«البيت اللبناني» يرتجف في صقيع باريس

البيت اللبناني في باريس
البيت اللبناني في باريس


باريس ــ

ماذا يحدث في البيت اللبناني؟

لا ماء، لا تدفئة ولا من يسأل عن الطلبة اللبنانيين والأجانب المقيمين في كنف ما يجب أن يكون ملاذاً، يتركهم يرتاحون في انكبابهم على الدراسة قبل العودة إلى الوطن. منذ أسبوع، والطلبة يعيشون في صقيع البناء المؤلف من قسمين: واحد للطالبات وآخر مختلط، بسبب تعطل التدفئة المركزية التي تؤمن المياه الساخنة أيضاً، ما يعني غياب الاستحمام، إلى جانب المعاناة من البرد القارس كون العاصمة الفرنسية تعيش في طقس جليدي بعدما أمضت اليومين الأخيرين تحت رداء أبيض من الثلوج التي تراكمت في شوارعها من دون انقطاع. تقول طالبة لـ«الأخبار» اشترطت عدم ذكر اسمها «بسبب ضغوط محتملة» إن «القصة تعود إلى السنة الماضية حين احتج الطلبة على ارتفاع الحرارة وطالبوا بتخفيف قوة التدفئة المركزية». وتضيف «إلا أنه منذ شهرين انقطعت التدفئة، ومنذ أسبوع انقطعت المياه الساخنة» وتضيف بلهجة منفعلة «نحن بنات لا نستطيع البقاء من دون استحمام».

وحسب أكثر من طالبة وطالب، فقد تمت «استعارة» بناء رياضي مقابل البيت اللبناني، اسمه «إسباس سيد (فسحة الجنوب)» لحاجات الاستحمام، شرط استعمال الحمامات في أوقات تم الاتفاق عليها، وهي من السابعة والنصف حتى التاسعة والنصف صباحاً.

وهي أوقات لا تلائم عدداً من الطلبة وخصوصاً في الشتاء، وقد أشار بعضهم إلى «غياب الأقفال على أبواب الحمامات، وإلى أنه «تم وضع بعض الأسرّة في قاعات بيت المهن والفنون» الذي لا يعاني هذه المشكلة. لكن، وحسب الطلبة أيضاً، فإن شروط الراحة في هذا المكان أيضاً تشبه الحياة في المخيمات، حيث «كان الشباب ينامون مثل السردين» حسب تعبيرهم. وفيما وجّه بعض الطلبة اتهامات إلى الدولة بـ«عدم دفع متوجباتها منذ 3 سنوات»، فإن مصدراً مطّلعاً فسّر لـ«الأخبار» بأن «ما تدفعه الدولة اللبنانية ليس التزاماً، بل هبات تسهم بخفض المتوجب على الطلبة»، منبهاً إلى أن البيت الذي يحوي ١٣٩ غرفة، «ليس ملكاً للحكومة اللبنانية، بل للجمعية الثقافية الفرنسية اللبنانية التي أسستها فيكتوريا مخزومي، والتي يرأسها اليوم الوزير هيرفيه غيمار». وأضاف المصدر أن «السفير اللبناني يترأس مجلس إدارتها مرة في السنة للمحافظة على طابعها اللبناني». وقد اعترف المصدر بأن «مجلس الوزراء لم يصوّت منذ 3 سنوات على أي هبة للبيت اللبناني»، إلا أنه شدد على أن الجمعية «تملك صندوق احتياط تم سحب مبلغ ٥٩ ألف يورو منه لتجديد نظام التدفئة». كما ذكر أنه «سبق للحكومة اللبنانية أن تأخرت 9 سنوات» أيام الحرب من دون أن يؤثر ذلك على سير البيت واستقباله للطلبة، وأن «بعض المحسنين» كانوا يقدمون حينها بعض المساعدات. وفي آخر خبر من البيت اللبناني، القابع في جنوب المدينة الجامعية، أن المياه الساخنة تعود اليوم الخميس ومعها حرارة التدفئة حتى لا يغترب الطلبة مرتين: مرة بغربتهم، وأخرى بالهرب من صقيع «بيتهم» اللبناني.

تعليقات: