شلالات الحاصباني كما كانت أيام العزّ
مرج الزهور ــ
لم ترفع الأمطار الغزيرة التي هطلت في اليومين الماضيين منسوب المياه في الينابيع السطحية المنتشرة في قرى حاصبيا، لكنها جعلت موضوع شحّ المياه يتصدّر أحاديث الأهالي الذين ينتظرون هطول المطر منذ بدء فصل الشتاء لكي يوفر عليهم ثمن المياه التي يضطرون إلى شرائها، أو مشقة التوجه إلى عيون المياه النظيفة.
فعلى الرغم من تعدّد ينابيع المياه في المنطقة، إلا أنها ملوّثة في معظمها بسبب الصرف الصحي وزيبار الزيتون. وحدهما، عين المياه في بلدة مرج الزهور وعين الجوز في شبعا، يستقطبان مئات الزوار يومياً، الذين ينقلون بسياراتهم ما أمكن من عبوات وغالونات لتعبئتها.
ويؤكد كثيرون من روّاد عين مرج الزهور نظافة المياه وصلاحيتها للشرب، وخصوصاً أنها تخضع لفحوص مخبرية تجريها البلدية كل سنة. هذا ما يؤكده رئيس البلدية محمد الحاج: «نقوم دورياً بأعمال صيانة وتنظيف للعين التي تنبع من عمق 40 متراً. وحفاظاً منّا على سلامة المياه أنشأنا شبكة للصرف الصحي في البلدة، وطلبنا إلى كلّ أصحاب المنازل القريبة من النبع استخدام الشبكة بدلاً من الجور الصحية الفردية والتزموا». لكن الحاج يلفت إلى أن «المياه شحيحة هذه السنة لأن كمية الأمطار التي هطلت أخيراً لا تكاد تفي حاجة السكان للشرب».
في المقابل، يعتمد قسم آخر من أهالي القرى على مياه عين الجوز في بلدة شبعا، التي يقصدونها مرة في الأسبوع للتزوّد بمياه الشفة. ويقول المواطن روبير سعد إن الحصول على مياه شفة نظيفة «بات أمراً مكلفاً بسبب غياب المصادر الآمنة، لكن الانتقال إلى هناك مكلف أيضاً وشاق، وخصوصاً أيام الشتاء».
لكن المشكلة لا تكمن فقط في مشقة الوصول إلى العين، بل في شح المياه كما يلفت فواز أبو العز، من بلدة ميمس المجاورة لمرج الزهور. ويقول: «مشكلة المياه قائمة بسبب شح المطر الذي تسبب بالتالي بشح الينابيع. في الانتظار نشتري الصهريج الواحد بـ25 ألف ليرة».
يتنقل أهالي حاصبيا إذاً بين مياه عين الجوز ومياه مرج الزهور، متسائلين عن مكان وجود المزيد المياه النظيفة؟ سؤال برسم الجهات المعنية، التي من واجبها إعداد خطة وطنية شاملة للعمل على رفع التلوث عن الينابيع داخل القرى وفي محيطها.
تعليقات: