أبو حسين علي عبد الحسن مهدي
شهدت مدينة نيويورك حدثاً قد يحرج أكثر الزعامات العربية عندما عُرضت بعضاً من مقتنيات داعية السلام، ومهندس إستقلال الهند، المهاتما غاندي للبيع. كانت مقتنيات متواضعة عبارة عن نظارتين وساعة جيب وزوجي صنادل جلدية وصحن وقدح، بيعت خلال مزاد آثار بما يقارب المليوني دولار لشارٍ هندي، كي تعود إلى مكانها الصحيح في الهند تقديراً واحتراماً لصاحبها وكي تراها الأجيال الهندية...
تُرى لو جمعنا أكثر حكام العرب في يومنا هذا وهم بكامل مقتنياتهم، التي لم تكن بمتناول غاندي، وعُرضت في مزاد علني لما بلغت شيئاً له قيمة تُذكر!
نحن العرب منذ قرون خلت ليس لنا زعامات لها من الأعمال ما تستحق أن يذكرها الزمن في سجلاته، إلا ما ندر، بل معظمهم كانوا زعامات لها وجوه وأياد سوداء حملوا معهم لعنات شعوبهم...
نحن العرب نمشي خلف الزمن حفاة، عراة، لا نملك شيئاً نعتزّ بتقديمه إلى أرشيف الزمن إلا القليل، وسوف نبقى من غير أحذية ونظارات وساعات وأقداح وطنية.. وسيبقى زعماؤنا، كما نرى أكثرهم اليوم، أبعد ما يكونون إلى تطلعات شعوبهم.
تعليقات: