من بنت جبيل لغزّة: نصائح ما بعد العدوان

إعمار بنت جبيل متوقف
إعمار بنت جبيل متوقف


بعد إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وبدء الحديث عن عملية إعادة بناء المدينة المنكوبة جرّاء العدوان الإسرائيلي المجنون، بدأ أبناء بنت جبيل، المدمّرة في تموز 2006، يراقبون بصمت الطريقة التي ستعتمد في عملية إعادة إعمار القطاع المنكوب مستذكرين ما عانوه من مشاكل لإعادة بناء منازلهم. من هنا، وجدوا أن من واجبهم إفادة إخوانهم هناك ببعض النصائح العملية كي لا يقعوا في المشاكل عينها، لكونهم من أصحاب الخبرة.

بنت جبيل التي تجمّدت فيها عملية إعادة الإعمار أثناء الحرب الإسرائيلية على غزّة «بسبب فرار العمّال السوريين الذين يعتمد عليهم في تنفيذ عملية البناء، تخوفاً من أي حرب محتملة»، كما يقول المهندس المشرف على إعادة إعمار بنت جبيل هيثم بزي، استُأنف العمل فيها فور إعلان نبأ وقف إطلاق النار. وينصح بزّي أبناء غزّة «بعدم تسليم ملفّ إعادة الإعمار الى أي جهة حكومية، وخاصة إذا كانت شبيهة بحكومة السنيورة، واختيار شركة هندسية محلية، دون اعتماد الدفع المباشر للمتضررين، كي يقوموا بأنفسهم بإعادة البناء، لأن ذلك يؤدي إلى كثير من المشاكل وتأخّر البناء». ويبيّن بزي أن «المال، مهما كان حجمه، إذا دفع للأهالي مباشرة، لن ينصف المتضررين. فالأضرار كبيرة جداً، والتجربة القطرية هي الأنجح هنا نسبة إلى التجارب الأخرى مهما طالت مدة عملية إعادة البناء، وعلى أبناء غزّة الحذر من الكشوف المتتالية، التي تزيد من نسبة الهدر وضياع الحقوق، وعليهم أن يحسنوا اختيار الجهة التي تشرف على عملية إعادة البناء، وأن يرفضوا فكرة إنشاء أي صندوق تنموي للإعمار، لأنه سيكون باباً للسرقة والهدر». ويؤكد بزي «ضرورة المحافظة على النسيج الإعماري للمدينة، حمايةً للتراث والذاكرة، لكون القضاء عليه يدخل في أولويات أهداف العدو. يجب إعادة الأبنية كما كانت، مع عدم توسيع الطرقات والأزّقة، لأن ذلك قد يساعد العدو على الدخول مجدداً بدباباته. فالتجربة هنا تشير إلى أن الأزّقة والطرقات الضيقة من أهم العوامل المساعدة على مقاومة العدو الإسرائيلي، لأنه يمنع دخول الدبابات، ويسهّل اختباء المقاومين وعملياتهم العسكرية». ويلفت المواطن محمد السيد (بنت جبيل)، الذي تهدم منزله ومحلّه التجاري في حرب تموز إلى «أن الحقوق لا تضيع، إلّا إذا سلّمت لحكومة محمود عباس، الذي يشبه السنيورة في كلّ شيء. وعلى المسؤولين في غزّة أن يراقبوا ارتفاع أسعار مواد البناء، ومنع التجّار من استغلال الإعمار لمصالحهم». وينصح حسن الحوراني أبناء غزّة بالتدقيق جيداً في اختيار لجان الكشف والجهة المشرفة على التعويضات، إذ «يجب اختيار اللّجان من الأهالي ومن أصحاب السيرة الحسنة». ويذكّر حسين الحوراني «بضرورة استغلال عملية إعادة البناء لبناء الملاجئ داخل البيوت والأزقّة»، وهذا ما شدد عليه هيثم بزّي، الذي رأى أن «من أهم الأخطاء في بنت جبيل، عدم بناء الملاجئ التي تؤمّن جزءاً من الرّاحة والطمأنينة للأهالي».

تعليقات: