كيف جرى توقيف <مروان> وما هي إعترافاته وطريقة اللقاء بالإسرائيليين؟
هل من رابط مع إعلان نصرالله بعد أيام من التوقيف <التأكد من إغتيال <الموساد> لمغنية>؟
إكتسب ثقة قياديين في <حزب الله>·· فتوافرت لديه معلومات مباشرة أمدّ بها العدو..
باع سيارات لقياديين في المقاومة مزوّدة بجهاز يُحدّد مكان التواجد..
خرق التجاذب السياسي الحاصل على الساحة اللبنانية منذ مدة، وخصوصاً مع إقتراب استحقاق الإنتخابات النيابية المقبلة، تمكن مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع <حزب الله> من توقيف أحد عملاء <الموساد> الإسرائيلي (مروان·ك·ف·) 35 عاماً من بلدة كفرتبنيت - قضاء النبطية، الذي كان يتخذ من عمله كصاحب محطة محروقات وتجارة بيع السيارات وتأجيرها وصرف الشيكات مقابل عمولة كبيرة في منطقة النبطية، غطاءً لتزويد العدو بمعلومات وإحداثيات عن مواقع ومراكز لـ <حزب الله> والجيش اللبناني، وخصوصاً في منطقة النبطية·
وجاءت التفاصيل التي نشرتها <اللـواء> في عدد الثلاثاء 17 شباط الماضي حول توقيف (مروان)، صدمة للعديد ممن يعرفه، والمتابعين للملفات الأمنية، لأن المعلومات التي زوّد بها العدو الإسرائيلي منذ تجنيده في بداية التسعينيات، إستخدمها العدو في إعتداءاته وإستهداف المقاومين ومراكز حزبية في منطقة النبطية، وخصوصاً في عدوان تموز من العام 2006·
ويعتبر (مروان) أحد أكثر الأشخاص تزويداً للعدو بمعلومات هامة ومباشرة، استطاع الحصول عليها عبر العلاقة التي تمكن من نسجها مع مسؤولين في <حزب الله>، الذين كانوا يتحدثون أمامه بدون حرج، حيث <وثقوا به جداً>، وكلفوه بشراء العديد من السيارات التي كانوا يستخدمونها·· وقد إستغل ذلك، فعمل على تزويد السيارات بأجهزة تعطي اشارات لـ <الموساد> عبر الأقمار الإصطناعية تحدد مكان وجودها، وهو ما أتاح للعدو تحديد أماكن التجول والنقاط التي يتردد عليها هؤلاء المسؤولين، والتي تكون تابعة للمقاومة··
وهذه العلاقة مع مسؤولي وعناصر المقاومة وتوطيدها، أفادت (مروان) كثيراً، حيث قام خلال عدوان تموز 2006 وبهدف زيادة الطمأنينة للمقاومة، بتزويد مسؤوليها وعناصرها مفاتيح محطّته لإستخدام المحروقات منها· وهي لم تستهدف خلال العدوان، على الرغم من إستهداف العديد من محطات الوقود في منطقة النبطية والجنوب، وكذلك إستهداف مبنى مجاور كان يستخدمه قادة المقاومة·
وجاء توقيف (مروان) في 15 كانون الثاني الماضي، قبل أيام من إعلان أمين عام <حزب الله> السيد حسن نصرالله في 29 كانون الثاني الماضي <أن التحقيق أثبت أن <الموساد> الإسرائيلي إغتال عماد مغنية>·· دون أن يتم تأكيد ما إذا كان لشبكة (مروان) أي علاقة بسيارة الجيب ذات الدفع الرباعي التي قادها مغنية قبل إغتياله في دمشق في 12 شباط 2007!
وقد إتضح أن إعترافات (مروان) كانت هامة جداً، حول كيفية تجنيده من قبل العدو الإسرائيلي، وطرق الإتصال بهم، وكذلك إستخدامه لقبرص وفرنسا تحت ذريعة زيارة أشقائه هناك، كتغطية لدخوله الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ولقاء مسؤولين في <الموساد> الإسرائيلي·
<اللــــواء> تروي التفاصيل التي تمكنت من جمعها حول طريقة استدراج (مروان) وتوقيفه، وكيف جرى تجنيده ووسائل الإتصال وطرق الدخول وملاقاة قادة <الموساد> الإسرائيلي··
كيف تم إستدراج مروان؟
ذكرت مصادر موثوق بها، أن (مروان) تلقى إتصالاً من شخص على هاتفه الخليوي دون أن يظهر رقم المتصل، الذي طلب منه أن يصرف له شيكاً بقيمة 40 ألف دولار أميركي مؤخراً لخمسة أيام، على أن يعطيه مقابل ذلك 4 آلاف دولار، وتواعدا أن يلتقيا قرب (بئر القنديل ? النانا)، حيث توجه (مروان) وهو يقود سيارته ومعه هاتفه الخليوي والمبلغ المالي، وما أن وصل إلى المكان حتى صعد إلى سيارته وجلس بالقرب منه شخص كان ينتظره، قائلاً له:
اللقاء في مكان آخر·· وإتجها بسيارة (مروان)، الذي فوجئ لحظة وصوله الى المكان بسيارة تنتظرهما، ترجل منها شخصان حزبيان مقنعان، قاد الأول سيارة (مروان) بعدما قام بأطفاء هاتفه الخليوي·· والثاني قيادة السيارة التي واكبتهم··
وذكر أنه تم نقل (مروان) إلى منطقة الزهراني، ووضع داخل مبنى في بستان مهجور، حيث أخضع لتحقيق دقيق على مدى أسبوع بتهمة التعامل مع <الموساد> الإسرائيلي، ولقاء ضباط من المخابرات الإسرائيلية في قبرص عشرات المرات، وزيارة <إسرائيل> 6 مرات من خلالها أو عبر الزيارات التمويهية التي كان يقوم بها (مروان) إلى فرنسا، تحت ذريعة زيارة أشقائه الثلاثة هناك، وهم: (ع·) و(غ·) يتعاطيان التجارة و(ن·) تدرس طب، حيث كان يلتقي هناك أيضاً ضباطاً من <الموساد>·
وقامت زوجة مروان (ن·ن·) في 16 و17 كانون الثاني الماضي بإبلاغ القوى الأمنية في منطقة النبطية، بإختفاء زوجها، لكنها لم تشفِ غليلها بأي جواب، فكل القوى الأمنية في الجنوب كانت تؤكد أن (مروان) ليس لديها، ولا علم لها بمكان وجوده، وقد عمدت الى محاولة معرفة الإتصالات والأرقام التي وردت إلى (مروان) قبل إختفائه·
وبعد أقل من شهر - أي في 10 شباط الماضي، قام <حزب الله> بتسليم (مروان) إلى مخابرات الجيش اللبناني، التي حققت معه بالتهم المنسوبة إليه بالتعامل مع <الموساد> الإسرائيلي، وتزويده بمعلومات عن <المقاومة الإسلامية> والجيش، وهو ما أتاح للعدو تنفيذ العديد من الإعتداءات في منطقة النبطية والجوار تحديداً·
وتبين أن كل السيارات التي كان يستوردها (مروان) من خارج لبنان، فيها وكالات، وكانت تتنوع بين <مرسيدس غواصة> وسيارات جيب و<بي·أم·> وخصوصاً <أكس5>، وموديلاتها بين 2007 و2009، وبعضها كان يستخدمه للإيجار لمن يرغب·
وبين السيارات التي استوردها (مروان) سيارات جيب اشتراها كوادر في <حزب الله>، حيث تبين أنه ثُبت بها أجهز تبث اشارات عبر الأقمار الصناعية بنظام (جي·بي·أس·)، وبالتالي تُمكن جهاز <الموساد> من تحديد الأماكن التي تنتقل اليها السيارة، وهو ما أتاح كشف العديد من المراكز التي تستخدمها المقاومة·
وعلم أنه تم كشف الجهاز عن طريق الصدفة، عندما كان يجري أحد المسؤولين معاينة لسيارته لاصلاح عطل بها، فاكتشف من يقوم بالمعاينة والتصليح، أن هناك جهازاً غريباً في السيارة مثبت بها ويعطي اشارات معينة، فتم فحص سيارات أخرى ووجد فيها ذات الجهاز المضاف اليها، وتبين أن القاسم المشترك بذلك هو شراء السيارات من (مروان)، فطلب منه شراء سيارات جديدة ومن ذات النوع، فاتضح بأنها أيضاً مزودة بذات الجهاز، فتمت مراقبته واستدراجه وتوقيفه في 15 كانون الثاني الماضي·
وذكر أن (مروان) إعترف بما نُسب إليه، وأنه تم تجنيده من قبل <الموساد> الإسرائيلي في بداية التسعينيات، حيث بدأ بتزويد العدو بالمعلومات والإحداثيات بشكل متواصل، وأن هذه العلاقة كانت مع ضباط يهود في فرنسا، وأنه كان يستخدم فرنسا كممر قبل التوجه إلى قبرص وإلى داخل فلسطين المحتلة للقاء ضباط إسرائيليين· وأنه إتصل بالإسرائيليين 15 مرة على <كرت أورانج>·
وقد إستمعت الأجهزة الأمنية إلى زوجة (مروان) (ن·ن·) التي ذكرت مصادر معنية أنها لا تعلم أي شيء عن تعامل زوجها·· وذكر أن (مروان) وخلال العام 2008 زار فرنسا 5 مرات، بينها في احدى المرات، حيث كانت زوجته على وشك ولادة الإبنة الثانية، والتي بلغت الآن (9 أشهر)، علماً بأنه لها شقيقة أخرى عمرها (3 سنوات)، فتركها هناك وغاب عنها حوالى 15 يوماً، وتوجه إلى قبرص لمدة 10 أيام دون أن تعرف الهدف من زيارته، حيث أبلغها أنه في قبرص، ولكنه كان قد زار <إسرائيل> مرتين·
وبعدما بدأ (مروان) يشعر بالخوف الداخلي من افتضاح أمره، راح يعد العدّة لمغادرة لبنان إلى فرنسا وبشكل نهائي، وذلك قبل إستدراجه وتوقيفه من قبل <حزب الله> بعدة أيام، ولكن زوجته (ن·ن·) رفضت ترك التدريس في منطقة النبطية، على الرغم من إغراءاته بأنه سيؤمن لها فرصة عمل ممتازة تفوق راتبها في التدريس 5 أضعاف·· مؤكدة أنها لا تريد أن تعيش في مجتمع غربي غير محافظ على التقاليد الإسلامية·
وأفيد أن لدى (مروان) جهاز كومبيوتر خاص كان لا يسمح حتى لزوجته بإستخدامه، بل كان يبقى معه كيفما تحرك، وكان يستخدمه للإتصال بالعدو عبر <الإنترنت> وبطريقة متطورة لم يتم كشفها، وقد صادرت مخابرات الجيش جهاز الكمبيوتر عندما داهمت منزل (مروان) ومكتبه فوق محطته قبل حوالى 10 أيام· حيث تم أيضاً مصادرة كاميرات وأشرطة فيديو تعود إلى عرسه في العام 2000·
كما قامت مخابرات الجيش بمصادرة سيارة خاصة بـ (مروان) من منزله وهي من نوع (مرسيدس 320 - موديل 2007)، جرى نقلها إلى مديرية مخابرات الجيش في بيروت لتفكيكها، بعدما تبين أن صندوقها مقفل بإتقان، ولم يتم العثور على مفاتيحه· وكانت قوى حزبية قد صادرت 5 سيارات أخرى تخص (مروان) فور إختفائه·
كذلك داهمت مخابرات الجيش خلال الأيام الماضية محطة محروقات في كفرتبنيت يملكها (أ·ف·) كان يعرض (مروان) سياراته أمامها للبيع، وذلك بحثاً عن سيارة تخص (مروان) وهي من نوع (بي·أم - بوي) زيتية اللون، لكنه لم يتم العثور عليها، ولم يفد أنه جرى التحقيق لا مع صاحب المحطة ولا مع أي من العاملين فيها·
وعلم أن مخابرات الجيش أخضعت حتى الآن 12 شخصاً للتحقيق معهم حول مدى علاقتهم بـ (مروان)، بينهم فتيات، ومنهم على سبيل المثال: (م·أ·)، (ج·و·)، (س·ع·) (ع·ذ·)، (م·ق·)، (م·ح·)، (ع· ق·)، (ع· ط·) و(م· س·) وغيرهم، حتى والدته وزوجته (ن·) وعمال محطة المحروقات الذين لا يملكون أية معلومات بشأنه، لأنه كان يلتزم الصمت في تحركاته الخارجية·
وأفادت مصادر مطّلعة أن السلطات القضائية أعطت الإذن للسلطات الأمنية اللبنانية بالتنسيق مع مصرف لبنان، حيث تم كشف السرية المصرفية عن حسابات (مروان)، فتبين أن كل أمواله هي بإسم والدته - وهي من بلدة كفرتبنيت، وموضوعة في أكثر من مصرف، وأن لا أثر أبداً لكيفية حصوله على الأموال· علماً بأنه أيضاً فضلاً عن إستيراده للسيارات لبيعها أو تأجيرها، كان يصرف شيكات مؤخرة مقابل عمولة كبيرة·
ونفت شقيقتا (مروان) (ر·) و(ف·) أي معرفة بإتصالاته بالخارج، ولم يعرفن إرتباطه بـ <الموساد> إلا عبر ما نشر في وسائل الإعلام، حيث فوجئن بذلك فور سماعهن الخبر·
وبعد توقيف (مروان) بوشر بتفكيك الشبكة لمعرفة من كان يتعاون معه، حيث من المتوقع أن يصار قريباً الى اماطة اللثام عن أشخاص كانوا يعملون على تسهيل الإتصال بـ <الموساد> عبر أقرباء لهم فروا مع اندحار العدو الإسرائيلي وعملائه عن الجنوب في أيار من العام 2000·
مقتطفات صحفية أمام منزله
قامت سيارة مدنية من نوع (B.M.W) برمي مقتطفات مما كتب عن (مروان) في جريدة <اللـــــــواء> أمام منزله، وفي الحي الذي يسكن فيه قرب <النانا> وعلى طريق زبدين - النبطية ليثبتوا لمواطني المنطقة خبر تعامله مع <الموساد> الإسرائيلي·
تعليقات: