رئیس الموساد مئیر داگان
رغم الانشغال الرسمي الحالي لمختلف الاحــزاب والتيارات وعلى اعلى المستويات بملف الانتخابات النيابية في الدوائر كافة ومنها دائرة النبطية، غير ان حدثا هاما بقي طي الكتمان على مدى عشرين يوما ولكن صداه بات معروفا للقاصي والداني في منطقة النبطية وقراها، وهو يشير الى اكتشاف شبكة تجسس تعمل لصالح اسرائيل في مدينة النبطية.
قد لا يتفاجأ سكان النبطية وقراها بالحديث اليومي عن شبكة التجسس المكتشفة بخاصة ان اسماﺀ "زعيمها" بحسب قولهم بــات معروفاً وعلى كل لسان، ولكن ما يتفاجأ به هؤلاﺀ السكان قول احدهم "شو هالحكي لم اسمع بمثل هذه الامور".
في تفاصيل القصة حسبما تردد من مصادر شعبية بل وحتى امنية "ان شبكة تجسس تتألف من 12 لبنانياً تم اكتشافها في منتصف كانون الثاني الماضي وتعمل لنقل المعلومات والــصــور الــى الموساد الاسرائيلي، على ان المتهم الاول في هــذه الشبكة (م. ش) ومــن بلدة قريبة من مدينة النبطية، اعترف خلال التحقيقات التي ادلى بها انه على اتصال بالموساد الاسرائيلي منذ سنوات، على ان وتيرة هذه الاتصالات تفاعلت بعد حرب تموز 2006 بعد ان طلب الجانب الاسرائيلي منه توفير معلومات دقيقة ومفصلة عن تحركات حزب الله وبخاصة في منطقة شمال الليطاني التي تحظر على الحزب التحرك العسكري فيها تطبيقاً للقرار الدولي "1701.
وعن ظــروف توقيف الشبكة، حسبما يتردد "ان تحركات المتهم الاول واتهاماته المستجدة في الــقــضــايــا الامــنــيــة والعسكرية اثــــارت حــولــه الــشــكــوك، يضاف الـــى ذلـــك تــقــربــه الشخصي من مسؤول في حزب الله ودخوله في صداقة شخصية بهدف اكتساب المعلومات والثقة على حد" سواﺀ.
امــا عن اجهزة الاتصال التي تم ضــبــطــهــا ضــمــن الــشــبــكــة فهي متطورة جداً ومنها كاميرات تصوير في غاية الدقة وصغيرة جداً بحيث يمكن وضعها في اماكن محددة من دون ان تثير الريبة والشكوك، اضافة الــى كمبيوترات محمولة تــرتــبــط بشكة اتــصــالات خاصة عبر الاقمار الاصطناعية لتأمين التواصل بين اعضائها والجهات الخارجية.
وفي خصوص شبكات التجسس يرجح كثير من المحللين وجود صلات بين الشبكات العاملة في لبنان من ناحية تبادل المعلومات والتنسيق المخابراتي، وهــذا ما تفرضه آلية العمل التجسسي.
امــا رأي آخــر فيعتبر ان عمل شبكات التجسس لا يشترط هذا التنسيق وان كل مجموعة يحدد لها عمل خــاص ومــهــام محددة تــؤدي دورهـــا بموجبه، ويستند هذا الرأي ايضاً الى ان اي عملية كــشــف عــن هـــذه الــشــبــكــات من المؤكد انها ستؤدي بالضرورة من خلال الاعترافات الى افتضاح امر غيرها من الشبكات، لذا فن السرية مطلوبة في هذه الاعمال.
تمكنت مخابرات الجيش اللبناني بعد تزويدها بمعلومات من توقيف علي ويوسف الجراح بالقرب من مخيم صبرا وشاتيلا في التاسع من تموز، 2008 اثر توافر معطيات تشير الى تورطهما في مراقبة عدد من مسؤولي المقاومة، على ان عمل الاخوين في الشبكة لم يقتصر على لبنان بل شمل الأراضي السورية، حيث كلفت الشبكة نفسها بمسح بعض المناطق الأمنية الحساسة في العاصمة السورية دمشق.
تعليقات: