، وعثر الجيش على صاروخ سقط قرب بلدة عين عرب وعمل على نقله إلى منطقة عملياته، كما سير الجيش واليونيفيل دوريات مكثفة في المناطق المحاذية للحدود وأقام عناصر اللواء الثاني عشر حواجز ثابتة على مداخل القرى وفتش المارة تفتيشاً دقيقاً وطالب من مراسلي وسائل الاعلام المرئية عدم نقل أي مشاهد قبل الحصول على أذن مسبق من مخابرات الجيش·
< وأكد مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ان <العبث بأمن المواطنين في منطقة حاصبيا ومرجعيون وقرى العرقوب في الجنوب وكل منطقة في لبنان، هو خط احمر>·
وقال: <ان مثل هذا العمل مدان ومستنكر لأن حياة الاطفال والنساء فوق كل اعتبار، وان اختيار هذه المنطقة في اطلاق مثل هذه الصواريخ للتدليل على اقحامها في تهم والحاق الاذى بسكانها هو عمل خبيث خبث فاعله· وانني اتوجه الى الجيش اللبناني قيادة وضباطا وافرادا وجميع القوى الأمنية وقوات <اليونيفيل> للمباشرة في التحقيق واعلان ذلك الى الرأي العام لبيان المنفذ ومن وراءه>·
ونوه ب <القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة عدم جر لبنان الى حرب لا قدرة له على احتمالها>، معتبرا ان <تنفيذ القرار 1701 هو من مسؤولية الجهات المعنية بذلك>، مطالبا <اصحاب الضمائر الحية ومن عنده النخوة والكرامة في العمل كبح جماح اعمال العدو الصهيوني في غزة وما يتعرض له اهلنا هناك>·
< ورأى المواطن محمد البطحيش أنه عمل مشبوه ويعطي خدمة مجانية للعدو الاسرائيلي·
< واستغرب مختار الماري سليمان أبو كمر <هذا العمل الأرعن> وقال: لن نقبل بعد اليوم أن تتحول منطقتنا الى منطقة لإطلاق الصواريخ المشبوهة من قبل جهات لا تبغي للمنطقة خاصة وللبنان بشكل عام سوى الخراب والدمار·
وأضاف: نحن نقف خلف حكومتنا وجيشنا وكل الجهات اللبنانية المعنية والتي أعلنت جميعها أن القيام بمثل هذه الأعمال لا يستفيد منها سوى العدو الاسرائيلي· وأضاف: يكفينا نحن أبناء الجنوب ما عانيناه ولعقود طويلة من قصف وتدمير وتهجير من قبل هذا العدو الذي ينتظر ذريعة ما ليجدد اعتداءاته علينا كما حصل في عدوان تموز 2006·
< أبو محمد من كفر حمام قال: إننا نستنكر أشد الاستنكار مثل هذه الأعمال التي ليس لها ما يبررها خاصة وأن المستفيد الأول منها هو العدو الاسرائيلي·
وأضاف: نحن لن نرضى أن يزايد علينا أحد في المواقف الوطنية وفي التضحية وتاريخنا يشهد على ذلك ولنا ملء الثقة بالجيش اللبناني الذي يعمل بكل جهد من أجل المحافظة على أمننا واستقرارنا بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية·
< ومن مراسلنا في القطاع الغربي جمال خليل أن قوات اليونيفيل أصدرت بياناً تلته الناطقة الرسمية باسم هذه القوات ياسمينا بوزيان وجاء فيه:
<وفقا للمعلومات الاولية التي توافرت لليونيفيل، أطلقت صباح أمس، ثلاثة صواريخ على الأقل من الاراضي اللبنانية الى داخل اسرائيل، حيث سقطت في محيط شمال كريات شمونة في منطقة مكشوفة لم تتسبب بأي اضرار او اصابات، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، مشيرة الى أن الجيش الاسرائيلي قام بالرد وأطلق قذيفتين مدفعيتين لم تسجل اي اصابات او اضرار من جرائها>·
وقالت: <تجري اليونيفيل حاليا، بالتعاون مع الجيش اللبناني، تحقيقا على الارض في المنطقة القريبة من الحدود الشمالية لمنطقة عمليات اليونيفيل في القطاع الشرقي من اجل تحديد موقع اطلاق الصواريخ>·
وأضافت: <حاليا لا يمكننا تأكيد المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ، وأن قائد اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو على اتصال مع قائد الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي، ويحض على الإلتزام بأقصى درجات ضبط النفس ويعمل مع الطرفين من اجل الحفاظ على وقف الاعمال العدائية>، مؤكدة أن كل ما تقوم به اليونيفيل هو لهدف وقف الأعمال العدائية وفي إطار تنفيذ القرار 1701، مشيرة الى أن اليونيفيل تعمل وفي كافة الأوضاع لضمان أمن السكان وتتعاون مع الجيش اللبناني للوصول الى هذه الغاية، مؤكدة وجود القوات الدولية على الأرض، وهي كثفت دورياتها منذ 25 كانون أول الماضي ونشرت قوات إضافية على الأرض بالتعاون مع الجيش اللبناني·
وقالت: اننا نعمل مع الجيش من أجل ضمان تنفيذ القرار 1701 وتوفير منطقة خالية من الأسلحة وهذا ما يحصل منذ اكتشاف مجموعة من الصواريخ·
وكانت أجواء القطاع الغربي قد شهدت منذ الثامنة صباحاً وحتى ساعات متأخرة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الذي حلّق على علو منخفض في أجواء القرى الحدودية المتاخمة لمنطقة راس الناقورة· في وقت كانت شهدت فيها المنطقة الحدودية الممتدة من الناقورة (منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء) دوريات مكثفة للجيش الإسرائيلي وصولاً من منطقة الظهيرة التي لا تبعد سوى بضعة أمتار عن الشريط الشائك وتمثلت هذه الدوريات بدخول وخروج آليات من وإلى مواقع العدو في المنطقة في ظل القاء العديد من القنابل المضيئة في تلك الأجواء حيث تساقط أربعة منها في خراج بلدة الظهيرة·
إلى ذلك كثفت قوات <اليونيفل> من دورياتها على طول الخط الساحلي وصولاً إلى المنطقة المتاخمة للحدود الدولية· فيما واصل الجيش اللبناني التدقيق بهويات العابرين·
ولاحقاً أصدرت قيادة <اليونيفل> بياناً أكدت فيه اكتشاف دورية مشتركة بين <اليونيفل> والجيش اللبناني على ثلاثة صواريخ في منطقة الهبارية معدة للإطلاق، تم تعطيلها على الفور، كما تتابع <اليونيفل> والجيش اللبناني نشر الدوريات وعمليات البحث في المنطقة·
وصدر أمس عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان التالي: صباح أمس اقدمت جهة مجهولة وفي منطقة العرقوب على اطلاق عدة صواريخ باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، بعدها قام العدو الاسرائيلي باطلاق عدة قذائف مدفعية وعلى دفعتين باتجاه المنطقة المذكورة من دون وقوع اصابات، على اثر ذلك عززت قوى الجيش تدابيرها الدفاعية، وقامت بالتعاون مع قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان بتسيير الدوريات للتأكد من سلامة المواطنين وطمأنتهم، كما باشرت باجراء التحقيق اللازم لتحديد هوية الفاعلين وملاحقتهم·
إن قيادة الجيش اذ تؤكد التزامها الدقيق تنفيذ موجبات القرار 1701 وعدم السماح لاي كان بالعبث بمسيرة الامن والاستقرار واستخدام الجنوب كمنصة لتوجيه الرسائل والمواقف العبثية التي لا تخدم الا العدو الاسرائيلي، تشير في الوقت عينه الى اقدام هذا العدو على خرق القرار 1701 والتعدي على لبنان قبل جلاء ملابسات الحادث، ومن دون افساح المجال امام القوات الدولية للقيام بالمهمات المنوطة بها بموجب القرار المذكور·
كذلك صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي: الحاقا لبيانها السابق ولدى قيام وحدات الجيش بالاشتراك مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، بستيير دوريات تفتيش في المنطقة التي جرى منها اطلاق الصواريخ صباحاً، تم العثور على ثلاثة صواريخ معدة للإطلاق بعد ساعة ومفخخة بمادة <تي أن تي> إضافة الى منصتي إطلاق خشبيتين، وقد حضر الخبير العسكري الى المكان وعمل على تعطيلها رغم خطورتها تمهيداً لتفجيرها لاحقاً، فيما بوشر التحقيق في الموضوع>·
كذلك صدر عن القيادة بيان ثانِ جاء فيها: تمادياً في انتهاك القرار 1701، خرق مركب حربي اسرائيلي معاد عند الساعة 23,30 ليل امس، المياه الاقليمية اللبنانية قبالة رأس الناقورة بمسافة 50 مترا من خط الطفافات·
من جهة أخرى، اطلق العدو الاسرائيلي عند الساعة 21,10 ليلا، ثلاث قذائف مضيئة فوق محلة خلة العدس، داخل الاراضي اللبنانية بين بلدتي الضهيرة ويارين·
كما صدر عن بيان ثالث جاء فيه:عند الساعة 11,30 من قبل ظهر اليوم، اخترقت الأجواء اللبنانية أربع طائرات حربية اسرائيلية معادية من فوق بلدة كفرشوبا، حيث نفذت طيرانا دائريا فوق مناطق الشوف والجنوب، ثم غادرت عند الساعة 12,10 من فوق بلدة كفركلا·
وعند الساعة 11,35 اخترقت الأجواء طائرتان حربيتان معاديتان من فوق بلدة رميش باتجاه الشمال وصولا حتى بعلبك، ونفذت طيرانا دائريا فوق كافة المناطق اللبنانية، حيث غادرت عند الساعة 12,45 من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة·
-----------------------------
تعليقات: