أرشيف
خلافات فتح ــ حماس في لبنان تنذر بالأسوأ..
الاجهزة الأمنية اللبنانية حذرت الطرفين ووساطات لبنانية فشلت برأب الصدع..
تظلل المخيمات الفلسطينية بوادر التصادم بين حركتي فتح وحماس على خلفية احداث غزة، امتداداً من مخيمات الجنوب وصولا الى البقاع وطرابلس وصيدا وبيروت.
هذا الأمر يشغل بال القيادات السياسية اللبنانية الرسمية والامنية، حيث يقوم عدد من القيادات السياسية الحليفة للقضية الفلسطينية والتي ترتبط بعلاقات مع حماس وفتح بالتواصل بين الفريقين لتهدئة الخواطر ومعالجة اي اشكال، وقد بذل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والوزيرة بهية الحريري جهوداً في هذ المضمار دون أي جدوى نتيجة الخلاف الكبير بين الفريقين وعلى خيارات سياسية كبرى.
كما أن قيادة الجيش في الجنوب وتحديداً مديرية المخابرات قامت بالاتصالات بين الفريقين لمنع اللجوء والاحتكام الى السلاح.
محذرة الطرفين من استخدام الارض لحل الخلاف السياسي، وقد اتخذت مديرية المخابرات في الجيش خطوات في هذا المجال.
لكن مصادر متابعة تعتقد أن التوفيق بين الفريقين يستحيل في المرحلة المقبلة وكل الدلائل تشير الى تصاعد حدة الخلافات الامر الذي سينسحب توترات على الارض خصوصاً وان الخلافات على خلفية رفع صور وتمزيقها بدأت تأخذ اشكالا عسكرية عبر رمي متبادل للقنابل اليدوية.
وتتابع المصادر بان حصر هذا الملف من قبل الدولة اللبنانية لا يمكن الاّ من خلال الاسراع بتنفيذ مقررات الحوار اللبناني المتعلقة بازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وهذا الأمر امامه الف عقبة وعقبة.
وفي هذا الاطار تحاول الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين القيام باتصالات لرأب الصدع وخلق مرجعية فلسطينية من ضمن اطار منظمة التحرير لكن هذا الأمر رفضته حماس وفتح.
ومما زاد من حدة التوتر وحسب المعلومات قيام حركة فتح في عين الحلوة بتوزيع بيان هاجم حركة حماس بعنف داعياً الى طرد عناصرها من عين الحلوة.
لكن المقدم منير المقدح القائد العام لميليشيا فتح يبذل جهوداً لمنع شرب عين الحلوة «الكأس المرة» خصوصاً وان المقدح يرتبط بعلاقات جيدة مع حماس وهناك احترام لشخصه لدى كل الفصائل الفلسطينية، وهو من دعاة توجيه البنادق كلها نحو العدو الاسرائيلي، لكن الأمور أكبر من ذلك.
وفي ظل الصراع تسعى قيادة فتح في لبنان الى لملمة «صفوف الحركة» وتحديداً بعد المؤتمر الأخير «لفتح» في لبنان والذي ازال الكثير من سوء الفهم ما بين ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي وامين سر حركة فتح سلطان ابو العينين الذي هاجم حماس بقوة خلال اليومين الماضيين.
ومن المتوقع ان يعود زكي الى بيروت خلال اليومين القادمين متسلحاً بسلسلة قرارات لتفعيل عمل منظمة التحرير وحركة فتح عبر زيادة الموازنة وتفريغ المزيد من العناصر «الفتحاوية» لمواجهة حماس التي تحظى بغطاء شعبي تعاظم بعد أحداث غزة.
وبالتالي فان المخيمات الفلسطينية حاليا «قنبلة تحت الرماد» انفجارها متوقف على المسار بين فتح وحماس في غزة ولعملية التسوية برمتها.
وفي موازاة الخلاف بين فتح وحماس، من الطبيعي ان تستغل القوى الاصولية هذا الفراغ وتحاول تعبئته على الارض، خصوصاً وان مخيم عين الحلوة شهد في الفترة الأخيرة انشاء تيار تحت اسم «حركة الجهاد لنصرة غزة» بقيادة الفلسطينيين جمال حمد وغاندي السحمراني وتضم هذه الحركة معظم الذين قاتلوا الاميركيين في العراق وانتقلوا الى عين الحلوة ويجيدون رمي الصواريخ، ومن الطبيعي ان يتم التعاون مع فتح الاسلام وعصبة الانصار وغيرهما من المنظمات والاشخاص كعبدالله الحسن وابو عبيدة وخضر النعوسي وهؤلاء معروفون بميولهم الاصولية الجذرية.
ولهذه الحركة اهداف سياسية تأتي في طليعتها محاربة «الكفار» الاميركيين وقوات اليونيفيل.
هذه الوقائع تعرفها الاجهزة الامنية جيداً، والقوات الدولية لديها معلومات عن هذه العناصر التي تتحين الفرصة لضرب القوات الدولية والانتقال ايضا الى الجنوب لضرب الصواريخ باتجاه اسرائيل خصوصاً وان هذه العناصر بحاجة الى فتح مواجهات مع الاسرائيلي لكسب عطف الشارع العربي الذي يتهمهم بالتقصير في هذا المجال.
هذه العناصر السياسية والعسكرية تشكل حالة قلق حقيقي وتستدعي تضافر الجهود خصوصاً وان هذه العناصر غير ملتزمة بقواعد اللعبة.
وفي هذا المجال ايضاً اتخذت القوات الدولية سلسلة من الاجراءات في مناطق الجنوب بالاضافة الى اجراءات اثناء انتقال القوات من مطار بيروت وبالعكس عبر تجنب المرور على الطرقات المحاذية لعين الحلوة، والمرور بشوارع صيدا الداخلية بالاضافة الى اجراءات ما بين الجيه والدامور.
تعليقات: