عناصر من “اليونيفيل” أمام أحد الصواريخ المصادرة
الجنوب - في حادث هو الأول من نوعه منذ صيف العام الماضي، وفي ظل استنفار أمني لقوات اليونيفيل العاملة في الجنوب تحسباً لاستهدافها بأعمال إرهابية، انطلقت، بعد ظهر أمس، 3 صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة كريات شمونة الإسرائيلية
لم يكد يمرّ ربع ساعة على انتشار خبر إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، حتى انكفأت حركة المواطنين عن الطرقات في مختلف المناطق الحدودية، وصولاً إلى منطقة النبطية، بعدما كانت ضفاف الينابيع والأنهر تزخر بتجمعات المواطنين الباحثين عن الاستجمام في نهاية الأسبوع.
فللمرة الأولى منذ انتهاء الأعمال الحربية في حرب تموز 2006، انطلقت من منطقة انتشار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعثر على صاروخ رابع في المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ، وهي عبارة عن واد يقع بين بلدتي الطيبة والعديسة الحدوديتين.
واتهمت إسرائيل فصيلاً فلسطينياً لم تسمّه بإطلاق الصواريخ التي سقط اثنان منها في مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، أما الثالث فلم يتخطّ الحدود الدولية ليقع قرب موقع للقوات الدولية في خراج بلدة حولا الحدودية.
وبعد الحادث، شهدت الطرقات المؤدية إلى خارج المنطقة الحدودية حركة سير خانقة. وبالاتجاهين، خضعت السيارات وركابها لعملية تفتيش مركّزة، وتدقيق في الهويات، من قبل عناصر الجيش اللبناني، الذين أقاموا، إضافة إلى حواجزهم الثابتة، حواجز جديدة انتشرت في القطاعين الشرقي والأوسط. وعلم أن هذه الحواجز، منعت، منعاً باتاً دخول غير اللبنانيين إلى المنطقة الحدودية.
كذلك رفعت قوات الطوارئ الدولية مستوى استنفارها إلى الحد الأقصى بعد الحادث، وسيّرت دوريات على طول الطرقات الحدودية وفي مناطق الداخل. وبشكل لافت، زاد توتر بعض العناصر الدولية، فهاجم أحد عناصر دورية تابعة للكتيبة الإسبانية الصحافيين الذين حاولوا تصوير دبابته عند مدخل بلدة الطيبة، شاهراً سلاحه، ومحاولاً ضرب أحدهم لمنعه من التصوير.
وفي الوادي الذي انطلقت منه صواريخ الكاتيوشا، توزّعت في كرم الزيتون القريب عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية اللبنانية، للكشف على الصاروخ الرابع الذي وجد جاهزاً للإطلاق على خشبة مسطحة صغيرة ومزوداً بساعة توقيت، ليتبين أنه من نوع كاتيوشا من عيار 107 ملم. وأحكم الجيش اللبناني طوقاً حول المنطقة ولم يسمح بعدها بالدخول إلا لعناصر من اليونيفيل مجهزين بثياب خاصة لنزع الألغام والعبوات.
واستقدمت القوات الدولية إلى المنطقة التي عثر فيها على الصاروخ عشرات الآليات المدرعة، ومنع المواطنون من الاقتراب من المنطقة أو إيقاف سياراتهم على جانبي الطريق.
ونفى حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــ القيادة العامة، في بيانين منفصلين، أي علاقة لهما بإطلاق الصواريخ.
ومساءً، أصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً اعتبرت فيه أن حادثة إطلاق الصواريخ، أمس، «مخالفة لمضمون القرار 1701»، محذّرة «من العبث بأمن الجنوب واستقراره». وأعلنت قيادة الجيش أن «وحدات الجيش وسّعت نطاق تفتيشها للقبض على الفاعلين» و«اتخذت التدابير الكفيلة لإحباط أية محاولات لاحقة».
قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب كرّرت في بيان صادر عنها ما ذكرته قيادة الجيش من أن الحادث «يشكل خرقاً خطيراً لقرار مجلس الأمن 1701، كما هو خرق خطير لاتفاقية وقف الأعمال العدائية». وذكرت في بيانها «أن القائد العام لـ«اليونيفيل» على اتصال مع كبار ممثلي الجيش اللبناني والإسرائيلي، وأن «اليونيفيل» تحث جميع الأطراف على إبداء أقصى درجات ضبط النفس والاحترام التام للقرار 1701، من أجل منع التصعيد».
أمّا رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة فاعتبر «أن الاستهدافات السياسية من هذا الحادث لا تخفى على أحد والمقصود منها التشكيك بقدرة الجيش الوطني وقوات الطوارئ على حماية الجنوب، وهذا كله بمثابة محاولات فاشلة لن يكتب لها النجاح».
أما حركة «أمل»، فقد رأت أن الجنوب «ليس بحاجة إلى أن يكافأ باستخدامه منصة إطلاق سياسية».
وفي أول تعليق له على إطلاق الصواريخ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن «إطلاق صواريخ الكاتيوشا هو محاولة لاستفزاز إسرائيل، لكنها لا تعتزم الانجرار وراء هذا الاستفزاز».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر في مكتب أولمرت قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الموجود في نيويورك «يعتزم طرح الموضوع أثناء لقائه الأمين العام للأمم المتحدة» بان كي مون.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي في ختام مداولات أعقبت سقوط الصواريخ أنه «لا يوجد تهديد آخر على شمال إسرائيل، ولذلك لا يجب على المواطنين المكوث في ملاجئ». وقد قدم الجيش الإسرائيلي احتجاجاً على الحادث لدى قائد اليونيفيل.
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكينازي
قبيل إطلاعه وزير الدفاع عمير بيرتس
على الوضع على الجبهة مع لبنان أمس
تعليقات: