بوحيرد وأم عماد مغنية (بلال قبلان)

تقدمت جميلة بوحيرد صوب مدخل القاعة حيث يرقد شهداء من حزب الله وبينهم قائدهم الحاج عماد مغنية ونجل الأمين العام لحزب الله هادي نصر الله في روضة الشهيدين في الشياح. الى جانبها دليل من »هيئة دعم المقاومة الإسلامية« يشرح لها عن المكان. في الرواق المؤدي الى القاعة، وقفت نسوة متشحات بالسواد لاستقبال المناضلة الجزائرية، وهنّ من مديرية الأنشطة النسائية في »هيئة دعم المقاومة الإسلامية«.

بحركة رقيقة، سحبت بوحيرد منديلأً أسود من حقيبتها ووضعته على شعرها قبل دخولها إلى القاعة، وصافحت »الأخوات«، وبحرارة عالية تعانقت سيدتان: الأولى والدة لشهيد لم تعرف أهميته إلا بعد استشهاده، وهو عماد مغنية، ومناضلة عربية ملتزمة منذ ثلاثين سنة بالصمت لأنها ترى أنها لا تستحق تكريماً لما فعلت. شبه أكيد يجمع المناضلة والشهيد، جعل الحاجة ترحب بود شديد.

»يا الله«، همست الحاجة وهي تنظر صوب ابنها وتمشي والمناضلة نحوه. ولم تملك بوحيرد حين وصلت إلى الضريح إلا الصمت وكفكفة الدموع.

وعقب وضع بوحيرد إكليل الورد على الضريح قالت لها أم عماد: »عندما كنت تناضلين ضد الاستعمار الفرنسي، كان ابني (عماد) يبلغ من العمر أربع سنوات. لاحقاً تأثر جداً بالثورة الجزائرية، كما كنا كلنا في لبنان نؤيد هذه الثورة«. وأشارت »الحاجة أم عماد« لـ»السفير« أن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد رمز من رموز المقاومة، و»نحن مستمرون في طريق ذات الشوكة، أي درب الشهداء وطريق الدماء لتحرير بلدنا أكثر«.

وقرأت المسؤولة في قسم »علاقات الهيئة« غزوة الخنساء أبو زينب، قصيدة للشاعر محمد الفيتوري جاء في بعضها: »لن تسمع الجدران يا جميلة.. فحائط السجن مثل جبهة السجان.. من حجر صلب وصوان«. وأضافت »نحن نقول لك أيتها السيدة المناضلة، ها أنت بين الشهداء لتحمل أمانة الأحرار و الأبطال. باسمهم واسمنا لك منا باقة عز وتحية مقاومة«.

بعدها، مشت بضع خطوات من ضريح مغنية الى ضريح الشهيد هادي نصر الله ووضعت إكليلاً من الورد على الدائرة الحجرية للقبر.