"أنا الحاج رضوان، أسرار كبار القوم عندي، فأنا أعمل في تجارة الثياب البالية منذ أكثر من عشرين سنة".
بهذه الكلمات يستقبلك الحاج رضــوان في حانوته ا لمخصص لبيع ا لثيا ب المستعملة في طرابلس مع ابتسامة عريضة وثقة عالية بالنفس.
سوق البالي التي وجدت من أجل، الفقراﺀ باتت اليوم بمثابة الملجأ للطبقة الأرستقراطية، تقصده لشراﺀ الماركات العالمية بأسعار أرخص من غيرها. أمّا الطبقتان الوسطى والفقيرة فصارتا توفّران شراﺀ الملابس حتّى من "البالي" كي تبقى قــادرة على تأمين قوتها اليوميّ. وكما يؤكّد معظم الباعة في هذا السوق، أسعار الــبــضــاعــة ارتــفــعــت فــي الــســنــوات الأخيرة، خصوصاً هذا العام على أثر الأزمــة الاقتصادية العالمية، إلاّ أنّ الإقبال على "البالي" ازداد نظراً للهدوﺀ الأمني الذي تشهده البلاد، المنعكس ايجاباً على حركة السوق.
يخيّل إليك وأنت في مدخل السوق في طرابلس أنّك أمام لوحة غير منظّمة الأشكال والألوان. فالبضاعة معروضة داخــل وخــارج المحال، على الجدران والأرصــفــة... حــتّــى على الــســيّــارات.
الملابس، الأحــذيــة، الــدمــى... كــلّ ما تطلبه في البالي موجود. يشير السيّد محمّد، أحد التجّار، إلى أنّ سوق البالي تفتح أبوابها خلال أيّام الأسبوع كاملة إلاّ أنّ الحركة تكون كثيفة في نهاية الأسبوع فيأتي الناس من المناطق الّلبنانية كافّة. كما يقول: "صحيح أنّ البضاعة الصينية والسورية والمحليّة تنافس بضاعتنا، إلاّ أنّها جميعها ليست بــجــودتــهــا". ويــشــدّد بفخر: "بضاعتنا أوروبية".
تروي السيّدة بيسون أنّها اعتادت منذ صغرها أن تأتي وأمّها إلى البالي كي تتبضّع، لذلك لا تزال حتى اليوم تقصد هــذه الــســوق. وتــنــوّه بتنوّع البضاعة فيها وجــودتــهــا إلآّ أنّها تعتبر أن لا فرق بين أسعارها وأسعار بضاعة الأسواق الأخرى في طرابلس: "كنّا في الماضي، حين كانت الحالة المادية ميسورة، نأتي في نهاية كلّ شهر ونشتري ما يحلو لنا من ملابس وأحذية، أمّا اليوم فبتنا ندخر المال خــلال السنة كاملة كي نتمكّن من شراﺀ" الجديد البالي "في العيد".
أمّـــا الــســيّــدة إلــهــام فحكايتها مختلفة: "آتــي إلى سوق البالي كي أتميّز عن سيّدات الحيّ حيث أقيم، فهنّ يذهبن إلى الأســواق العادية فــي طرابلس كسوق عزمي وســوق الــبــازركــان ويشترين ما هو أرخص فيها، أمّا أنا فآتي إلى البالي وأشتري مــلابــس signés بــالأســعــار ذاتــهــا، فأتميّز بجودة القطعة التي أرتديها وفرادتها. والجميع يسألني من أين آتي بملابسي، فأجيب ببساطة: " من أوروبا".
تعليقات: