حاصبيا ــ
يواجه أهالي بلدتي الكفير والخلوات في قضاء حاصبيا مشكلة تلوّث بيئي، تنجم عن عشوائية الصرف الصحي في بلدة الخلوات، وتطال أماكن زراعية وحرجية كان يمكن أن تصنّف محميات لو توافرت الشروط البيئية والقانونية لكي تكون كذلك.
فبعدما تفاقمت مشكلة هذا التلوث المستمر منذ سنوات عدّة في بلدة الكفير، ارتفعت أصوات الأهالي والمزارعين والبلدية، مطالبة بضرورة العمل على وضع حدّ لها، لما تخلقه من أخطار بيئية وصحية تهدد الأمن الصحي للمواطنين، وما تمثّله من تعديات على الأملاك العامة والخاصة، وخصوصاً أن أحد مسارب الصرف الصحي في بلدة الخلوات يصب وسط حرج صنوبر وعمره أكثر من مئة عام في بلدة الكفير.
ويعود سبب المشكلة لعدم وجود شبكة للصرف الصحي تراعي توزيع الأحياء وتأخذ بعين الاعتبار التضاريس السطحية، بما فيها ذلك الأحياء المرتفعة جداً أو تلك المنخفضة أكثر من اللازم في بلدة الخلوات التي يؤكد رئيس بلديتها، جميل أبو إبراهيم، أن «البلدية لم تأل جهداً لتوفير مساعدات من أجل إنشاء شبكة للصرف الصحي وفق المواصفات الحديثة. فالشبكة الحالية على قد الحال ولا تخدم الأحياء السكنية كلّها لاختلاف التضاريس، لكن ميزانية البلدية لا تسمح بتمويل مشروع ضخم لتطويرها. نحن في انتظار مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية قيمتها أربعة عشر مليون ليرة، تضاف إليها ستة ملايين من صندوق البلدية، لربط الشبكة الحالية بمحطة التكرير الموجودة أسفل واد يفصل بين قريتي الخلوات والكفير. وإذا توافرت تلك الهبات فستعمل البلدية فوراً على ربط الأحياء السكنية كلها في البلدة بالشبكة، من أجل إزالة التلوث الحاصل حالياً والخارج عن إرادتنا».
أما رئيس بلدية الكفير، ميشال عبود، فيتمنى توافر المساعدات لبلدية الخلوات لربط البلدة بمحطة التكرير بأقصى سرعة، لأن «هذه المشكلة التي مضى عليها بضع سنوات تمثّل مصدر قلق لأهالي البلدتين، بسبب ما ينتج منها من تلوث يطال المزروعات والأماكن الحرجية، إضافة إلى مجاري المياه السطحية. وقد طلبت بلدية الكفير منذ 4 سنوات من جارتها الخلوات العمل على ربط البلدة بالمحطة التي أنشئت بتمويل من جمعية الشبان المسيحية على قطعة أرض تملكها بلدية الكفير، ودفع المستحقات المترتبة عليها لتصبح شريكة فيها. كما اتُّفق على تسديد هذه المستحقات التي تبلغ قيمتها 18 مليون ليرة على شكل أقساط سنوية، بعدما تسلّمت بلدية الكفير مبلغ ثلاثة ملايين ليرة منها»، كما يقول، رابطاً البدء بالمشروع بتسلم بلدية الخلوات «المساعدة الموعودة من وزارة الشؤون الاجتماعية لربط البلدة بالمحطة»، ولافتاً إلى أن «القساطل متوافرة وموجودة لدينا، وهي من المشروع الذي موّلته جمعية الشبان والبنك الدولي في الكفير».
وفيما شدّد عبود على ضرورة رفع أذى التلوث الذي قضى على مواسم صيفية كاملة من العنب والتين، طالب عشرات المزارعين بضرورة وضع حد لهذا الفلتان البيئي المدمر الذي «طال مساحات واسعة من الكروم، وقضى على مواسم ومحاصيل كاملة خلال الصيف، مخلّفاً تلوّثاً وروائح كريهة»، ما يؤذي مزارعي البلدتين.
تعليقات: