علي جراح
صوّرا مكان اغتيال مغنية ومواقع للجيش والمقاومة..
طلب قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر عقوبة الإعدام للأخوين علي ويوسف ديب جراح لقيامهما بالتعامل مع العدوّ الإسرائيلي وإعطائه معلومات لفوز قواته، ومراقبة وتصوير مواقع عسكرية تابعة للجيشين اللبناني والسوري والمنظمات الفلسطينية والمقاومة وحزب الله، واستعمال جوازات سفر وبطاقة هوية مزوّرة، وأحالهما على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة سنداً للمواد 278 و275 و283/284 و463/454 عقوبات، و157 من قانون القضاء العسكري.
وكشف القرار الاتهامي الذي أصدره مزهر، أمس، أنّ علي جراح قام بعمليات تصوير لمناطق عديدة في سوريا شملت مراكز وثكنات عسكرية للجيش السوري ومنها داخل مدينة دمشق انطلاقاً من ساحة الأمويين، شارع الصالحية، وساحة المرجة، فيصوّرها ويحدّد أماكنها مع شرح مفصل، كما أنّه قام خلال تصوير مدينة دمشق بتصوير منطقة كفرسوسة الواقعة بين منطقة الميدان وأبو رمانة والتي استشهد فيها المسؤول العسكري للمقاومة عماد مغنية.
وأضاف القرار أنّ الأخوين جرّاح سافرا إلى فلسطين المحتلة مراراً، لمقابلة ضبّاط «الموساد» لإمدادهم بالمعلومات ولتلقي الدورات التدريبية المكثّفة على الأجهزة اللاسلكية العادية والمتطوّرة وكيفية التصوير بواسطة كاميرات مثبتة بطريقة سرية داخل سيارة وذلك بواسطة الصوت والصورة وقراءة الخرائط الجوية واستخراج الإحداثيات لبعض الأماكن والأهداف عبر خطوط الطول والعرض.
وتمّ تجنيد علي جراح في العام 1983 بعدما اعتقلته المخابرات الإسرائيلية على معبر غزة في البقاع الغربي، فاعترف في التحقيق معه بانتمائه إلى «فتح» ووافق على التعامل مع الضابط «أبو النور» مقابل إخلاء سبيله، وأخذت له صور فوتوغرافية خلال تسليمه مبلغ أربعمئة ليرة لبنانية على أن يحضر معه المعلومات المطلوبة إلى معبر غزة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته.
وخلال الأعوام 1986 و1990 و1992 و1996 و2004 انتقل علي جراح بالجوّ إلى فلسطين المحتلة عبر التوجه إلى بلجيكا وإيطاليا حيث كان يسلّم جواز سفره إلى السفارة الإسرائيلية فيهما ويأخذ جوازاً إسرائيلياً يحمل رسمه الشخصي ويتوجه بواسطته إلى مطار تل ابيب ويجتمع بالضباط «شوقي»، و»جاك» و» ميشال» و»أيوب».
وخلال العام 2004 عمد الإسرائيليون إلى تطوير طريقة جمع جراح للمعلومات من النظري إلى الاستحصال على صور لبعض المراكز العسكرية السورية بداية في لبنان وتحديداً مراكز عنجر، وجلالا، وشتورا، ولاحقاً داخل الأراضي السورية، وكذلك لمراكز عائدة للجيش اللبناني في منطقة شتورا ومحيطها بعد الانسحاب السوري من لبنان، وللشاحنات العابرة عن طريق المصنع باتجاه لبنان وخاصة تلك التي تسلك الخطّ العسكري لمعرفة نوعها ورقمها وحمولتها ما إذا كانت فيها أسلحة مهربة لمصلحة حزب الله وذلك بالصوت والصورة بواسطة كاميرا مثبتة داخل سيارة جرى تدريبه على كيفية تركيبها واستعمالها وأجريت له تجربة حسية عليها في فلسطين المحتلة.
وكان علي جراح يتلقى مبالغ مالية طائلة لقاء عمله هذا ووصلت في بعض المرات إلى 15 ألف دولار أميركي كان يتقاسمها مناصفة مع شقيقه يوسف بعد عودته إلى لبنان.
وخلال حرب تموز 2006، بقي علي جراح يتواصل مع «الموساد» ووضع الكاميرا في سيارته حيث عمد إلى تصوير كلّ الشاحنات الآتية من سوريا عبر المصنع مع تحديد رقمها ونوعها، وتصوير القرى الشيعية المتاخمة للسلسلة الشرقية في البقاع لاعتقاد الإسرائيليين بوجود صواريخ لحزب الله فيها وخاصة الأماكن التي يطرأ عليها متغيرات في أرضها مثل إحداث حفريات أو تحديد شبكات هاتف ومياه فيها وغيرها.
تعليقات: