المحامي الشهيد غسان داود

سماع شهود في الجريمة ولا توقيفات استهداف السياسيين في لبنان يتشابه.

لاحظت مصادر متابعة للتحقيقات في جرائم اغتيال سياسيين في سيارات مفخخة، بدءا بمحاولة اغتيال وزير الاتصالات مروان حماده عام 2004 والسيارة المفخخة التي استهدفت النائب جبران تويني عام 2006 الى اغتيال النائب وليد عيدو ان ثمة قاسما مشتركا بين العمليات الثلاث وهو ان العبوات المستخدمة موجهة، بمعنى ان قوة ضغطها توجه مباشرة نحو الهدف بعكس العبوة الدائرية حيث تتوزع قوتها دائريا في كل الاتجاهات. وتشير الى ان النائب عيدو الذي يقصد دائما نادي "سبورتنغ" في المنارة كانت امامه مسافة 150 مترا سيرا للوصول الى سيارته، التي ما ان استقلها هو ونجله خالد في الجهة الامامية، فيما جلس مرافقاه في المقعد الخلفي وانطلقوا من الممر الحكمي في طريق ضيقة، حتى انفجرت السيارة المفخخة عندما اصبحت سيارة عيدو في موازاتها او في موازاة النصف الخلفي منها مباشرة، فاطبق هيكل السيارة في ذلك القسم على المرافقين، في حين ادى ضغط الانفجار الى تطاير جثتي عيدو ونجله الى الملعب الرياضي واحتراق جثتي المرافقين بعد تحولهما اشلاء. وادى الانفجار الى انهيار حائط مدينة الملاهي حيث كانت تقف السيارة الجانية، وطمر الحفرة التي احدثها الانفجار.

وجرى مسح المنطقة المحيطة بموقع الانفجار، واستمع الى افادات عدد كبير من العمال وتم تفتيشهم في بناء قيد الانشاء يشرف على مكان الجريمة، دون العثور على ادلة يمكن ان تساعد التحقيق، باعتبار ان التقديرات الاولية المنطقية تشير الى ان العبوة فجرت بواسطة جهاز تحكم من بعد .

وتستنتج المصادر نفسها ان المُفجِر يبحث عن السبيل الاسرع لفراره، في وقت ينهمك الناس في ما احدثه الانفجار. وتبعا لذلك رجحت عدم وجوده في مكان مرتفع وفراره فور الضغط على جهاز التحكم.

وقدّرت ان حجم العبوة غير كبير قياسا بحجم الاضرار التي خلفها انفجارها في الموقع، فضلا عن آثار الاضرار في البناء المقابل لمكان توقف السيارة المفترضة الجانية حيث تصدع احد اعمدة اساساتها فحسب.

وتبين بنتيجة تحليل الحمض النووي الذي اجري على عينات من الجثث ان احداها عائدة الى المحامي غسان هايل داود (28 عاما)، وهو من بلدة الخيام قضاء مرجعيون، ويقيم في محلة رأس بيروت، وكان مغادرا مسبح "سبورتنغ "لحظة الانفجار، وهو يزاول مهنة المحاماة متدرجا منذ ثلاث سنوات، ويستعد لتقديم اطروحة في القانون الدولي .

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد ادعى "على مجهول وكل من يظهره التحقيق فاعلا او متدخلا او محرضا او مشتركا بجرم تأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وصنع واقتناء مواد متفجرة والقيام باعمال ارهابية بواسطتها وفي هذا الاطار اقدموا في 13 / 6 / 2006 عصرا وفي محلة المنارة قرب ملعب نادي النجمة الرياضي على تفجير عبوة ناسفة مما ادى الى استشهاد النائب وليد عيدو ونجله خالد عيدو واثنين من مرافقيه الامنيين وقتل ومحاولة قتل وايذاء عدد من المدنيين واحراق عدد من السيارات والحاق الضرر بالممتلكات والطرق العامة.

واحال اوراق الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر الذي عقد اجتماعا امنيا بعد الظهر في حضور فهد، وبحثوا في المعطيات المتوافرة عن ملابسات الانفجار .

وكان التحقيق استمع الى افادات عدد كبير من الشهود، واشارت مصادره الى عدم وجود اي توقيفات.

والدة الشهيد غسان داود وجدته تبكيانه