أبو عبد البيروتي·· رمز المروءة والشهامة

الدكتور محمد خير القاضي
الدكتور محمد خير القاضي


من رحم النخوة والمروءة والشهامة·· والتكامل والتضامن والتعاضد· ولدت الشخصية البيروتية·· مدافعة عن الحق والكرامة والدين والأمة·· بيروت الثغر العربي المدافع عن الداخل العربي بوجه الغزوات والمطامع استطاع أهلها المرابطون على السواحل أن يشكلوا على مر الزمان شخصية تاريخية تجمع كل تلك الصفات·· فكان أبو عبد هو الرمز·· الكبار يذكرون راشد شاتيلا وراشد دوغان ومحمد الحوت وعبد خالد وأحمد البواب ومصطفى الحلوجي ودرويش بيضون وأبو علي وأبو أحمد عيتور وأبو عفيف البعدراني وأبو عفيف كريدية وسعيد حمد وغيرهم·· وغيرهم·· أولئك مثلوا وشكلوا صمام الأمان الإجتماعي لمجتمعهم··

وجاء الإستعمار ففرض انماطا جديدة من القبضايات·· كانوا مخبرين للسلطات ليس إلا، ومنفذين لأوامرها وتعليماتها لخرق الصف الوطني·

· وعملت الزعامات المحلية وما زالت على تفريخ ديوك الشوارع والزواريب والمفاتيح الإنتخابية وازداد عدد الشبيحة في محاولات فاشلة وغبية لإستمساخ نماذج مقززة وباهتة عن رجالات أيام زمان·

واستكمالاً لمؤامرة ضرب الشخصية البيروتية قامت أجهزة متخصصة عبر مخططات إجرامية بإغراق الأسواق بنكات سمجة وتحامل مغرض يصب في خانة محاولات اغتيال أبو العبد·· وكأن بيروت التي صمدت بوجه الزلازل والبراكين والحروب والإجتياحات الخارجية والداخلية، مكتوب عليها مواجهة غارات نفسية لتحطيم رموز العزة والكرامة والعنفوان فيها··

أبو العبد وأبو صطيف لم يكونا معتوهين أو مسطولين بل أن مواقفهما هي التي أدخلت الرعب الى قلوب الأعداء فانهالوا عليها بالأكاذيب وأحاديث الإفك ولهم في ذلك تاريخ··

من قاتل الإستعمار وواجه الاحلاف وحمى الثورة وانتفض ليس مسطولاً ومن خرج من رحم المقاصد والكشاف المسلم والأزهر ليس معتوهاً ولكن المعتوه الحقيقي هو من يظن أن حربه النفسية قادرة على جعل أهل بيروت كما يجعلون ثياب المروءة ويتوجهون نحو الرذائل والمثيلية وارتكاب المعاصي··

أبو عبد الذي أحسّ ذات يوم بأن كرامته في خطر وهبّ مدافعاً عنها في معركة كرامة بيروت يوم الثالث من أيلول فاكتسحت لوائح الكرامة معركة بيروت يومها رغم شدّة الحملات وظلم الوصاية·· وكرّر أبو عبد فعلته مثنى وثلاث ورباع··

يا أهل بيروت لا تساهموا ولا تسمحوا لأحد بالعبث والنيل من ذاكرتكم ورمز شرفكم وارفضوا المساس بتراث بناه الآباء والأجداد واذكروا جيداً بأنه من لا يكرّم نفسه لا يُكرّم··

لبس أحمد خليفة ابن الطريق الجديدة، الخنباز وحمل العصا وفتل الشاربين ملتصقا بالشخصية التي آمن بها واحبها لأصالتها وكرمها فجسدها ورأى من خلالها وجه بيروت الطيب واخلاق أهلها الدمثة وانتصار الحق بوجه السلاح والقهر ومحاولات الاذلال·

لقد علمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري كيف ننتصر للكرامة وسوف يرتاح في عليائه بأن يرى أحبابه ومريديه على العهد سائرون وعلى النهج محافظون··

بيروت تعتز بابنها أحمد خليفة رحمه الله وتعاهده على إبقاء إسم أبو العبد نظيفاً لا تطاله أيدي السوء وألسنة الغدر رحمك الله يا أحمد والأمانة باقية بيد من يبقى والدرب طويل وشاق وإننا سالكوه·

* عضو مجلس بلدية بيروت السابق

تعليقات: