الشيخ إمام: إزاي أتوب وانا أيوب؟

القاهرة - في غرفة صغيرة على سطح أحد المنازل البسيطة في حي «حوش آدم» في قلب القاهرة الفاطمية كان مولانا الشيخ يسهر كل ليلة وفوقه صورتان إحداهما للمناضل الثوري تشي غيفارا، والأخرى لأبو علي إياد(قيادي في حركة فتح) رسمها مرافقه وصديقه محمد علي. في هذه الغرفة كان يجتمع عدد من مثقفي مصر وفنانيها على اختلاف أعمارهم يستمعون وينشدون مع الشيخ والشاعر أحمد فؤاد نجم جديدهم من القصائد الثورية ويتساءلون عن الخلاص. ورحل الشيخ إمام وترك أحمد فؤاد نجم الذي تغير كثيراً، إذ لم يعد يعنيه أن يشارك في الاحتفالية التي نظمتها نقابة الصحافيين المصريين أول من أمس في ذكرى رحيل الشيخ إمام، ولا في الاحتفالية التي سبقتها في ساقية الصاوي ولم يعد أحد يتوقع حضوره أي احتفالات مماثلة سواء في ذكرى الرحيل أم الميلاد.:

المفارقة التي شهدتها الاحتفالية تمثلت في حضور الكثير من الشباب الذين يحفظون تراث الشيخ والشاعر، وارتجت القاعة من التصفيق والغناء مع النجوم المشاركين ومنهم الفنانة عزة بلبع والملحن والمطرب أحمد اسماعيل، وفرقة «اسكندريلا» وفرقة «الطمي» اللتان استطاعتا احياء أجواء إمام. وقالت بلبع إن «ألحان الشيخ إمام لا تحتاج إلى كلام فهي مازالت تعيش في الوجدان العربي». وغنت فرقة «الاسكندريلا» التي تتشكل من مجموعة من الشباب الواعد عدداً من أغاني الشيخ بتوزيع موسيقي جديد. وعُرض على هامش الاحتفالية فيلم تسجيلي تونسي عن الشيخ إمام بعنوان «عاشقات الشيخ إمام»، والغريب حتى الآن أن لم تقم جهة مصرية بإنتاج فيلم يحتفي بتراث الشيخ.

يذكر أن الشيخ إمام أحمد عيسى ولد في الثاني من تموز (يوليو) 1918 في قرية أبو النمرس إحدى قرى محافظة الجيزة، لأسرة فقيرة، ومات قبله سبعة أشقاء وأصيب إمام بالرمد في السنة الأولى من عمره، وفقد بصره بسبب الجهل والفقر، وقضى طفولته في حفظ القرآن.

----------------

تونس أيضاً تحتفي بالشيخ إمام في ذكرى رحيله

يتواصل في العاصمة التونسية الاحتفاء بالذكرى السنوية العاشرة لرحيل الفنان المصري الشيخ إمام أحد أبرز رموز الأغنية العربية وذلك على امتداد أربعة أيام تحت عنوان "اتجمعوا العشاق".

وافتتحت التظاهرة التي ينظمها التياترو الثقافي بالعاصمة بورشة عمل حول الارتجال الصوتي والموسيقي، قبل أن يعقد نقاش مفتوح عن الأغنية في زمن العولمة بمشاركة باحثين ونقاد وموسيقيين بالإضافة إلى المزج بين الورشات التدريبية في الإلقاء الموسيقي والحفلات الموسيقية والمنتديات والنقاشات حول الفنان.

وخصص منظمو المهرجان فترة مسائية يوم أمس للاستماع إلى أشعار احمد فؤاد نجم وهو مؤلف أغلب أغاني الشيخ إمام، تلاه حفل موسيقي شارك فيه فنانون من تونس والأردن.

كما يعرض اليوم المنظمون تسجيلات خاصة لسهرات الشيخ امام على امتداد مسيرته الفنية، ثم حفلا موسيقيا بعنوان "صوت عربي مجروح" يقدمه الباحث الموسيقي التونسي عادل بوعلاق.

وقال منظمو التظاهرة المهداة إلى روح الراحل الشيخ إمام إنهم اختاروا تكريم مغني "الرفض والثورة" كدليل على التمسك بالفن الأصيل وعدم الانسياق وراء الأغنية العصرية وما يوصف بالأغاني الهابطة والمتردية التي زاد انتشارها.

وقد عرف الشيخ إمام كرمز من رموز الأغنية الملتزمة في العالم العربي وأحد أبرز نجوم الغناء السياسي خلال النصف قرن الماضي حيث يتجاوز رصيده الغنائي نحو 200 أغنية أبرزها "نزلوا الثوار على جبهتنا" و"يامصري" و"وقفوني عالحدود" و"دولا الورد الحر البلدي" و"بدي كلمة حلوة".

(عن الموقف التونسية الأسبوعية)