مكان الخرق الاسرائيلي في خراج ميس الجبل
القوات الدولية طالبت العدو بوقف الضخ والجيش مستعد لصد أي انتهاك
ميس الجبل -
يواصل العدو الإسرائيلي خرقه للقرار الدولي 1701 عبر تحليق طائرته الحربية فوق البلدات والمدن اللبنانية بشكل دائم، أو من خلال ضخ مياه سامة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة نحو الحقول اللبنانية المتاخمة للشريط الشائك، دون أن يأخذ بعين الاعتبار وجود القوات الدولية والجيش اللبناني المنتشرين على مسافة قريبة جداً من الحدود، وهو يمعن في خرقه للممتلكات وللأرزاق وكان أخرها ضخ قوات الاحتلال مياهاً سامة في محلة طوفا في خراج بلدة ميس الجبل، مما أدى إلى توتر الوضع وحالة استنفار للقوى اللبنانية والدولية انتهت مع إزالة العدو المضخة وخراطيم المياه التي أستخدمها لجر المياه إلى الحقول اللبنانية المتاخمة للحدود.
هذا المسلسل من الانتهاكات ما زال مستمراً وهو يتنقل بين قرية وأخرى، ففي العام 2005 ضخ العدو مياهاً سامة في محلة المغارة في خراج بلدة ميس الجبل مما أدى إلى تسمم التربة مدة طويلة لم يتمكن المزارعون من استثمارها طيلة ثلاث سنوات وفقد الكثير منهم مورده المعيشي الرئيسي، وتكرر الخرق في17/3/2008 في محلة طوفا وكذلك بالأمس، وكان العدو قد خرق القرار الدولي في بلدة كفركلا عندما قام بضخ مياه الأمطار من بساتينه المنتشرة في مستعمرة المطلة إلى بلدة كفركلا عبر عبّارة <كفركلا> مخلفة أضراراً جسيمة في الممتلكات والحقول الزراعية، وبعد اجتماعات ولقاءات عديدة عقدت بين قيادة الجيش اللبناني واليونيفيل في الناقورة من جهة وقوات الاحتلال من ناحية أخرى، حلت مؤقتاً هذه المشكلة من خلال إنشاء بركة أسمنتية في الجهة اللبنانية قبالة برك المياه الإسرائيلية بطول 50 متراً وعمق 3 أمتار تتجمع فيها المياه الإسرائيلية ومن ثم تعمل القوات الدولية على نقلها إلى مناطق بعيدة عن كفركلا، وما زال العمل جار حتى اليوم لإنهاء هذا المشروع ووضعه موضع التنفيذ.
هذه الخروقات الإسرائيلية المتكررة ما زالت تتفاعل بين الأهالي في بلدة ميس الجبل والقرى وهي موضع استنكارات عارمة حتى أن البعض طالب بوضع حد نهائي لتمادي العدو في انتهاكاته لأنها توتر الوضع الأمني وتقلق السكان وخاصة فئة المزارعين.
<اللواء> جالت في البلدة واستمعت إلى آراء بعض المزارعين الذين طالبوا بوقف نهائي لهذه الخروقات معتبرين ضخ المياه بمثابة اعتداء على الأرض والعرض وانتهاك للقانون الدولي وإرهاب من نوع آخر يجب التصدي له بكل الوسائل.
ويعتبر المزارع إسماعيل محمد هزيمة أن العدو الصهيوني لا يرمينا بالورد والرز بل بالأوساخ والنفايات السامة والمياه المضرة بالتربة، وهو كان قد رمانا سابقاً بالصواريخ والقذائف، وهو لن يتوقف عن تهديد أمننا ومصادر معيشتنا إلا إذا وضعت الدولة اللبنانية واليونيفيل حداً له، وقال: المياه السامة التي تضخها إسرائيل نحو حقولنا تترك أثراً سلبياً على أرضنا الزراعية فلا يمكن استثمارها قبل سنتين فهي تقتل خصوبتها ولا يمكن لأي نوع من الزراعة أن تعيش فيها، فهذه المياه مضرة جداً ونحن لا قدرة لنا على تحمل نتائجها، كما أننا في بلدة ميس الجبل لن نقبل من العدو أي شيء حتى لو كانت مياه صالحة، وعلى العدو أن يعلم أننا لن نسكت طويلاً عن هذا الخرق إذا لم يعالج من قبل المعنيين، ونحن شعب نريد العيش بأرضنا وبسلام وإذا حاول أحد حرماننا من مصادر رزقنا فسوف يدفع الثمن غالياً.
نائب رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير الذي يتابع عن كثب مجريات الأمور أشار إلى أن الوضع توتر كثيراً عندما خرقت إسرائيل القرار 1701 وضخت مياهاً سامة نحو حقول المزارعين، وما زلنا نعيش وضعاً ليس طبيعياً، ولا يجوز أن نعيش دوماً في قلق لأن إسرائيل تريد أن تتخلص من أوساخها ونفاياتها السامة، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته خاصة قوات اليونيفيل وعليها منع إسرائيل من التمادي في الاعتداء علينا.
وأضاف شقير أن الخرق الإسرائيلي هو بمثابة اعتداء على الأرض والبشر في آن معاً وهو عمل إجرامي وإرهابي ويستدعي الرد عليه، ونحن كنا في البلدية سنعمل على وقف هذا الأعتداء عبر طريقتنا لكن الجيش واليونيفيل تدخلوا وأوقفوا ضخ المياه الصهيونية السامة نحو أرضنا ونأمل أن لا يتكرر ذلك. وهذا الخرق ليس الأول من نوعه فهو تكرر في أماكن عدة دون أن تتمكن القوات الدولية من منعه.
وتابع يقول: <إن أراضي بلدة ميس الجبل طاهر عُبِّدت بدم المقاومين والشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان وهي لن تكون مكاناً لرمي النفايات المعادية، وهذا الاعتداء أثار تفاعلات ما زالت مستمرة ونحن لن نسكت عن أي خرق أخر وسوف نلجأ إلى اتخاذ كل التدابير لمنع ما سيحصل مستقبلاً.
اليونيفيل
ومن مراسل <اللواء> في صور جمال خليل وتعليقاً على مواصلة اسرائيل ضخ المياه من داخل اراضيها الى الاراضي اللبنانية في منطقة <طوفا> في خراج بلدة ميس الجبل اوضحت الناطقة الرسمية باسم <اليونيفيل> ياسمين بوزيان انه كان هناك ضخ لمياه الامطار من اسرائيل وفد حضرت <اليونيفيل> والجيش اللبناني الى المنطقة، حيث قامت <اليونيفيل> باتصال بالجيش الاسرائيلي وطلبت منه التوقف عن الضخ، كما طلبت منه تفادي اي ضخ آخر للمياه من اسرائيل باتجاه الاراضي اللبنانية.
مصادر
وفي هذا الإطار، أفادت مصادر مطلعة لـ <المركزية> بان التعامل مع الخروق والانتهاكات الإسرائيليّة للسيادة اللبنانيّة يتم بشكل سريع لتلافي حدوث أيّ احتكاك بين الجانبين، حيث ينسق جهاز الارتباط التابع للجيش اللبناني مع قوّّات اليونيفيل لمعالجة أيّ خرق أو انتهاك يطرأ على الحدود الجنوبيّة، ما يضمَن الحفاظ على الهدوء والاستقرار، ويدخل ضمن ذلك تعديل نقاط الاعتلام على الخطّ الأزرق أو ممارسة أعمال استفزازيّة إسرائيليّة باتجاه الأراضي اللبنانية.
وفي موازاة ذلك، يؤكد مصدر عسكري رفيع لـ <المركزية> جهوزيّة الجيش للتصدّي لأيّ خرق، مؤكداً ان روحيّة الدفاع عن الوطن موجودة لدى كلّ مجنّد، ولا شيء يردع العسكري عن القيام بواجبه سوى انعدام الوسائل لمواجهة العدو، وأشار الى ان الأوامر الموجّهة هي التعامل مع أيّ خرق إسرائيلي بالوسائل المتاحة.
مناورة
ومن مراسلنا في حاصبيا ان قوات الاحتلال الاسرائيلي نفذت ليل امس الاول وصباح امس مناورة عسكرية بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين هي الثانية من نوعها خلال اقل من شهر واستخدم جيش العدو في هذه المناورة التي استمرت زهاء 12 ساعة مختلف انواع الاسلحة بما فيها مدفعية الدبابات التي كان يتردد صداها الى داخل المناطق المحررة في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي الذي نفذ العديد من الطلعات الاستكشافية على علو منخفض.
وتزامن ذلك مع دوريات ناشطة لجيش الاحتلال داخل ومحيط مواقعه الامامية المنتشرة عند تخوم المزارع انطلاقاً من موقع فشكول الرمثا - السماقة - رويسات العلم وتلة الرادار شرقي بلدة شبعا.
نائب رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير
تعليقات: