اتوجه إلى الآنسة زهرة سالم شيري للمسي معاناتها من خلال كتاباتها التي ترد إلى صفحات موقع الخيام، واشكر بالمناسبة القيّمين على الموقع على المجهود الذي يبذلونه في تصميم وإدارة صفحة الخيام.
عزيزتي زهرة،
قد لا يستطيع أي أحد أن يعوض خسارتك الكبيرة لوالدك، رحمه الله، وفعلاً لن يستطع، وهنا أحدثك عن خبرةٍ شخصية...
لقد فقدت والدي من حوالي ال ١٢ سنة، وكان لي حينها ١٧ عاماً من العمر، ولا أبالغ إن قلت، انني لا أزال حتى الآن أعاني من تبعات تلك الحادثة الأليمة التي ألمت بي وأنا في مقتبل العمر.
راودتني حينها نفس الأفكار التي تراودك الآن، فأنا كنت الأصغر سناً في البيت والمدللة وحتى لا اكرر كان لي أباً يشبه أباك في أمور كثيرة!
عزيزتي،
لا أعلم كم تبلغين من العمر وما إذا كنت في حال تسمح لك تقبّل النصائح ، ولكن اطلب منك وبشكلٍ عاجل أن تخرجي من هذه الحالة التي تسيطر عليك، وأن تتسلحي بالصبر وأن تضعي برنامجاً لحياتك الجديدة، التي غاب عنها إنسان محوريٌ بالنسبة لك.
لا تؤجلي وضع هذا البرنامج، فكلما مر الوقت، كلما زادت صعوبة هذا الأمر.
أباك، ان بحثت عنه في أي إنسان آخر، فإنك لن تجديه ولو خيل لك ذلك... ما قدّمه لك لن يستطع أحد أن يقدّمه.
ما فعله والدك من خير فهو له، قد حمله زاداً إلى مثواه الأخير..
افرحي له..
يجب ألا تنزعجي من تصرفات أناس قد تظنين أنهم يقصرون في حقه بعد مماته، لا تأبهي لذلك، فوالله إن ذلك ليس له إلا كل أثرٍ سلبيٍ عليك وعلى حياتك من بعده.
كوني عوناً لأمك ولأهلك في هذه المرحلة، كوني كما كان هو، فهذا أكثر ما يمكن أن يريحك ويجعلك تشعرين دائماً أنه حيٌ في داخلك ولو غيّبه الموت عنك.
لا أريد أن أزايد عليك في مرحلةٍ حساسةٍ كهذه، اتمنى أن تكون فكرتي وصلت، واتمنى أن التقي بك عندما أكون في الخيام خلال زيارتي المقبلة إلى لبنان.
ختاماً أتقدم بالعزاء لعائلة الفقيد المرحوم سالم شيري، متمنيةً أن يمدّهم الله الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.
مي علي صادق-ألمانيا
تعليقات: