أثبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال الحرب على غزّة، أنّه أكثر شجاعةً من زميله فؤاد السنيورة. ففيما استمرّ السنيورة في لبنان بالتفوّه بخُطَبٍ لا تتناسب وممارساته، حسم عبّاس المسألة وأعلن بوضوح أنّه لا يريد مقاومةً، لأنّ المقاومة تكبّد الخسائر وتبيد الشعب، وهي ليست غاية في ذاتها. لا نريد مقاومةً كهذه، قال عبّاس.
إلا أنّ هذا التفوّق العبّاسي يجب ألا يمنع الرئيس الفلسطيني من التعلّم من تجربة السنيورة ما بعد حرب تمّوز، وخصوصاً أنّ استنتاجات عبّاس جاءت متأخّرة ستّين عاماً.
وتتضمّن الخطّة التعليميّة الآتي:
أوّلاً: صحيح أنّ المقاومة في غزّة ليست شيعيّة، لكنّها تتلقّى الدعم من إيران. على عبّاس أن يشدّد على هذه النقطة. فهذا الدعم يثبت أنّ حركة «حماس» هي جزء من مشروع الهلال الشيعي. وإذا كان مقاتلو حزب اللّه قد تحركشوا بالإسرائيليّين معرّضين أنفسهم وأرزاقهم وعائلاتهم للخطر من أجل الملف النووي الإيراني، فإنّ مقاتلي حماس دمّروا غزّة فوق رؤوس أبنائها من أجل الملف الزعفراني الإيراني.
فلمن لا يعرف، بدأت صادرات إيران من الزعفران تواجه صعوبات كبيرة مع اندلاع الأزمة المالية العالمية، فحرّكت ولاية الفقيه حركة حماس كي تخوض انتحاراً جماعيّاً في غزّة دفاعاً عن الزعفران، في ظلّ الانكماش الذي أصاب الأسواق. يمكن تسليم ياسر عبد ربّه هذا الملفّ، واستضافته على إحدى الفضائيات في برنامج «الزعران والزعفران».
ثانياً: على السلطة الفلسطينيّة في الضفّة الغربيّة إنشاء هيئة عليا للإغاثة تُسلَّم إليها حصراً المساعدات العربيّة، ولا ضير في توزيع القسم الأكبر من هذه المساعدات على مناصري حركة فتح في الضفّة الغربيّة، لكونهم تضرّروا كثيراً من التظاهرات المؤيّدة للمقاومة التي جابت شوارع الضفّة على امتداد فترة العدوان على غزّة، من دون أن تتمكّن قوّات عبّاس من قمعها تماماً.
ثالثاً: إذا كانت «حماس» حركة إسلاميّة، فلا بدّ من التفتيش عن أصوليّين أكثر تطرّفاً وتنظيم رحلات لهم إلى مقرّ عبّاس للدفاع عن سلطته الشرعيّة وعن العلمانيّة أيضاً.
رابعاً: إذا لم يكن لدى فلسطين أحمد فتفت، فيجب اختراعه.
تعليقات: