الشهيد أحمد العجوز

محمد، أريد أن أرد على كلماتك وأشير بالذكر إنه بعد خمسة أيام ذكرى مرور سنة على مجزرة مار ميخايل التى راح فيها سبعة شبان، من بينهم حمادة..

الحمد لله على كل شيء..

محمد يا عزيزي، إن الألم الذي يعصر قلبك سيبقى إلى الأبد.. لا مرور ٤٠ يوماً ولا سنة ولا الدهر كله، سامحني، ولكن هذه الحقيقة..

يا عزيزي الفراق صعب، بل صعب كثيراً، لقد قلت انك تعبت منه ولكن والدك أوصاك بإخوتك فأرجوك إتعب لأجلهم، دع التعب لهم وليس للفراق..

قلت بأنه شمعة إنطفأت.. قولك صحيح ولكنه لم يكن الشمعة الوحيدة في البيت، بل كل واحدٍ منكم شمعة منيرة لحب الحياة ..

قلت بأنه وردة ذبلت ولكني أقول لك الورد في الحديقة وإن ذبلت واحدة، تبقى جذور الشتلة مغروزة في التربة..

قلت بأنه قلبٌ نابض وتوقف (لا) وألف (لا) ما نزال نسمعه من كلماتك..

أرجوك كفى إنك تؤلم نفسك وتؤلمنا معك..

قلت بأنه النور في العيون أجل أرى ذلك من عينيه اللتان تشعا بنور زرقتهما..

قلت بأنه روحكم وحياتكم وإنتهت.. لم ينته شيء، كل شيء على حاله.. الله وحده يأخذ الروح ولا تنسى روحه تسبح في السماء وتناظركم..

(ماذا يمكنني أن أقول لك يا حبيبي؟)

هذا أنت قلتها (يا حبيبي)..

قلت بأنك تفكر فيه نعم هذا يخفف من عزائك وأرجوك أذكره بقراءة القرآن الكريم..

أحسن معاملة إخوانك فها هو اليوم الذي أتى لتحمل وصية والدك على أكتافك ..

والله آخر سطران أبكياني ..

(أريد القول لك إني أتمنى لو ترجع بنا الأيام إلى الوراء كي تعرف كم أني أحبك ولتعرف مكانتك عندي يا حبيبي؟

أريد القول لك إني أتمنى لو ترجع بنا الأيام إلى الوراء لأعطيك دمي وقلبي ولا اسمع إنك تألمت أو قلت كلمة آه!)..

هذا ما أتمناه أن ترجع بنا الأيام إلى الوراء لكنت حضنت حمادة وخبأته في قلبي قبل أن تصيبه تلك الرصاصة..

تلك الرصاصة لاتزال في قلوبنا..

تلك الرصاصة وكل ما أريد فعله أن أضعها بيدي في قلب ذلك المجرم الذي قتل حمادة ..

تلك الصاصة التى وضعت ميلاداً جديد لحمادة..

سنة مرّت ولا أعرف ما حال حمادة في ضريحه هل ما زال جسده على حاله؟..

هل ما يزال نائماً والكفن يغطيه؟ ..

حمادة يا روحي سلامة قلبك..

إن لله وإن إليه راجعون

* هدى العجوز - الولايات المتحدة

.

تحقيق المنار المصور مع والديّ الشهيد.

.

ألبوم صور الشهيد

.

سجلّ التعازي بالشهيد أحمد العجوز

كلمة محمد سالم شيري إلى المرحوم والده

كلمة زهرة سالم شيري إلى المرحوم والدها