انتظرت والدة الشهيد موسى فارس احد عشر شهرا، على نار شوق الامومة لتعرف شيئا، اي شيء، عن ولدها الذي خرج في 12 تموز الماضي ولم يعد. اشهرا طويلة اطول من دهور، حملت خلالها هذه المرأة خيالات الامومة بين ضبابيات المصير، فهو بين جريح واسير وشهيد ومفقود، وتاهت بين ذلك آلام الفراق بين امال العودة واللقاء. والى جانبها خطيبته تشاركها آلامها ولكن بشوق العروس الى عريسها، ولملمات الذاكرة من الايام الماضية وتلاوين ما رسماه من حياتهما القادمة على عتبة باب الدار.
لم يعد الشهيد ولا حتى جثته، بل عادت اخبار يقين استشهاده بعد جرحه وزف عريسا الى بيته الابدي، لكنه ما زال هناك اسيرا مع جثامين بعض رفاق الجهاد، يحتضنون الارض التي طالما تمنوا ان تطأها اقدامهم في يوم من الايام، وقد قضوا الساعات على تلك التلة يشتمون اريج النسمات الآتية من الجنوب.
موسى حسين فارس ( 24 عاما) شهيد آخر من مارون الرأس انضم الى اثنين آخرين من شهداء «الوعد الصادق» في البلدة (احمد مهنا وبشير علوية) فيما لا يزال مصير رابع مجهولا حتى الآن (حسن كامل كرنيب).
جرح الشهيد موسى خلال المواجهات التي دارت هناك على تخوم الحدود، مع توغل القوات الاسرائيلية الى داخل الاراضي اللبنانية، خلال عدوان تموز. وفقد الاتصال به منتصف ذلك الشهر، حتى ايام قليلة خلت عندما حصل «حزب الله» على معلومات متطابقة تؤكد استشهاده بعد اصابته ووقوع جسده في الاسر.
امس احيا اهالي مارون الراس ذكرى شهيدهم الثالث بعد اشهر على استشهاده، تذكروا بعض مآثره خلال السنوات الست التي قضاها في البلدة بعد التحرير، متنقلا في صفوف «حزب الله» من الانشطة الكشفية الى الصفوف العسكرية. وانفض الجمع على امل ان يكون اللقاء القريب بحسن كرنيب حيا يرزق.
تعليقات: