ما أصغرَ جان داركَ فرنسا في جانب جان داركَ بلادي

الف السلام على الجميلة
الف السلام على الجميلة


قصة جميلة بوحيرد لا تبدأ مع اندلاع الثورة عام 1954، بل تعود في الواقع إلى عام 1830، عندما غزت فرنسا الجزائر واحتلتها ثم قامت رسمياً بضمها إليها لتصبح مقاطعة فرنسية في أفريقيا.

تعرف الثورة الجزائرية باسم"ثورة المليون شهيد"، وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمرّ أكثر من 130 عاماً.

انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في الاول من نوفمبر 1954 الذي يصادف عند الأوروبيين يوم "عيد جميع القديسين" معلنةً قيام الثورة.

وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.

ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع "الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني" وجاء فيه: "أن الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة".

ودعا البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى اعتبار آخر.

(إدارة الموقع)

أجمل ما كُتب عن جميلة بوحيرد القصيدة التالية التي كتبها نزار قباني:

الإسم: جميلةُ بوحَيرَدْ

رقمُ الزنزانةِ: تِسعُونا

في السجن الحربيَّ بوَهران

والعمرُ اثنانِ وعشرُونا

عينانِ كقنديلي معبَدْ

والشعرُ العربيُّ الأسوَدْ

كالصيفِ ..

كشلاَّلِ الأحزان

إبريقٌ للماءِ .. وسجَّان

ويدٌ تنضمُّ على القُرآن

وامرأةٌ في ضوء الصبحِ

تسترجع في مثل البوحِ

آياتٍ مُحزنة الإرنان

من سُورةِ (مَريمَ) و(الفتَحِ)

*

الإسمُ: جميلةُ بوحيَردْ

إسمٌ مكتوبٌ باللهَبِ ..

مغموسٌ في جُرح السُحُبِ

في أدَب بلادي. في أدَبي ..

العُمرُ اثنانِ وعشروُنا

في الصدر استوطن زوجُ حَمام

والثغرُ الراقدُ غصنُ سَلام

إمراةٌ من قُسطنطينه

لم تعرف شفتاها الزينه

لم تدخُل حجرتَها الأحلام

لم تلعبْ أبداً كالأطفالْ

لم تُغرم في عقدٍ أو شال

لم تعرف كنساءِ فرنسا

أقبيةَ اللذَّةِ في (بيغال)

*

الإسمُ: جميلةُ بوحَيَردْ

أجملُ أغنيةٍ في المغرب

أطولُ نَخلَهْ

لمحتها واحاتُ المغرِب

أجملُ طفلَهْ

أتعبتِ الشمسَ ولم تتعب

يا ربّي . هل تحتَ الكوكَب ؟

يوجدُ إنسانْ

يرضى ان يأكُلَ .. أن يشرَب

من لحم مُجاهِدةٍ تُصلب ..

*

أضواءُ ( الباستيلِ) ضئيله

وسُعالُ امرأةٍ مُسلُوله ..

أكلتْ من نهديها الأغلال

أكلَ الأندالْ

( لاكوستُ) وآلافُ الأنذال

من جيش فرنسا المغلوبه

إنتصروا الآن على أنثى

أنثى .. كالشمعة مصلوبه

القيد يعضُّ على القَدمَين

وسجائرُ تُطفأ في النهدين

ودمٌ في الأنفِ .. وفي الشفتين

وجراحُ جميلةُ بوحيرد

هيَ والتحريرُ على موعِد

*

مقصلةٌ تنصبُ .. والشرار

يلهونَ بأنثى دون إزار

وجميلةُ بين بنادقِهم

عصفورٌ في وسط الأمطار

الجسدُ الخمريَّ الأسمر

تنفضُهُ لمساتُ التيَّار

وحروقٌ في الثدي الأيسَر

في الحلمةِ ..

في .. في .. ياللعار ..

*

الإسمُ: جميلةُ بوحَيردَ

تاريخٌ: ترويه بلادي

يحفظُهُ بعدي أولادي

تاريخ امراة من وطني

جلدت مقصلةَ الجلاَّدِ ..

إمرأةٌ دوَّختِ الشمسا

جرحت أبعادَ الأبعادِ ..

ثاثرةٌ من جبل الأطلَس

يذكرها الليلكُ والنرجس

يذكرُها .. زهرُ الكبَّاد ..

ما أصغرَ( جان داركَ ) فرنسا

في جانب( جان داركَ ) بلادي.

تعليقات: